محمد أحمد كيلاني
معبد أرتميس( بالانجليزية- Artemision)، هو مبنى مقدس من “العصر الهيليني”، وتم بناؤه على بقايا المعابد القديمة، ويقع في تركيا وتحديدًا “سلجوق”، بالقرب من بحر إيجه، في منطقة كانت تسيطر عليها الإمبراطورية اليونانية سابقًا.
وتم وضع المعبد في قائمة عجائب الدنيا السبع بسبب عظمته وزخارفه المميزة.
المصادر الوثائقية لمعبد أرتميس
يُعرف معبد أرتميس من خلال عنصرين، هما، الوثائق التي تشهد على المبنى، وايضًا البقايا الأثرية للموقع، وفيما يتعلق بالمصادر الوثائقية، فإن هذه المصادر تقتصر بشكل أساسي على “بليني الأكبر”، المؤلف الروماني الذي قدم وصفًا للمبنى.
ويوجد أيضًا “فيتروفيوس”، وهو مهندس معماري روماني من القرن الأول قبل الميلاد، وفيلو البيزنطي، وهو عالم يوناني من القرن الثالث قبل الميلاد، وقدما التفاصيل حول هذا النصب التذكاري.
الهندسة المعمارية لمعبد أرتميس
تعتبر الهندسة المعمارية للمعبد كلاسيكية تمامًا، ويبلغ طول المبنى الرئيسي 105 مترًا وعرضه 55، وهو مُحاط بصفين من الأعمدة بارتفاع 17.65 مترًا.
وباعتباره معبدًا قديمًا، فقد تم تزيينه بالمنحوتات والنقوش البارزة، وكان للمبنى شكل مستطيل، لكن الجدران الخارجية لم تكن كذلك، وكان الجانبان القصيران غارقين في جسم المبنى لتشكيل “ناووس” على جانب المدخل، وهو نوعع من الشُرف في “العمارة الإسلامية”.
الديكور
كان معبد أرتميس يحتوي على عدد كبير من المنحوتات لفنانين مشهورين، وكان سكوباس وبراكسيتيلس، من أشهر النحاتين، الذين زينوا المعبد، لكن هناك أشخاصًا آخرين عملوا هناك، مثل فيدياس، وبوليكلتس، وتشمل التماثيل البارزة تمثال((( زيوس)) الذي صنعه مايرون حوالي عام 450 قبل الميلاد، ولكن الأهم بالطبع هو تمثال الإله أرتميس.
وتم تصوير أرتميس برموز خصوبة مختلفة، لأنه كان إله الخصوبة بالطبع، وتم إعادة إنتاج هذا التمثال الموقر عدة مرات خلال العصور القديمة، وهناك نسخ موجوده الآن في متاحف نابولي، والفاتيكان، وأيضًا متحف اللوفر.
وبخصوص الديكور، فقد زُينت أعمدة المبنى الرئيسي بصور أسطورية من الحياة اليومية، وفي زوايا المعبد وضع المعماريون أرباع (خزانات ذات عجلتين وأربعة أحصنة)، وفرضوا تماثيل تهدف إظهار القوة التي يغدقها هذا المكان، وربما كانت قبة المعبد مزينة أيضًا، على الرغم من عدم وجود آثار لهذا التزيين الآن.
تاريخ معبد أرتميس
تم نهب معبد أرتميس من قبل نيرون، وتم استعادة معظم الأعمال الفنية ونقلها إلى روما خلال فترة حكمه، التي امتدت بين عامي 54 و 68، وبعدها تم مهاجمه المعبد من قبل القوط في عام 265،
وومن غير المعروف ما إذا كان ذلك الحدث هو الذي جعل المعبد غير صالح أم لا، وعلاوة على ذلك، فقد تضرر الهيكل بسبب الزلازل في عام 401.
ومنذ ذلك الوقت، تم استخدام أنقاض المعبد لبناء مبان أخرى، فعلى سبيل المثال، تم بناء كنيسة القديس يوحنا، وآيا صوفيا في القسطنطينية، والجدير بالذكر أن أعمدة آيا صوفيا أتت من معبد أرتميس.
تأثيره في العالم
معبد أرتميس بالإضافة إلى كونه مكانًا للعبادة، فقد كان أيضًا كيانًا سياسيًا في حد ذاته، وحصل على تمويل كبير وصدى بعيدًا عن مدينة أفسس، ومُنح امتيازات.
وبالتالي، كان قادرًا على التطور، فعلى طول بحر إيجة، وفي بعض بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط، وفي شبه الجزيرة الأيبيرية، كان هناك عبادة خاصة لأرتميس.
وحتى الأباطرة الرومان الذين كانوا حريصين على إجبار الناس على عبادتهم فشلوا في استبدال عبادة أرتميس، وفي وقت لاحق، وبعد سقوط الإمبراطورية، اختفت هذه العبادة تدريجيًا.