لماذا تمشي الأفيال ببطء شديد؟ وما الخطر من ذلك؟

محمد أحمد كيلاني

من المعروف أن الفيلة هي أكبر الحيوانات البرية على وجه الأرض، وهناك نوعان رئيسيان من الأفيال، هما، الفيل الأفريقي، والفيل الآسيوي، وتم العثور على الفيلة الأفريقية في السافانا والغابات في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بينما تواجدت الأفيال الآسيوية في الغابات والمراعي في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، لكن كلا النوعين لهما شيء مشترك، فهما وحوش ضخمة تزن أكثر من 6 أطنان للذكر، و3 أطنان للأنثى، لكن هل هذا هو السبب في أنها تمشي ببطء شديد؟

ما علاقة حجم الفيل بخطوته؟

اكتشف فريق من الباحثين في المركز الألماني لأبحاث التنوع البيولوجي التكاملي، وجامعة فريدريش شيلر في جينا – ألمانيا، علاقة أساسية بين حجم الحيوان وسرعة حركته.

أيضا يسير الفيل ببطء من أجل أن يحافظ على تبديد الحرارة من جسده، وقد توصل الخبراء إلى أن الحيوانات التي يزيد وزنها عن طن، مثل الفيلة، تجد صعوبة في الحفاظ على البرودة أثناء السفر لمسافات طويلة، ومن أجل الحفاظ على برودة اجسادها تسير ببط.

الأفيال حيوانات مثيرة للاهتمام

إن فهم العوامل التي تحد من سرعة حركة الحيوان أمر بالغ الأهمية لفهم عدد لا يحصى من البيانات الأخرى، مثل أنماط حركته، واستراتيجيات البقاء لديه، والقضية الأهم، وهي قدرته على التعامل مع تغير المناخ.

وعلى الرغم من حجم الأفيال وقوتها مثيرة للإعجاب، فإنها مُعرضة لخطر الانقراض بسبب مجموعة متنوعة من التهديدات، مثل، “فقدان الموائل“، والصيد الجائر من أجل العاج، والصراع بين الإنسان والحياة البرية عمومًا.

وجهود الحفظ جارية لحماية هذه الحيوانات المدهشة، ومن الأهمية بمكان أن نواصل العمل لضمان بقائها على قيد الحياة.

لماذا الأفيال تمشي ببطء؟

للوصول إلى هذا الاستنتاج، قام علماء الأحياء بتجميع قاعدة بيانات للسرعات القصوى المستدامة لأكثر من 500 نوع من الحيوانات، والحشرات، والأسماك، دون احتساب الدراسات على الحيوانات الأسيرة، فقط على أولئك الذين يتحركون بحرية في الطبيعة.

ووضح “ألكسندر داير” من المركز الألماني للأبحاث التكاملية في التنوع البيولوجي، توفر الدراسة الجديدة طريقة لفهم قدرات حركة الحيوانات بين الأنواع ويمكن استخدامها لتقدير سرعة حركة أي حيوان.

وأظهرت البيانات أن الحيوانات الأكبر حجمًا، ذات الأجنحة أو الأرجل أو الذيل الطويل، لا تسافر بشكل أسرع، كما كان يُعتقد، لكن الحيوانات متوسطة الحجم، هي التي تسير بشكل أسرع.

التهديد وراء مشي الأفيال ببطء شديد

أن استنتاج الدراسة ليس تافهاً، مما يشير إلى أن الاحتباس الحراري سيكون مشكلة أكبر في المستقبل القريب للحيوانات الكبيرة، أكثر بكثير مما كان يعتقد سابقًا، فتخيل عزيزي القارئ أن الأفيال مثلا، تسير ببطء من أجل الحفاظ على برودة جسدها، في الطقس الحالي، الذي يعتبر معتدل، ماذا سيحدث لها إذًا زاد الاحتباس الحراري.

لذلك وإذا لم يحدث حل قريب، نتوقع أن تكون الحيوانات الكبيرة أكثر عرضة لتأثيرات تجزئة الموائل في مناخ دافئ مما كان يعتقد سابقًا، وبالتالي أكثر عرضة للانقراض، لكن هذا يحتاج إلى مزيد من البحث.

أقرأ أيضاً.. “إنسان نياندرتال” مُلتهم الأفيال الخارقة