أماني محسن
لطالما اّمن الفراعنة بالبعث والخلود منذ قديم الأزل، لذلك كان هناك إهتمام ملحوظ من الملوك المصريين ببناء المقابر مثل تلك التي بداخل الأهرامات، ووادي الملوك ( بالانجليزية-Valley of the Kings) الذي يُعد أحد أبرز الأماكن التي تتمتع بسيرة أسطورية، فلنتعرف عليه بشكل موجز خلال هذا الموضوع من موقع مستبشر.
وادي الملوك
تم استخدام هذا المكان المُخصص لدفن الملوك ونبلاء الدولة الحديثة، على مدار 500 عام، وذلك في الفترة بين، القرن الحادي عشر، والقرن السادس عشر قبل الميلاد.
وينقسم وادي الملوك إلى واديين، الأول هو “الوادي الشرقي” ويوجد فيه أغلب المقابر “، والثاني هو “الوادي الغربي”،
ويقع على الضفة الغربية لنهر النيل في محافظة الأقصر.
ما هي قصة وادي الملوك؟
أراد تحتمس الأول ثالث فراعنة الأسرة الثامنة ألا يُدفن في هرم مثل من سبقوه وأن يتم دفنه في مكان منعزل خلف صخور طيبة حفاظا على جسده وحماية له، حتى
لا تمتد إليه أيادي اللصوص، فعهد إلى المهندس أنيني أن يختار هذا المكان، لأنه يقع على الضفة الغربية لنهر النيل.
حيث أن إله الشمس ينزل في الأفق الغربي لكي يولد من جديد ويتجدد شبابه في الأفق الشرقي، ومعظم المقابر تقع على الضفة الغربية لهذا السبب.
وقد أشار أنينى لهذه المهمة قائلا ” أشرفت وحدي على إختيار المقبرة الصخرية لجلالة الملك “تحتمس الأول”، دون أن يراني أحد أو يسمعني.”
هوارد كارتر وأهم المقابر
يْعد هوارد كارتر أحد مستكشفي وادي الملوك وهو عالم اّثار إنجليزي وخبير بعلوم المصريات، وهو الذي قام بإكتشاف مقبرة توت عنخ اّمون بوادي الملوك وذلك عام 1922ء وهذه المقبرة أهم إكتشاف أثري للبشرية، وقد تم إكتشافها بعد بحث إستمر لما يقرب 15 عامًا، وهي المقبرة رقم 62 بوادي الملوك حسب الترميز العلمي، حيث يضم الوادي 63 مقبرة منها الملكية وغير الملكية.
وقد أحدث اكتشاف مقبرة الملك الصغير “توت عنخ اّمون” صدي حول العالم نظرًا لما تحتويه هذه المقبرة من تحف ذهبية وغيرها من القطع النادرة، وتُعتبر هذة المقبرة علامة مميزة وأيقونة مصرية ومازالت أحد أهم الاكتشافات
المصرية حتي الأن.
مقابر وادي الملوك
يضم وادي الملوك 63 مقبرة وقد تم ترقيم هذه المقابر حسب أولوية الإكتشاف مع إضافة الحرفين (K.V) اختصار (Kings’ Valley)
قبل رقم المقبرة التي تم إكتشافها في الوادي الشرقي بوادي الملوك، وقبل الرقم للمقابر المكتشفة في الوادي الغربي الحرفين (W.V) اختصار (West Valley).
وتوجد أغلب المقابر في الوادي الشرقي وهو من اكثر المناطق مزارًا للسياح في جمهورية مصر، بينما الوادي الغربي لم يتم فيه سوي إكتشاف 4 مقابر فقط.
حقائق حول مقابر الوادي
من المُحزن معرفة أنه قد تم سرقة مُعظم كنوز المقابر الملكية في الوادي عن طريق لصوص المقابر الفرعونية عبر التاريخ، ونظرا لإعتقاد البعث والخلود فجميع المقابر تحتوي على رسومات ومنقوشات فرعونية (الميثولوجيا المصرية القديمة) لإستخدامها في الحياة الثانية بعد الموت.
حيث تم زخرفة مقابر الوادي بالمنقوشات المقدسة لرحلة اّرو وإله الشمس من الظلام 12 ساعة حتي بذوغ الشمس
لتوضيح عقائدهم الدينية، وتمتاز تربته أنها تتكون من عدة طبقات من الحجر الجيري، والصخور الرسوبية وطبقات من طين المرل، وهذا من أحد أسباب إختياره كمقبره للملوك،
وما زال وادي الملوك مقر استكشاف للعديد من علماء المصريات، حيث هناك الكثير من المقابر التي تم اكتشافها ولم يتم تحديد هوية المدفونين بها، وهناك العديد من المقابر التي لم يتم إكتشافها بعد.
أقرأ أيضاً.. فترات من التاريخ المصري.. دولة تسقُط وسرعان ما تَنهض أقوى!