محمد أحمد كيلاني
إلى الشمال الغربي من جزيرة سردينيا، وعلى بعد حوالي 24 كيلومترًا من مدينة ألغيرو، كان صياد سمك يُدعى فيراندينو هو من اكتشف في القرن الثامن عشر الفتحة التي من شأنها أدت إلى اكتشاف نظام معقد من الكهوف التي تمتد حوالي 4 كيلومترات والتي عُرفت بمغارة نبتون.
مغارة نبتون.. مكان للزيارة مرة واحدة في العمر
ستجد في الداخل واحدًا من أكبر الكهوف البحرية في إيطاليا وواحدًا من أكثر الجواهر الطبيعية الجذابة في البحر الأبيض المتوسط.
وتحتوي مغارة أو كهف نبتون، الذي تشكل منذ حوالي مليوني سنة، على تكوينات كارستية مذهلة وشاطئ ذو رمال بيضاء وبحيرة ضخمة تحت الأرض.
وهي تمثل واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية في إيطاليا وأيضا موقعا ذا أهمية علمية كبيرة.
ولا يكون مجمع الكهوف هذا مفتوحًا للجمهور في الواقع، لا يمكن لعامة الناس رؤيته بشكل مباشر بل بالقرب منه ببضع مئات من الأمتار، والتي تستغرق زيارتها عمومًا ما يزيد قليلاً عن ساعة.
وبعض الأجزاء، التي تعتبر أكثر خطورة، مخصصة لخبراء الكهوف، ولكن على عكس العديد من الكهوف الأخرى الموجودة في سردينيا، تم استكشاف مغارة نبتون بالكامل.
وسواء وصلت إلى الكهوف سيرًا على الأقدام، عن طريق السلالم وهي 656 درجة، أو بالقارب، ستصل إلى نفس نقطة الدخول وتبدأ جولتك المصحوبة بمرشدين، والتي ستظهر لك عدة غرف منحوتة في الحجر الجيري عبر القرون من الماء المتساقط.
والمدخل عبارة عن ممر مغطى بالخرسانة من النباتات وكثيف الهوابط والصواعد.
وفي الغرفة الأولى من هذا الكهف المثير للإعجاب سنجد بحيرة لامارورا الشهيرة، وهي واحدة من أكبر أحواض المياه المالحة في أوروبا، ويبلغ طولها حوالي 120 مترًا وعرضها 25 مترًا، وهي مصحوبة بالعديد من الهوابط والصواعد التي تزين المكان.
وأكبر بحيرة تحت الأرض في أوروبا هي بحيرة سان ليوناردو في سويسرا، ويبلغ طولها 260 مترًا وتبقى درجة حرارة مياهها ثابتة عند 11 درجة مئوية.
مميزات فريدة في مغارة نبتون
بمجرد الدخول، في قاع البحيرة، يبرز تشكيل مميز من الصواعد يسمى “شجرة عيد الميلاد” بين التدفقات الكبيرة والأكاليل الكلسية.
وهي زاوية مشتركة حيث يمكنك التقاط صور فوتوغرافية ستتوارثها الأجيال القادمة.
ويوجد في وسط الكهف صواعد ضخمة يبلغ ارتفاعها حوالي مترين تسمى نافورة الماء المقدس (acquasantiera).
وربما يرجع الاسم إلى حقيقة أنه بفضل شكلها الخاص، فإنها تجمع مياه الأمطار، ليصبح نوعًا من حفرة الري الطبيعية للطيور التي تعشش هناك.
وتحتوي البحيرة أيضًا على شاطئ رملي صغير يسمى “الشاطئ الحصوي” Spiaggia dei) (ciottolini، وهو شاطئ مرصوف بالحصى كما يوضح اسمه.
ملحوظة، لا يمكن الوصول إلى الكهف إلا عن طريق الجولات السياحية المصحوبة بمرشدين.
الكهوف في السينما
كانت الكهوف بمثابة فيلم تدور أحداثه في الماضي.
وفي عام 1978، تم تصوير فيلم “جزيرة رجال السمك” في مغارة نبتون، وتم صُنع مشاهد تذكرنا بقصص الكاتب والشاعر الفرنسي الشهير صاحب الرؤية “جول فيرن”.
أقرأ أيضاً.. مدينة ويتير.. شعب تحت سقف واحد