معالم سياحية

“جبل رشمور” نُصب تذكاري أمريكي لتمجيد الرؤساء السابقين

محمد أحمد كيلاني

“جبل رشمور” هو نصب تذكاري وطني أمريكي يتكون من أربعة تماثيل عملاقة تُمثل وجوه أربعة رؤساء للولايات المتحدة تم اختيارهم لجوانبهم الرمزية وإنجازاتهم التاريخية، فكل شخص منهم يرمز إلى سمة مميزة لتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

أسماء الرؤساء الموجودين في جبل رشمور

هؤلاء الرؤساء الأربعة الموجودين على الجبل، هُم، جورج واشنطن، وتوماس جيفرسون، وأبراهام لنكولن، وثيودور روزفلت، وتم نحت النصب التذكاري بين عامي 1927 و 1941 من قبل “قتزن بورغلم” (Gutzon Borglum) النحات الأمريكي، وهو الذي توفى قبل إكتمال النُصب وتولى إبنه زمام الأمور وأكمل نصب جَبل رشمور.

لماذا تم نحت أربع وجوه فقط؟

إذا كان بإمكاننا اليوم الإعجاب بنوعية وكمية العمل الذي تم بذله في بناء هذا المَعلم العملاق، فيجب أن نعلم أنه ليس سوى جزء مما تم التخطيط له في الأصل، ففي الواقع، وبسبب نقص الموارد المالية، تم نحت أربعة وجوه فقط في النُصب التذكاري، ولكن في الأصل فقد تم التخطيط لنحت وجوه كُل الرؤساء الذين مروا على الولايات المتحدة، على صخرة بلاك هيلز في ساوث داكوتا.

الحالة المعمارية لجبل رشمور

النحت في نفس الحالة مُنذ عام 1941، وهو العام الذي تم فيه الإنتهاء من العمل، وإذا ذهبت إلى هناك فستجد وجه الرئيس السابق جورج واشنطن في المقدمة، وستجد الوجوه تتجه إلى الشرق، بحيث تصل إليها الشمس في الصباح الباكر وتكون مظلمة في الليل، لذلك ينصح بالمجيء في الصباح رغم أن ذلك ليس ضرورياً، ومن غير المجدي أن تأتي في طقس ضبابي بالطبع.

الموقع السياحي لجبل رشمور

تتكون الحديقة بشكل أساسي من ساحة، ومتحف، وممر للاقتراب من التماثيل، ومدرجاً وخدمات أخرى مُتنوعة.

وعندما يصل الزائر إلى المكان، يمر عبر زقاق طويل يعرف بإسم “زقاق الأعلام، فهنالك 56 علم، يمثل جميع الولايات والاقاليم الأمريكية، في نهاية هذا الزقاق، يوفر المتنزة إطلالة بانورامية على الموقع، وهذا هو أهم ما سيميز الزيارة.

أصل اسم جبل رشمور

هناك العديد من الجبال في ولاية ساوث داكوتا، وقد أطلق على هذا الجبل اسم “الأجداد الستة” من قبل لاكوتا، وهم الأمريكيون الأصليون الذين احتلوا هذه المنطقة عندما وصل الأوروبيون، وعندما مر رجل الأعمال “تشارلز رشمور”، في رحلة استكشافية، قدم وصفاً مميزاً لدرجة أنه ارتبط لاحقاً باسم الجبل.

وهو جبل من الجرانيت يقع وسط التلال السوداء، وقد لوحظ أن جبل رشمور هو الأعلى في المنطقة، وهو المعيار المفضل عند بناء التماثيل.

الوجوه كبيرة جداً

بالطبع عندما تراهم في الواقع ستتفاجأ تماماً لأنها تبدو صغيرة جداً في الصور، فبمجرد الوصول إلى الموقع، أي بمجرد تجاوز ساحة انتظار السيارات، نصل إلى المتنزه الذي يوفر رؤية واضحة جداً للنُصب، ومن هناك، نفهم أنها، في الواقع كبيرة جداً.

ففي الواقع، يبلغ ارتفاع هذا النصب 18 متراً وعرضه 62 متراً.

صاحب فكرة مشروع جبل رشمور

نحت وجوه الرؤساء الأمريكيين في الصخر ليس محل صدفة، ومن المشروع التساؤل عن السبب الذي دفع النحات للقيام بهذا العمل.

ففي الواقع، كان المُصمم لهذا المشروع هو دون روبنسون، وهو محام ومؤلف عاش في رابيد سيتي، في بداية القرن العشرين وأراد اقتراح نصب تذكاري لمجد الولايات المتحدة، وتحديداً لتاريخها، لذلك، صمم النصب بالشكل الذي نعرفه به حالياً، وأيضاً اختيار الرؤساء الممثلين، فكل واحد منهم يُعبر عن سمة شخصية للأمة.

بالإضافة إلى هذا الوصف البسيط، هناك العديد من الرموز التي يمكن رؤيتها في هذا النصب، والغريب أن أحدها سلبي تماماً، فهو يمثل، بالنسبة للسكان الأصليين، إهانة حقيقية لثقافتهم.

لأنه في الواقع، يوجد في جبل رشمور عمل يُسلط الضوء على المستوطنين البيض على أرض كانت في السابق مملوكة للسكان الأصليين، ففي وقتنا الحالي، يبغض أحفاد السُكان الأصليين جبل رشمور.

أقرأ أيضاً.. تمثال الحرية.. مُجاملة فرنسا لأمريكا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *