محمد أحمد كيلاني
يعتقد الكثير من الناس أن أول الأوروبيين الذين وصلوا إلى قارة أمريكا هم أفراد طاقم (البنتا والنينيا وسانتا ماريا)، وهي القوافل أو السُفن الثلاثة التي عبر بها كريستوفر كولومبوس المحيط في عام 1492، اعتقادًا منه أن بهذه الطريقة يمكن أن يصل إلى الهند بطريق أقصر
ولكن ما وجدوه كان قارة جديدة، عالم جديد، وعلى الرغم من أن كل ما وجدوه مُختلف تمامًا عن دولة الهند، فقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً ليدركوا ذلك، في الواقع، كولومبوس وطاقمه اعتقدوا جميعًا أنهم وصلوا بالفعل إلى الهند، ولكن في الحقيقة لم يكن كولومبوس هو أول من اكتشف قارة أمريكا.
لم يكن كولومبوس أول الواصلين إلى قارة أمريكا
كما ذكرنا، لم يكن كولومبوس وطاقمه أول الأوروبيين الذين تطأ أقدامهم قارة أمريكا، فقبل ذلك بحوالي 500 عام، وتقريبًا في عام 1000، كان الفايكنج قد ذهبوا بالفعل إلى القارة الأمريكية، وكانوا مجموعة من المستكشفين بقيادة “ليف إريكسون” نجل إريك الأحمر.
ولكن كيف وصل الفايكينج إلى هناك من الأساس؟
القصة تقول أن إريك الأحمر قد طُرد من أرضه، أيسلندا، لقتله أحد الجيران، وبعد الطرد، قفز في البحر مع عائلته ووصل إلى مكان غير معروف، والذي سماه بعد ذلك “جرينلاند”، وقد حدث هذا تحديدًا في عام 985، وعندما كبر، أراد إبنه ليف العودة إلى أرض أجداده، إلى النرويج وتحديداً أرض جده.
إكتشاف قارة جديدة في طريق العودة
وهم في طريقهم رأوا أرضًا مليئة بالأشجار، وهذا ما فاجأهم لانه لم يكن هناك الكثير من تلك الأشجار في جرينلاند، فبدلاً من المُضي قدمًا في رحلتهم إلى النرويج، توقفوا لاعجابهم الشديد بشواطئ تلك الأرض، وقاموا بأكل الثمار وصنع المشروبات، وكان لابد من أن يُطلق الفايكنج على هذه الأرض اسم أيضًا واختاروا “نيوفاوندلاند” واليوم نعرفها باسم كندا.
لماذا غادر الفايكينج قارة أمريكا
“استقرت مجموعة كبيرة من الفايكنج في هذه الأرض الجديدة، ولكن سرعان ما بدأت المعارك والقتال مع السكان المحليين، ومع ذلك، تمكن الفايكنج من البقاء في قارة أمريكا الشمالية وعاشوا هناك لعدة قرون، ولكن بعد أكثر من 600 عام من استقرارهم في أمريكا، فقد لعب برد المناخ هناك دورًا كبيرًا في زعزعة ذلك الاستقرار، لذلك غادروا القارة بحثًا عن الأراضي الأكثر دفئًا.
أقرأ أيضاً.. أسباب مغادرة الفايكينج لجرينلاند