معالم سياحية

جزيرة الفصح.. موطن عبادة الأسلاف

محمد أحمد كيلاني

جزيرة الفصح أو جزيرة القيامة (بالانجليزية- Easter Island)، هي جزيرة بعيدة عن العالم، وتشتهر بتماثيلها، وهي عبارة عن منحوتات بشرية كبيرة داخل الصخور البركانية لجزيرة الفصح، وهي جزيرة تقع قبالة سواحل تشيلي، وهي أرض نائية، وهذه الظروف التي جعلت من هذه القطعة من الأراضي التشيلية معزولة، وذلك على الرغم من أنها كانت مأهولة في بداية القرن الثالث عشر، وهذه التماثيل تسمى “مواي”، (بالانجليزية – Moai)

سكان جزيرة الفصح الأوائل

وصل السكان الأوائل لجزيرة الفصح أو إيستر، في بداية القرن الثالث عشر، أو ربما في أواخر القرن الثاني عشر، وقد جاءوا من جزر بولينيزيا، وهم من ورثوا عاده عبادة الأسلاف، وقد بدأوا في نحت التماثيل على الصخور البركانية لهؤلاء الأسلاف، ليعبدوها، وكانت التماثيل الأولى بحجم الإنسان، أي يتراوح ارتفاعها بين متر ونصف، ومترين.

ولكن سرعان ما كان هناك سباق على العملقة، وفي فترة البناء العظيمة، التي استمرت حتى القرن الخامس عشر، وصل إرتفاع التماثيل إلى 7، و 8 أمتار، وكانت التماثيل عبارة عن جسد ورأس تعلوه أحيانًا قبعة حمراء، وتم رسم العيون، وذلك لإضفاء مزيد من الواقعية.

وتم تقسيم التماثيل داخل مجموعات في معظم الأحيان، وفي أحيان أخرى وجدت بعض التماثيل مُنفردة.

السكان في جزيرة الفصح

إذا نظرنا إلى تاريخ البشرية، فإن مستوطنة جزيرة إيستر كانت متأخرة جدًا، لأنه تم استيطانيها في نهاية القرن الثاني عشر، أو بداية القرن الثالث عشر، وحدث ذلك بين الشعوب الملاحية البولينيزية، التي اكتشفت الجزيرة، وهم الذين بنوا التماثيل على الجزيرة، كما ذكرنا.

وفي بداية القرن الخامس عشر، تغيرت العبادة فجأة، دون أن نعرف السبب، وتم التخلي عن عبادة الأجداد، التي كانت في الأصل تماثيل، وبقيت التماثيل التي قُطعت في المحاجر، وتعتبر تلك “نقطة البداية” لعصر جديد ينطوي على نظام إجتماعي وديني جديد.

وبدأت الفترة التاريخية الثالثة للجزيرة عام 1687 واستمرت حتى عام 1877، وهي فترة استعمار الأوروبيين للجزيرة، والتي أدت إلى القضاء على السكان المحليين، وأسرهم كعبيد وبيعهم في أمريكا الجنوبية، واليوم لم تعد الجزيرة مستوطنة بولينيزية، وتم انضمامها إلى دولة تشيلي عام 1888.

المزيد عن جزيرة الفصح

جزيرة إيستر هي أبعد جزيرة على وجه الأرض، وأقرب جارتها تقع على بعد حوالي 2000 كم، وهي جزيرة بركانية، تم تكوينها بواسطة 3 براكين، وميزة هذه الجزيرة هي عدم وجود انقطاع في المياه.

وذلك نظرًا لأنها صغيرة نسبيًا (يبلغ طولها حوالي ثلاثين كيلومترًا وعرضها 20 كيلومترًا)، وكان الأشخاص الذين وصلوا إلى هناك، حوالي القرن الثاني عشر، قادرين على جمع الماء بفضل البحيرات التي تشكلت داخل فوهات البراكين.

هل يمكن زيارة جزيرة القيامة؟

يمكن زيارة جزيرة إيستر بالطبع، لكن ليس من السهل الذهاب إلى هناك، وذلك بسبب بُعد الجزيرة، لكن هذا ليس السبب الوحيد، ففي الواقع، وضعت الحكومة التشيلية، التي تنتمي إليها هذه المنطقة، قواعد صارمة فيما يتعلق باستقبال السياح، وذلك من أجل عدم تدمير الموارد الهشة الموجودة في الموقع.

ويبلغ عدد سكان المدينة الرئيسية الآن، ما يزيد قليلاً عن 3000 نسمة، والمرافق السياحية مقصورة طوعًا على 200 زائر في اليوم، لا أكثر، وعدد الرحلات إلى هناك محدود جدًا.

وبالطبع، إذا كنت تخطط للذهاب إلى الجزيرة، فتأكد من أنك قد رتبت كل شيء، مثل، رحلة السفر، والإقامة، والجولات وما إلى ذلك.

أقرأ أيضاً..تمثال الحرية.. مُجاملة فرنسا لأمريكا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *