تاريخ

حرب فيتنام.. حينما أعطت “هانوي” درسًا للعالم فى المقاومة

إيمان يحي 

بدأت حرب فيتنام عندما استعمرتها فرنسا، وذلك ففي الحرب العالمية الثانية، أي بعد مرور ثمانى سنوات من دخول فرنسا إليها، وبدأت قوات اليابان فى الدخول إلى فيتنام، وهذا القرار ما ظنوا  أنه في مصلحتهم، وأن اليابان جاءت لتحرير فيتنام من يد المستعمر الفرنسى، ولكن لم يصدق الثوار الفيتناميين هذا واعتبروهم محتلين، ومن هنا بدأت حرب فيتنام بالفعل.

القصة وراء حرب فيتنام

أصبحت فيتنام تقاتل ضد اليابان وفرنسا، واستغل الفيتنامييون كون اليابان وفرنسا تقاتل ضدهم مع انشغالهم فى الحرب العالمية الثانية، لذلك سرعان ما بدأت اليابان في الاعتراف بالهزيمة وسحب قواتها التى تم استنزاف معظمها فى الحرب العالمية الثانية خارح فيتنام.

وأرادت القوات الفرنسية التي توجد داخل فيتنام دعمًا في ذلك الوقت، ولكن فرنسا لم ترسل أي دعم، وكان الثوار الفيتنامييون قد قرروا إنشاء حكومة جديدة، ولكن أحد الثوار والذس كان يعتبر من كبار الساسيين في فيتنام لم ترق له فكرة الحكومة الجديدة، لذلك الإنتخابات التي كان من المقرر عقدها قام هو بتزويرها بمساعدة أمريكا، ليعلن نفسه رئيس دولة فيتنام الجديدة، لذلك انقسمت فيتنام إلى جزء شمالي وجنوبي.

انقسام المقاومة

في ذلك الوقت انعقدت معاهدات واجتماعات من خلالها تقرر ترحيل الجنود الفرنسيين من فيتنام الشمالية إلى فيتنام الجنوبية وخلال سنتين يتم إجلاء جميع الجنود الفرنسيين.

وبعدها انقسمت فيتنام إلى فيتنام الشمالية التي يقودها “هو تشى مين”، وهو الذي كان مدعوم من روسيا والصين، وفيتنام الجنوبية التي يقودها “نغو دينه ديم“، والذي كان يتم دعمه من أمريكا.

بعدها ظل رئيس فيتنام الجنوبية دائمًا فى حالة تأهب من فيتنام الشمالية التى من الممكن أن تنقلب عليه فى أي وقت بسبب خيانته، لكن فيتنام الشمالية كانت قد تجاهلت الأمر وبدأت فى أعمار الدولة من جديد.

ومن انقلب وقتها على رئيس فيتنام الجنوبية كان الشعب وذلك كان بسبب استبداده وسوء حكمه والعنف الذى تعرض له المدنيين من قوات الجيش، وخلال نفس الوقت كان هناك رجل فيتنامي شمالي يدعى “لى دوان” أراد توحيد فيتنام الشمالية والجنوبية لذلك بدأ بجمع الثوار وأصبحت هناك مناواشات بين القسمين.

وخلال تلك المناواشات تم قتل بعض الجنود الأمريكيين بالخطأ، وعلى الرغم من دعم الرئيس الأمريكي فى ذلك الوقت لموقف فيتنام الجنوبية، الا أنه لم يعد يرسل لهم أي جنود أمريكيين للمساعدة وساعدهم فقط بمدهم بالأسحلة والمستشارين الحربيين.

واستغل الفيتناميين الشماليين التدهور السياسى، حيث أن أمريكا بعدما وجدت أن فيتنام الجنوبية تخسر حربها أمام فيتنام الشمالية، وجهت رسالة للجنود الأمريكيين بطريقة غير مباشرة أن يغتالوا “جون دين ديم” وبعدها ظل الرؤساء يتغيرون كل فترة قصيرة مما جعل الدولة فى حالة تدهور سياسي.

توحيد الدولة من جديد

الولايات المتحدة لم تستلم وبدأت بتجنيد المزيد من الجنود وشن غارات جوية على فيتنام الشمالية، ولكن بسبب شجاعة المحليين ومعرفتهم بأراضييهم كانت حرب استنزافية لأمريكا، وتوقف تلك الحرب بعد أن تولى الولايات المتحدة رئيس جديد، والذي كان مدركًا أن الحرب ضد فيتنام حرب خاسرة بالنسبة لهم وبدأ بسحب القوات الأمريكية من هناك، وتم عقد معاهدة سلام.

لكن فيتنام الشمالية لم تشعر أن هذا السلام الذي كان يتم رجاؤه من البداية، وعام 1975 هاجمت فيتنام الشمالية نظيراتها الجنوبية واستعادتها لتصبح دولة كاملة تسمى “جمهورية فيتنام الإشتراكية”.

نتائج حرب فيتنام

رغم أن فيتنام انتصرت وحققت مبتغاها لكن البعض قالوا أن “فيتنام انتصرت فى الحرب وخسرت فى السلم” وذلك بسبب الخسائر الكبيرة التى واجهاتها، من انخفاض القوة الإقتصادية إلي الخسائر البشرية.

وفقدت أيضُا الولايات المتحدة أكثر من 58 ألف جندي، وجُرح أكثر من 150 ألف آخرون،

بينما فقدت فيتنام مليون مدني ومليون عسكري، ومازال الكثير من الألغام موجودة فى الأراضى الزراعية الفيتنامية شاهده على تلك الحرب الشنيعة.

أقرأ أيضاً..  قاذفو البليار.. “مرتزقة” في خدمة روما وقرطاج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *