معالم سياحية

أهرامات المكسيك.. “تيوتيهواكان” المدينة المُقدسة

محمد أحمد كيلاني

لا أحد يعرف الإسم الحقيقي للأشخاص الذين أنشأوا أهرامات الشمس والقمر في المكسيك، لأن “تيوتيهواكان” هو الإسم الذي أطلقه عليها الأزتيك، عندما اكتشفوا المدينة المهيبة في القرن الرابع عشر، وهي في حالة خراب، وبالنسبة إلى الأزتيك، فإن “كلمة تيوتيهواكان” تعني منزل الآلهة أو المكان الذي تُصنع فيه الآلهة، فلنتعرف أكثر على أهرامات المكسيك.

أهرامات المكسيك.. تيوتيهواكان

وفقًا للتسلسل الزمني فقد كانت مدينة تيوتيهواكان، الواقعة شمال غرب مكسيكو سيتي، قد بُنيت منذ حوالي 100 عام قبل الميلاد.

ولم تترك الثقافة الحضرية والمعمارية لتيوتيهواكان أي أثر مكتوب، ولهذا السبب ولأسباب أخرى، لا يُعرف الكثير عن هويتهم أو ما هي لغتهم أو من أين أتوا.

ويُفترض أن شعب تيوتيهواكان جاءوا من “وادي أناواك” ومن مدينة كويكويلكو (Cuicuilco)، وهي مدينة تقع على بعد 35 كيلومترًا من تيوتيهواكان.

وكانت كويكويلكو، مركزًا دينيًا مهمًا، ولكن بعد ثوران البراكين هناك، أضطر سكانها إلى الانتقال، ويُعتقد أن جزءًا من هؤلاء السكان تمكن من الفرار إلى تيوتيهواكان.

هرم القمر

هرم الشمس من أهرامات المكسيك

هرم الشمس بارتفاع 213 مترًا، وهو يُمثل الشمس، ومحور موندي أو محور العالم، وهي النقطة التي تربط بين السماء والأرض، ويتكون الهرم من 20 طابقًا، ويبلُغ طول كل جانب من جوانبه 225 مترًا.

ويمثل هذا النصب أقدس مكان في تيوتيهواكان، لأنه يوجد تحت الهرم كهف وهو يرمُز إلى مكان نشأة العالم.

فقد أعتقد شعب تيوتيهواكان أن البشر أتوا من الكهوف.

هرم القمر

تم تكبير هرم القمر عدة مرات، وتم بناؤه على منحدر جبلي، ويعتبر بيت إله العواصف، لذلك تم صنع هرم القمر تكريما لهذا الإله.

ومن هناك لوحظت تحركات النجوم، فقد رأى سُكان تيوتيهواكان الأجرام السماوية ككائنات.

ويبلغ ارتفاع هرم القمر حوالي 45 مترًا، وعلى الرغم من أنه أصغر بشكل ملحوظ من هرم الشمس، إلا أنه مبني على أرض مرتفعة، مما أعطاه نفس إرتفاع هرم الشمس.

هرم الثعبان ذو الريش من أهرامات المكسيك المُميزة

هرم الثعبان هو مبنى مدني ديني يمثل قلب المدينة، ويقع على مساحة 400 مترًا، وهو مكون من سبع أجسام، ومزين بثعابين السيباكتلي (Cipactli)، وهي ثعابين تُشبة “التمساح”،

ويحتوي الهرم على نفق وثلاث غرف حيث تتواجد جثث الأشخاص المهمين في ذلك الوقت، وخلف هذا الهرم يوجد مُجمعان سكنيان.

بناء مدينة تيوتيهواكان القديمة

لقد استغرق بناء مدينة تيوتيهواكان مئات السنين، ولم يتم بناء الأهرامات فحسب، بل تم أيضًا بناء منازل ضمت حوالي 20 ألف فرد من شعب تيوتيهواكان.

وللمدينة محورين أساسيين، هما، المحور الشمالي الجنوبي، ويمثله طريق الموتى، والمحور الشرقي الغربي، والذي شَكَله سابقًا نهر “سان خوان”.

وفي الواقع، قد ميز هرم الشمس والقلعة، شروق الشمس وغروبها على التوالي في أوقات معينة من العام، مما كان بمثابة توجيه للأنشطة الزراعية.

تاريخ وثقافة تيوتيهواكان موطن أهرامات المكسيك

على الرغم من عدم معرفة الكثير من البقايا التي عثر عليها علماء الآثار، فمن الممكن فهم بعض سمات هذه الثقافة الغنية.

ومن المعروف أنه بالنسبة لشعب تيوتيهواكان، فقد تغلبت المجموعة الإجتماعية على الفرد، فقد كانت ثقافة مناهضة للفردانية ومؤيدة للتعاون، وهو ما يفسر طبيعة تخطيطها الحضري، الذي لا يفكر فقط في مباني العبادة والحكومة، ولكن أيضًا في المناطق السكنية، سواء بالنسبة للنخبة الكهنوتية أو لسكان المكان الآخرين.

وداخل المجموعة الاجتماعية، كان هناك قطاع يتمتع بمكانة كبيرة، وهم الجنود، وترجع هذه المكانة إلى حقيقة أن الجنود قد عبروا بوضوح عن قيمة المجتمع، لأن الجندي، من الناحية النظرية، يُضحي بنفسه من أجل المجتمع.

وتظهر سمة مثيرة للاهتمام في مجتمع تيوتيهواكان، فقد تم احترام الجندي كثيًرا، حتى أكثر من الحاكم نفسه، والذي لم يكن يعبد، لأن الحكام، بالنسبة لشعب تيوتيهواكان، لم يكونوا آلهة أو كائنات خاصة.

وبالنسبة للخبراء، لا يمكن تفسير عدم اتخاذ شعب تيوتيهواكان أي نظام كتابي، إلا من خلال عامل ثقافي، فلربما أرادوا تمييز أنفسهم عن الجيران الذين سجلوا حياة قادتهم كتابةً، مثل “المايا” فبالنسبة لنخبة تيوتيهواكان، كان هناك هدف واحد فقط، وهو تحسين نوعية حياة الناس العاديين.

إرضاء الآلهة

كان لدى شعب تيوتيهواكان هاجس البشائر السيئة، حيث اعتقدوا أن الحياة قد سُرقت من الآلهة.

ومن هنا نشأ الإعتقاد بضرورة إرضائهم، وإعادة العظام التي سُرقت منهم، وكان ذلك هو تفسير التضحيات التي كانت تُمارس، وهي نظرية أكدها اكتشاف الجثث تحت الأهرامات.

أقرأ أيضاً.. الأهرامات لماذا بنيت من الأساس.. وما الغرض منها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *