رُكن مقالات مُستبشر

ملوك عظماء ومآسي كبيرة.. زُعماء أصيبوا بأمراض مميتة

محمد أحمد كيلاني

لقد كان أحد أعظم إنجازات البشرية هو مستوى الصحة والطب الذي وصلنا إليه اليوم، فلا يقتصر الأمر على استئصال بعض الأمراض من العالم فحسب، بل أن بعض الأمراض التي يتم القضاء عليها خلال أيام قليلة في وقتنا الحالي، كانت قبل قرن من الزمان تعني الموت، وكان من الممكن أن يمنح بعض أقوى الأشخاص في تاريخ الإمبراطوريات والممالك، الجبال من المال، للحصول على علاجات القرن الحادي والعشرين، فلنستعرض في هذا المقال بعض الملوك العظماء والشخصيات التاريخية الذين ماتوا من آثار المرض.

من الملوك العظماء.. الإسكندر الأكبر

يُعد الإسكندر الثالث المقدوني من بين أعظم الفاتحين في التاريخ، فقد ورث التاج من والده “فيليب الثاني”، وهو في سن العشرين ووسع إمبراطوريته إلى الهند، وهي منطقة غريبة تمامًا ولم تكن معروفة للثقافة اليونانية في ذلك الوقت.

ولعدة قرون، كان الإسكندر هو النموذج الأولي للجنرال الذي أراد عدد لا يحصى من الشخصيات على رأس الإمبراطوريات، والممالك، والجيوش تقليده، فقد حقق الإسكندر الأكبر كل نجاحاته في حياة قصيرة جدًا، حيث عاش 32 عامًا فقط، وتوفي في يونيو عام 323 قبل الميلاد، وترك وراءه سؤالاً كبيرًا، ما سبب وفاة الإسكندر الأكبر؟

سبب وفاة الإسكندر الأكبر

منطقياً، كلما تعمقنا في الماضي، أصبح من الصعب العثور على إجابات مقنعة تشرح الأمراض كما نفهمها بالمعرفة الحالية، ولهذا السبب يتعين على الباحثين اكتشاف المرض من الأعراض التي يمكننا قراءتها في المصادر القديمة، فقد كتب “بلوتارخ” بعد ثلاثة قرون من وفاة الإسكندر الأكبر، وأخبرنا أن الملك كان في بابل عندما غلبته الحمى النارية والهذيان، وبعد أحد عشر يومًا توفى.

وبناءً على هذه الأوصاف، يتحدث المتخصصون عن ثلاثة أسباب محتملة، تسببت في وفاة الإسكندر الأكبر، فربما مات بسبب التسمم أو الملاريا أو “متلازمة غيلان باريه”، وهذا الخيار الأخير كان نظرية نُشرت في عام 2019، ومتلازمة غيلان باريه هي مرض عصبي يسبب الشلل أو الغيبوبة العميقة، ولكن تظل الملاريا هي السبب الأقرب لوفاة الإسكندر.

بريكليس

كانت أثينا تقاتل في الحرب البيلوبونيسية ضد سبارتا وحلفائها عام 430 قبل الميلاد، وتمكن اللاجئون داخل أسوار المدينة، وعانى الأثينيون من أول الأوبئة المسجلة، وهو، ما سُمي “بطاعون أثينا”.

ووفقا لدراسة نشرت في عام 2006 من قبل جامعة أثينا، اكتُشف أن هذا المرض هو “حمى التيفود”، واستنتجوا ذلك بعد فحص الحمض النووي لبعض الأسنان التي تعود إلى وقت تفشي المرض، وبسبب ذلك المرض، توفي بريكليس، زعيم العصر الذهبي لأثينا، عام 429 قبل الميلاد.

هيرودس.. من الملوك العظماء

الملقب بـ”العظيم” ، توفي هيرودس الأول ملك يهودا تقريبًا في العام الرابع قبل الميلاد، وبحسب النصوص القديمة يروي “فلافيو جوزيفو”، وهو مؤلف من القرن الأول، أن الملك أصيب بمرض خطير في سن السبعين وانتهى به المطاف بالموت.

“لقد كان الملك يموت من الحزن والمرض، وكان يعاني من حمى مستمرة، وألم لا يطاق في جميع أنحاء جسده، وانزعاج مستمر في القولون، وأورام في قدميه، وبطن منتفخ”.

وأدى هذا الوصف إلى تشخيص الأخصائيين له بمزيج من الفشل الكلوي والسيلان والنغف.

بودوان أو بلدوين الرابع

ربما تكون واحدة من أشهر حالات الملوك الذين ماتوا بسبب المرض، وأكثرها مأساوية، فقد حكم “الملك المجذوم” القدس من عام 1174 حتى وفاته عام 1185، ومنذ طفولته ظهرت عليه أعراض تلك “اللعنة الإلهية” التي كانت تُعتبر الجذام خلال العصور الوسطى.

وفقد أصابع يديه وقدميه، وتشوه وجهه، وانخفض أنفه، وكان يُعرف أيضًا باسم “ملك الخنازير”، وانتهى هذا المرض بوفاة بلدوين الرابع عن عمر ناهز 24 عامًا فقط.

أقرأ أيضاً.. ما هو الوباء الذي حصد أكبر عدد من الأرواح عبر تاريخ البشرية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *