محمد أحمد كيلاني
قبائل الثيمبو، هم مجموعة عرقية أفريقية تستوطن جنوب أفريقيا، وتشتهر القبيلة بانجابها للزعيم والمُناضل السياسي الأفريقي الراحل “نيلسون مانديلا”، وشعب الثيمبو كباقي شعوب أفريقيا لديه عادات وتقاليد تُميزة عن باقي الشعوب والاعراق الأخرى.
الأصل ونبذة تاريخية عن قبائل الثيمبو
وفقًا للتقاليد، هاجر شعب الثيمبو من وسط أفريقيا على طول الساحل الشرقي قبل أن يستقروا في محافظة “كوازولو ناتال”، وأقدم شخص والذي يُعتقد أنه من أنشأ السلالة يُدعى “مبولالي” الذي قاد مع حفيده المسمى ثيمبو شعبهم من مقاطعة كوازولو ناتال في جنوب أفريقيا إلى في ما يعرف الآن بمنطقة ترانسكي.
وتم توحيد قبائل الثيمبو كشعب مُتحد في عهد “نجوبينجوكا”، الذي وحد العشائر التي تعيش في مناطق الثيمبو والتي كانت تُسمى “ثيمبولاند” في كيان سياسي واحد، وذلك بسبب ولائهم لعائلة ثيمبو المالكة، أو ما كانت تُعرف وقتها باسم “هلا مفليز”، وكان من نسل هذه العائلة الشهيرة “نيلسون مانديلا”، الذي كان والده أحد النبلاء الحاكمين، ولكن من فرع أقل داخل عشيرة ملوك ماديبا، أيضًا من أبرز الشخصيات التي انجبتها القبيلة هو السياسي الجنوب أفريقي ووالتر سيسولو.
الاسم
في اللغة الكوسية، الاسم هو آبا ثيمبو، (ويعني الناس)، وكانت الأرض التي يعيشون عليها تُعرف تاريخيًا باسم ثيمبولاند.
وفي القرن التاسع عشر، غالبًا ما كان يُشار إلى ثيمبو باسم “تامبووكي” وكان هذا الاسم في الأصل مصطلحًا بلغة خويسان على وجه التحديد.
ضمن شعوب البانتو
تنحدر قبائل الثيمبو من “شعوب البانتو” الذين هاجروا من جنوب غرب إفريقيا وانتشروا في الجزء الأوسط والشرقي والجنوبي للقارة، وذلك بدءًا من منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد، لقد جلب البانتو والثيمبو معهم تقنيات ومهارات جديدة، مثل زراعة المحاصيل عالية الإنتاجية أو إنتاج الحديد، مما جعلهم يتقنون صناعة الأدوات والأسلحة المعدنية بكفاءة كبيرة، وبمرور الوقت، سيطر البانتو، على القارة الأفريقية بأكملها باستثناء أجزاء من جنوب أفريقيا.
لغة قبائل الثيمبو
يتحدث أفراد الثيمبو اللغة الكوسية، وإجمالًا، هناك حوالي 500 لغة يتم التحدث بها اليوم في هذه المنطقة وأغلبها مُشتق من لغة “بورتو بانتو”، واللغة الكوسية هي لغة رسمية في جنوب أفريقيا وهي اللغة الأم لنيلسون مانديلا.
الموقع والاقتصاد
يُعتقد أن مناطق السافانا والغابات الاستوائية حول نهر النيجر في جنوب غرب أفريقيا (نيجيريا الحالية والكاميرون والجابون)، هي الموطن الاصلي لقبائل الثيمبو، وباستخدام كل من الأدوات الحجرية والحديدية التي يتميزون بصتاعتها، قاموا بزراعة محاصيل مثل الدخن والذرة الرفيعة والأرز والفول ونخيل الزيت والبطيخ، وإن كان ذلك على مستوى الكفاف، بمعنى أن المحاصيل كانت تُزرع فقط بما يكفي لتلبية احتياجاتهم الخاصة.
وكانت لديهم التكنولوجيا لإنتاج الحديد من خام الحديد، لكن لا يُعرف من أين أتت تلك المعرفة، والاحتمالات الأكثر ترجيحًا هي أنهم اكتسبوا المعرفة من الفينيقيين في الشمال، ومن المصريين أو الكوشيين في الشرق، أو أنها قد اكتُسبت محليا وبشكل مستقل.
هجرات البانتو أثرت على استقرار شعب الثيمبو
من العوامل التي أثرت على استقرار قبائل الثيمبو هي الهجرة إلى الشرق والجنوب، خلال الألفية الثانية قبل الميلاد لشعب البانتو عمومًا، فقد بدأت مجموعات البانتو الصغيرة في الهجرة إلى وسط أفريقيا، ثم عبر منطقة البحيرات الكبرى في شرق إفريقيا.
ويمكن اتباع هذه الحركة من خلال دراسة علم اللغة، وباستخدام تقنية تُعرف باسم “الإحصاء المعجمي” ومن خلال النظر في التقارب النسبي بين اللغات المحلية واللغة التي يتحدث بها أصلاً شعب البانتو في دلتا نهر النيجر، وفي الوقت نفسه، يجب توخي الحذر عند إجراء مثل هذه الدراسات، لأن نقل اللغة لا يعكس بالضرورة هجرة المتحدثين بها، ويمكن تطبيق الشيء نفسه أيضًا على الممارسات والتقنيات الثقافية للشعوب والأجناس.
قبائل الثيمبو قبل وبعد الغزو
لقد كان شعب الثيمبو يمتلك مملكته الخاصة والموحده قبل الغزو الانجليزي لهم، لقد كانت المملكة تنعم بالتماسك والقوة، وكانت القبيلة تنتمي لعشيرة الكوسيون.
وعلى العكس تمامًا بعد الغزو، فعلى طريقة فرق تسُد، حاول المُستعمرين تفتيت تماسك مملكة الثيمبو، وهذا ما حدث عندما أصبحت تحت حكم مستعمرة كيب كجزء من ترانسكي، وتم تقسيمها إلى بعض المناطق الصغيرة.
الزواج والعادات عند الثيمبو
في هذه القبيلة يعتبر الزواج من الأشياء المُقدسة في الحياة والتي يحكمها عدد مُنضبط من القواعد التي لا يمكن الميل عنها، وطريقة الزواج عند الثيمبو مماثل للكوسيون ككل، فالزواج معروف باسم “زواج الخوسا”، وفيه يجب أن يأتي طلب زواج من الشاب أو شخص آخر نيابة عنه، ولا يحق للفتاة طلب اختيار شخص بعينه.
وقبل الستينيات، كانت عائلة الشاب تختار الزوجة بمفردها دون تدخل الأبن، وكان هذا هو الحال أيضًا مع الوصي جونجينتابا، الذي اختار زوجه لنيلسون مانديلا، ولكن ماديبا هرب من هذه العادة، واستقر في جوهانسبرغ.
ومن العادات أيضًا أنه يجب أن يكون اللوبولا (المهر) منخفضًا قدر الإمكان، دون تجاوز حد أدنى يبلغ حوالي ثمانية رؤوس من الماشية.
والخطوبة مفهوم لم يتم تأسيسه بالفعل بين الثيمبو، ولكن يُفترض أن الزواج المستقبلي يصبح رسميًا بعد دفع الجزء الأول من المهر، ويجب على المرأة المتزوجة أن تُنجب وترعى أبناءها، وأن تكرس وقتًا لزوجها، وتراقب جميع الأعمال المنزلية، وترعى جميع بنات الأسرة، وتتبنى عادات وأسلاف أهل زوجها.
أقرأ أيضاً.. شعب الماوري.. أصحاب الوشوم المميزة.. وآكلي لحوم البشر
كما يجب أن ترتدي الفساتين التي تتدلى إلى الكاحل وتخرج ورأسها مغطى، ويجب عليها أن تتجنب الاقتراب من الكوخ أو عمل والد زوجها، ولا تمر أمام كوخ أثناء الانتقال من كوخ إلى آخر، بل تمر بين الأكواخ.
ويجب على الرجل المتزوج، من جانبه، أن يوفر لجميع أفراد الأسرة المنزل والأكل والملابس، وبالتالي، فإن ذهاب زوجته لشراء طعام من خارج أسرتها يعد عارًا على الرجل، ويجب على الرجل أن يعامل زوجته معاملة حسنة، وبما أن المرأة يجب أن تعتني ببنات المجتمع، فإن الرجل يلعب نفس الدور مع الأولاد الصغار.
أن أفراد قبائل الثيمبو يُقدسون الاحترام والحياة الأسرية، ويمتلك روابط قوية مع عادات الأسلاف، فهم يعتنون بكبار السن ويُعظموعم، وأيضًا بالصغار وتعاليمهم.
أقرأ أيضاً.. الأينو.. أسلاف اليابانيين