ثقافات

شعب الماوري.. أصحاب الوشوم المميزة.. وآكلي لحوم البشر

محمد أحمد كيلاني

تتمتع ثقافة شعب الماوري بقيم عميقة الجذور، لدرجة أنها لا تزال تتغلغل في الحياة النيوزيلندية حتى الآن، وهذه الثقافة هي رمز فخر كبير للبلاد ولا تزال جزءًا لا يتجزأ من حياة الشعب النيوزلندي.

فالماوري أو “تانجاتا وينوا” التي تعني شعب الأرض، هم السكان الأصليون “لأوتياروا” والتي تعني بدورها، “أرض السحابة البيضاء العظيمة” وهو الاسم الذي أطلقه شعب الماوري على نيوزيلندا.

وتقول أساطير الماوري إنهم وصلوا في سبعة زوارق من “هاواي”، موطنهم الأسطوري، ويقدر أن الماوري قد وصلوا إلى نيوزيلندا بين عامي 1000 و 1300 ميلاديًا.

معنى كلمة ماوري

تعني كلمة ماوري “عام” و “عادي”، سواء في اللغة الماورية أو في اللغات البولينيزية الأخرى، وربما يكون الإسم مشتق من مصطلح “ماولي” (maoli)، والذي يعني في اللغة الأصلية لهاواي “أصلي” أو “حقيقي”.

بداية دخول شعب الماوري إلى نيوزيلندا

عند وصولهم إلى نيوزيلندا، كان لزامًا على الماوري الانسجام والتكيف، مع بيئتهم الجديدة، فمن كونهم شعبًا بحريًا يعيشون في مناخ استوائي، تحولوا إلى مزارعين وصيادين في مناخ نيوزيلندا المعتدل.

وقد عاش الماوريون لسنوات معزولين عن بقية العالم، وخلقوا ثقافة مميزة لأنفسهم، وكانوا يعيشون في مجموعات قبلية صغيرة، ولديهم ثقافة غنية متناقلة شفهيًا بين الأجيال المُختلفة.

وكان لشعب الماوري دائمًا علاقة خاصة بأراضيهم وبعناصر الطبيعة، وفقد طوروا روحانية عظيمة، ويعتبر شعب الماوري روحاني بشكل كبير. 

وصول الأوروبيون إلى نيوزلندا

في منتصف القرن السابع عشر، وصل الأوروبيون الأوائل إلى أرض نيوزيلندا، وأول من وصل إلى هناك هو الهولندي “أبيل تاسمان” وذلك في عام 1642.

والبريطانيون هم الذين تركوا بصمتهم في القرن التالي، وقد كان “جيمس كوك” البريطاني الأول الذي يصل إلى نيوزيلندا في عام 1769، وهناك بعض المؤرخين ينسبون شرف الوصول الأول إلى خوان سيباستيان إلكانو، وخوان فرنانديز، وذلك في القرن السادس عشر.

تصف جميع الروايات الماوري بأنهم محاربون شرسون وفخورون. 

نيوزيلندا تنضم رسميًا إلى التاج البريطاني

في بداية القرن التاسع عشر، بدأت ما سُمي “حروب البنادق”، حيث اشترت القبائل الشمالية البنادق من التجار الأوروبيين، مما أدى إلى إبادة العديد من القبائل الأخرى في المنطقة، وهذا ما أعاد توزيع المناطق القبلية، خاصة في الجزيرة الشمالية، وقد استمرت هذه الحروب أكثر من ثلاثين عامًا.

وفي عام 1840، أصبحت نيوزيلندا مستعمرة رسمية للتاج البريطاني من خلال معاهدة وايتانجي، وتشير التقديرات إلى أنه كان هناك حوالي 100.000 من الماوري في نيوزيلندا عندما وصل الكابتن جيمس كوك إلى هناك، ولكن بحلول الوقت الذي تم فيه توقيع المعاهدة، تضاءل عددهم إلى حوالي 70.000، وذلك بسبب القتل والأمراض الجديدة التي جاءت مع الأوروبيون، مثل، الحصبة، والأنفلونزا، والسل.

التنظيم الاجتماعي للماوري

كان التنظيم الإجتماعي للماوري أرستقراطيًا، وهناك سبع قبائل عظيمة، والتي فيما بعد قُسمت إلى قبائل ثانوية أخرى وعائلات.

وكان الزعماء القبليون يتمتعون بسلطة سياسية ودينية واقتصادية، لقد عرفوا أيضًا تاريخ شعوبهم وأساطيرهم، وعلموا الشباب، وفسروا علامات الآلهة. 

ومع ذلك، لم يكن لديهم سلطة مطلقة في اتخاذ القرار، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمور التي تؤثر على القبيلة بأكملها، وقد تم حل هذه الأمور والبت فيها في المجالس التي عقدت في المراعي. 

محاربين شعب الماوري وعاداتهم

كان أكل لحوم البشر شائعًا بين المحاربين الماوريين، وتم قطع جثث المهزومين وطهيها وأكلها.  فلقد كان أكل لحوم البشر يمارس فقط في أوقات الحرب، أما خلاف ذلك، كان من النادر جدًا أن يأكل الماوري اللحم البشري، إلا إذا كانت فترة مجاعة.

وعادة أخرى، وهي عندما يتم جمع عظام الموتى واستخدامها في صنع المزامير أو خطافات الصيد.

الأسلحة

كانت الأسلحة التي استخدمها الماوري تُسمى، الباتو، والتايها، وواهايكا، وتليويوا، وبالنسبة لمحاربي الماوري، كانت الأسلحة أكثر بكثير من مجرد أدوات للحرب، فلقد كانت كنوزًا انتقلت من جيل إلى جيل كجزء من تراثهم الثقافي الغني.

الرقصات

تتمتع رقصة الهاكا بمكانة خاصة عند شعب الماوري، وهي رقصة طقسية ملحمية وسردية، وعرفت في أساطير الماوري، على أنها رقصة “للاحتفال بالحياة”، لذا فهي ليست مجرد رقصة حرب فقط، ولا تحتاج الهاكا إلى موسيقى، حيث يتم ضبط الإيقاع من خلال التصفيق والنقر على القدمين بشكل إيقاعي.

وقد رقص المحاربون الهاكا قبل المعركة، وأظهروا قوتهم وشجاعتهم لإثارة الخوف في الخصم وغرس الشجاعة في المحاربين.

من الطقوس الأخرى ذات الأهمية الكبيرة للماوريين هي، وشم الوجه، تا موكو، حيث ترمز كل علامة أو علامة إلى إنجاز في التاريخ الشخصي للماوريين، وتقليديا، كان لدى الرجال وشم على وجوههم وظهرهم وأردافهم وفخذهم.  بالنسبة للماوري، الرأس هو أقدس جزء في الجسم.

للتعرف أكثر عن وشم الماوري اضغط هنا..

أساطير شعب الماوري

يمتلك الماوريون الكثير من الأساطير، التي يشرحون من خلالها أصل العالم وكل ما يحيط بهم، ووفقًا لتقاليدهم، فقد تم إنشاء العالم عندما اتحد رانجي، إله السماء، مع بابا، إلهة الأرض، ومن هذا الاتحاد نشأت الأشجار والأنهار والجبال، ويمتلكون الكثير من القصص التي تدور حول الخليقة، والالهة.

كيان آخر مهم في أساطير الماوري، وهو “ماوي”، وهو إله البحر، الذي أدى إلى ظهور جزر المحيط الهادئ.

وهناك أسطورة أخرى ذات أهمية كبيرة في أساطير الماوري وهي أسطورة “بايكيا”، أو راكب الحيتان، الذي جاء إلى أوتياروا مسافرًا على ظهر حوت.

فثقافة وتقاليد شعب الماوري غنية وعميقة، وقد حافظ عليها الشعب الأصلي لنيوزيلندا، على مر العصور، وتحظى بالإعجاب والاحترام في جميع أنحاء العالم.

أقرأ أيضاً.. الحضارة الفينيقية.. أول من اخترعوا الكتابة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *