كائنات

يزن 500 كيلو وطوله 3 أمتار.. تعرف على أكبر طائر في العالم

محمد أحمد كيلاني

يحتاج الإنسان مُنذ ولادته حوالي 20 عامًا لتطوير جسده بشكل كامل، ويتم ذلك بفضل أسلوب حياتنا في المجتمع والتعاون المُتبادل والأمان، وفي الماضي السحيق، عاش في أستراليا طائر ضخم، استغرقت جسده من أجل النمو الكامل 15 عام، وكانت هذه المدة الطويلة من أجل البلوغ، عائقًا أمام إنتشار هذا الطائر الذي يُعتبر أكبر طائر في العالم، وانتهى به الأمر إلى الانقراض.

أكبر طائر في العالم؟

لقد كان هناك يوم، التقى فيه إنسان بأكبر طائر في العالم لأول مرة، فتخيل معي أنك وصلت إلى غابة جديدة، وأثناء سيرك فيها، تسمع بعض الفروع تتكسر وتحول رأسك وتلتفت بسرعة، وتجد “بطة شيطانية”، رقبتها طويلة، وأرجلها قوية مثل الأشجار، ومنقارعا قوي، وعيونها تنظر إليك.

لا نعرف كيف كان رد فعل الرجل الأول في أستراليا، والذي وصفنا المشهد الذي مفترض أنه مر به، عندما وقعت عينه على “درومورنيس ستيرتونى” (Dromornis stirtoni)، لكن لا بد أنه لم يكن مشهدًا مُمتعًا، فقد كان لهذه الأنواع المنقرضة أجنحة صغيرة جدًا لا تُساعدها على الطيران، لكنها كانت بحجم الحصان.

وعاش الدرومورنيس ستيرتونى، قبل 7 ملايين سنة، وكان طوله 3 أمتار ويمكن أن يزن أكثر من 500 كيلوغرام، ووضعته هذه الأرقام على منصة أكبر الطيور التي وجدت في تاريخ كوكب الأرض.

أسباب انقراض أكبر طائر في العالم

على الرغم من حجمها الهائل ومنقارها القوي الذي يجعلها لا تُهزم، اختفى “الدرومورنيس ستيرتونى” مُنذ حوالي أربعين ألف عام، ولكن ماذا أدى إلى انقراض هذه الأنواع؟

في الأساس، يمكن مناقشة نظريتين سببوا انقراض “البط الشيطاني”، الأولى أنه يستغرق وقتًا طويلاً من أجل البلوغ، والثانية بسبب البشر.

دراسة أثبتت هذه النظريات

هذه النتائج أتت بعد دراسة كبيرة قامت بها جامعة “كيب تاون” و”جامعة فلندرز”، ونُشرت نتائجها في مجلة “السجل التشريحي” (The Anatomical Record).

وكان العلماء مهتمون بتشريح الستيرتونى، من أجل معرفة علاقاته التطورية بالطيور الحديثة، ومع ذلك، فقد تمت دراسة القليل حول بيولوجيا هذه الطيور في عصور ما قبل التاريخ، لمحاولة معرفة بيانات حول كيفية عيشهم وسلوكهم والعناصر الأخرى التي من شأنها توفير معلومات حول سبب انقراضهم.

نمو بطيء للغاية لأكبر طائر في العالم

وخلص البحث إلى أن طائر الدرومورنيس استغرق حوالي 15 عامًا للوصول إلى البلوغ، وعلى يبدو، أن الوقت المخصص لتكوين الجسم الكامل كان كثيرًا جدًا بالنسبة للمطالب التي بدأ موطن هذه الطيور الكبيرة يتطلبها.

فقد كان المناخ يجف في أستراليا وكان وصول الإنسان هو العامل النهائي في انقراضها، وبسبب نقص الموارد في النظام البيئي أدى ذلك إلى موت الأنواع التي لا تتكيف مع هذه التغييرات البيئة، وفي ظل هذه الظروف، يمكن أن يكون النمو والتكاثر بسرعة ميزة مهمة.

فعلى سبيل المثال، يصل النمل الحديث إلى حجم البالغين في أقل من عام وبعد فترة وجيزة يبدأ في التكاثر بعدد كبير، وعلى الرغم من أن النوع “الدرومورنيس ستيرتونى” يبدو أنه تكيف على مدى ملايين السنين لينمو ويتكاثر بشكل أسرع، إلا ذلك لم يكن كافيًا، مقارنة بالسرعة التي يصطاد بها الإنسان بيضه للحصول على الطعام.

ولسوء الحظ بالنسبة لهذه الطيور المدهشة، التي تواجه بالفعل التحديات المتزايدة لتغير المناخ، فقد أصبحت المناطق النائية الأسترالية أكثر سخونة وجفافًا، واختفى بذلك أكبر طائر في العالم.

أقرأ أيضاً.. الديناصورات ذات الريش.. التطور الطبيعي للطيور الحديثة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *