معالم سياحية

مدينة البتراء.. “المدينة الوردية” وعاصمة الأنباط

أماني صلاح

البتراء هي مدينة تاريخية وأثرية وردية اللون، تتواجد بجنوب المملكة الأردنية الهاشمية، ونبتت فيها حضارة الأنباط، وهي إحدى عجاب الدنيا السبع التي تم اكتشافها على يد الرحالة السويسري يوهان بوركهارت.

البتراء

تقع مدينة البتراء في لواء البتراء التابع لمحافظة “معان” على بعد 225 كم جنوب العاصمة الأردنية عمان، وتأسست مدينة البتراء في عام 312م كعاصمة للأنباط، وهى مدينة محفورة في الحجر الرملي الملون في صخور جبال وادي موسى الوردية، ولذلك سُميت بالمدينة الوردية.

جيولوجيا المدينة

من المظاهر الجيولوجية بالمدينة التكشفات الصخرية، والتي توضح “السلم الجيولوجي” بتأثر المنطقة بعمليات تكتونية ناجمة عن حركة انفتاح وتوسع صدع البحر الميت، حيث تنكشف صخور القاعدة الجرانيتية في وداي نملة شمال غرب البيضا.

وتمتاز منطقة البتراء بتكشفات الصخور الرسوبية والرمال التي تتكون من فتات الفلسبار، الذي يعود للعصر الكامبرى والاوردوفيشي، ومن أهم التراكيب الجيولوجية هناك هو صدع وادي موسى.

أيضًا للحياة البرية بالمدينة نصيب كبير، حيث يظهر الغطاء النباتي المكون من شجر العرعر، والعشاق الباسق، وأنواع السنط والسوسن، أما الحيوانات فتتميز البتراء برعي الجمال، والخيول، والماعز، والحمير لتحملها أجواء البيئات الجافة.

سكان مدينة البتراء

يعود الفضل في بناء البتراء إلى الأنباط كما ذكرنا، فهم الذين جاؤوا من شبه الجزيرة العربية، وقاموا بنحت مبانيهم وقبورهم في الصخور، وكانت لغتهم تشبه اللغة الآرامية، وقد انتشرت الكتابة بالخط العبري والخط النبطي، واستطاع الأنباط هزيمة الجيش اليوناني في الحملة الأولى، وكذلك الحملة اليونانية الثانية، وأيضًا هزيمة اليهود رغم تمتعهم بالحماية الرومانية.

وفي عام 106 قبل الميلاد تمكن الجنرال الروماني بومباي من هزيمة الأنباط، حيث حاصر مصادر المياه، وبدأ الرومان في الاستيلاء على أرث الأنباط من التجارة الرومانية والهندية والعربية، ثم دخلت المسيحية مع دخول العصر البيزنطي.

وقد بلغ سكان مدينة البتراء في عام 2009، نحو28.760 نسمة.

معالم المدينة

تتميز مدينة البتراء بالعديد من المعالم الأثرية التي جعلتها آية في الجمال ومنها:

  • الجبال الصخرية المنحوتة في الصخور الوردية مما جعلها تتميز بهذا اللون الزاهي.
  • السد المبنى عام 1964م على طريق الأنباط للوقاية من خطر الفيضان.
  • قبر المسلات المكون من طابقين، والذي يضم حجرة مخصصة لدفن الملوك، ويحتوي على خمس قبور.
  • مدفن الحرير الذي يقع بجوار قبر المسلات، ويبلغ ارتفاعه 19 متر، وعرض واجهته 11متر، وبه أربعة أعمدة.
  • “طريق السبق” وهو طريق رئيسي منحوت بالصخر، ويصل طوله إلى 120 متر.
  • المسرح المبنى على شكل دائرة قطرها 95 متر، وبارتفاع 23متر .

أيضًا هناك شارع المَعمد، وشارع الوجهات، ومعبد الأسود المجنحة، وقبر القيصر، والقبر الكورنيشي، ومدفن سكستو، والمعبد الكبير.

الأهمية التجارية لمدينة البتراء

كانت البتراء موطن الأنباط الذين سيطروا على طرق القوافل المحملة بالكثير من البضائع، كالعطور، والبهارات، والحرير، والتي كانت تأتى من الصين والهند، وشبه الجزيرة العربية، وبالتالي أصبحت نقطة الوصل بين دمشق وشبه الجزيرة العربية.

أما اقتصاديًا، فقد شكل معدن النحاس عصب الحياة الاقتصادية، حيث اشتهرت المدينة عالميًا بمناجم النحاس في “وادي فنان”، بلإضافة إلى الفخار، حيث يُعرف الفخار النبطي بأنه أفضل وأدق الفخار، ويطلق عليه “قشرة البيض”.

الأهمية الدينية لمدينة البتراء

تُمثل المدينة أهمية كبيرة لمعتنقي الديانات الإبراهيمية الثلاث، حيث يعتقد اليهود أن بها تابوت العهد الذي يحتوي على الوصايا العشر، التي أعطاها الله لرسوله موسى، بالإضافة إلى وجود عصا ومقام هارون عليه السلام.

إقرأ أيضًا.. “بتراء الأندلس”.. تطابق في جمالها نظيرتها الأردنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *