رُكن مقالات مُستبشر

قارة أرجولاند.. “مفقودة” تم اكتشافها تحت غابات آسيا

محمد أحمد كيلاني

 لقد عثر فريق من العلماء من جامعة أوتريخت على دليل لوجود قارة مفقودة انجرفت بعيدًا عن الكتلة الأرضية التي أصبحت أستراليا قبل 155 مليون سنة، وهذه هي قارة أرجولاند، والتي لم يكن لدينا حتى الآن سوى أدلة ظرفية عنها، وقد كانت قطعة طولها 5000 كيلومتر انفصلت عن غرب أستراليا وبدأت في الانجراف الانفرادي.

 قارة ضائعة

 وعلى الرغم من أن الباحثين ذكروا في دراستهم أن أرجولاند قد لا تكون موجودة على هذا النحو اليوم، إلا أنها لم تختف تمامًا أيضًا.  

ويشير هيكل قاع البحر إلى أن القارة المنقسمة تحركت باتجاه الشمال الغربي، وربما نحو جنوب شرق آسيا الحالي، وكل ذلك بسبب تكتونية الصفائح، وهذا هو السبب في أن قارات كوكبنا ليست ثابتة، بل يمكنها الانضمام والانفصال عن بعضها البعض، وذلك على مدى ملايين السنين بالطبع، وقد اشتبه الجيولوجيون منذ فترة طويلة في أن قارة أرجولاند كانت واحدة من هذه القارات الصغيرة.

ويشير حوض المحيط العميق الذي ترك بعد تفكك أرجولاند إلى أن القارة انجرفت باتجاه الشمال الغربي، ومن المرجح أنها انتهت في مكان ما فيما يعرف الآن بجزر جنوب شرق آسيا.  

وبدأت بالتفكك منذ حوالي 300 مليون سنة، لتشكل ما أطلق عليه الباحثون اسم “الأرخبيل” (Argopelago).

قارة أرجولاند 

 وبالتالي، لا توجد قارة مخفية كبيرة، بل بقايا أجزاء قارية صغيرة محاطة بأحواض محيطية أقدم.

ولعل من المستحيل تقريبًا إنشاء عمليات إعادة بناء موثوقة، وذلك ما اوضحه عالم الجيولوجيا في جامعة أوتريخت، دوي فان هينسبيرغن.

 المحاكاة الحاسوبية لقارة أرجولاند

خلال العصر الجوراسي المتأخر، أي منذ  164 و145 مليون سنة، انقسمت الكتلة الأرضية الهائلة لقارة بانجيا العملاقة الكبيرة إلى قارتين عملاقتين، هما لوراسيا وجندوانا.  

ومع ذلك، لم يكن الانفصال نظيفًا تمامًا، ويبدو أنه بحلول هذا الوقت، كانت أرجولاند قد انقسمت بالفعل إلى أجزاء متعددة.

وقد استخدم الباحثون إعادة بناء الكمبيوتر بناءً على الأدلة الجيولوجية الموجودة لرسم صورة لكيفية تحطم أرجولاند إلى أجزاء متعددة، واستقرت حول ما يعرف الآن بإندونيسيا وميانمار.  

وبدلاً من كتلة أرضية واحدة، وجدوا العديد من الأجزاء الأصغر التي تم تجميعها معًا على مدى ملايين السنين.

وأوضح إلدرت أدفوكات، أحد مؤلفي الدراسة، في بيان صحفي: “لقد انقسم أرجولاند إلى العديد من الأجزاء المختلفة”.

 لاندي ستوك القديمة

 اعتمد العلماء على سهل أرغو السحيق تحت الماء كدليل على وجود أرجولاند في الماضي، ويشير هيكل قاع البحر إلى أن القارة المنقسمة تحركت باتجاه الشمال الغربي، وربما نحو جنوب شرق آسيا الحالي.  

ولم تكن أرجولاند أبدًا كتلة أرضية صلبة واحدة، بل كانت عبارة عن مجموعة من قطع القارات الصغيرة تتخللها أحواض محيطات قديمة، مثل زيلانديا، وهي قارة أخرى شبه مغمورة بالمياه غرقت بعد انفصالها عن آسيا قبل 60 إلى 85 مليون سنة.  

ولذلك، فإن تاريخ هذه القارة الصغيرة ليس تاريخ اختفاء تام، بل تاريخ تحول.

إن اللغز الذي حله الباحثون أدفوكات وفان هينسبيرجين يتناسب تمامًا مع الأنظمة الجيولوجية المجاورة لجبال الهيمالايا والفلبين.

أقرأ أيضاً.. قارة زيلانديا.. “الثامنة” للأرض!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *