رُكن مقالات مُستبشر

“الإنسان كائن اجتماعي بطبعه”.. إلى ماذا تشير العبارة؟

محمد أحمد كيلاني

“الإنسان كائن اجتماعي بطبعه” هي عبارة للفيلسوف أرسطو، وذلك من أجل الدلالة والتأكيد على أننا ولدنا بالخاصية الاجتماعية ونطورها طوال حياتنا، لأننا نحتاج إلى الآخرين للبقاء على قيد الحياة.

البعد الفردي للإنسان.. خلال نظرية الإنسان كائن اجتماعي بطبعه

ووفقا لأرسطو، فإن لكل إنسان بعدًا فرديًا ينمي شخصيته أو “كيانه”، وأن هذا البعد يندمج في البعد الإجتماعي للإنسان، وذلك من أجل التعايش في المجتمع منذ الولادة، وهذا ما يؤدي إلى ما نُسميه “التعايش”.

والبعد الفردي للإنسان هو الصفات التي يمتلكها الشخص، ويعترف بها، ويستكشفها ويستخدمها ليعيش بسلام في مجتمع، يضم أفراد آخرين، ويفيد كل منهما الآخر.

فالبعد الفردي، يعني أنه أينما يوجد الإنسان، يجب أن يتعلم التوافق مع البعد الإجتماعي من أجل التعايش في المجتمع، وهذا التعلم يسمى عملية “التنشئة الاجتماعية”.

ما هي عملية التنشاة الاجتماعية

عملية التنشئة الإجتماعية هي مجموعة التعلم التي يحتاجها الإنسان لربطها بالاستقلالية وإدراك الذات والتنظيم الذاتي داخل المجتمع، على سبيل المثال، دمج قواعد السلوك واللغة والثقافة وما إلى ذلك.

وباختصار، نحن نفهم العناصر لتحسين مهارات الإتصال والقدرة على التواصل مع المجتمع، أي القدرة على الحديث أو فهم الأفراد الآخرين داخل مجتمعنا.

الإنسان كائن اجتماعي بطبعه

نعم الإنسان هو كائن اجتماعي بطبيعته، فإن المجتمع بطبيعته يسبق الفرد، الذي لا يستطيع العيش بدون المجتمع، ولا يستطيع تحقيق كفايته، وهو وحيدًا

فمن أجل تلبية المطالب الجسدية والروحية، يحتاج الإنسان إلى العيش في المجتمع لأن الإنسان لا يتمتع بالاكتفاء الذاتي ويتطلب مساعدة وحماية الآخرين من جنسه، وتشكيل ما نسميه المجتمعات.

الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحيدًا

نعم، لأنه لا يمكن للرجل المنعزل أن يتطور، وبالتالي تكون ميولنا إلى التجمع معًا بدلاً من عزل أنفسنا.

ومثال على ذلك هو ولادة الشبكات الاجتماعية وتوسعها السريع، وهذا هو السبب في أننا نواصل إبتكار طرق جديدة للتواصل والعيش في المجتمع، جنبًا إلى جنب.

الأسرة هي المجتمع الأول للفرد

ويؤكد أرسطو في عمله على الفلسفة السياسية، أن الإنسان كائن اجتماعي وسياسي، فالتنشئة الاجتماعية هي طبيعة الإنسان، ووفقًا لارسطو، فإن الأسرة هي أول مجتمع يتشكل للفرد.

ومع ذلك، فإن الأسرة لا تكفي لتلبية جميع احتياجات الإنسان، لذلك فالإنسان يتوسع ويحتك مع المجتمع بشكل طبيعي، لهذا، تم تنظيم القرى والمدن والدول.

ويتطلب تنظيم المجتمع، الطبيعة السياسية للإنسان، وينشأ هذا التنظيم من خلال القانون، وبفضل فضيلة المواطنين وممارسة العدالة.

فإن الحق يكون منطقيًا فقط للإنسان في المجتمع، والحق المذكور يضمن سعادته، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه ولا يستطيع العيش منفردًا.

أقرأ أيضاً..“الإنسان حيوان سياسي”.. ماذا كان يقصد أرسطو؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *