تاريخ

أكبر الإمبراطوريات الاستعمارية في التاريخ.. إمبراطوريات لدول متواجدة

محمد أحمد كيلاني 

لعل كلمة إمبراطورية لها العديد من الشروط، وكانت فترة انتشارها الكبير في التاريخ القديم، فقد عرف البشر الكثير من الإمبراطوريات العظيمة، وفي هذا الموضوع سنعرض لكم أكبر الإمبراطوريات الاستعمارية في التاريخ.

الإمبراطورية الإسبانية

لقد كانت الإمبراطورية الإسبانية من أكبر وأعظم الإمبراطوريات في التاريخ، ووصلت تلك الإمبراطورية إلى ذروة قوتها العسكرية، والسياسية، والإقتصادية، في ظل حُكم “عائلة هابسبورغ” وذلك خلال معظم القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي.

وكان أكبر امتداد إقليمي للإمبراطورية الإسبانية في فترة حكم “آل البوربون” في القرن الثامن عشر، وفي ذلك الحين كانت تمثل أكبر إمبراطورية في العالم، فقد كانت أول قوة عظمى في عصرها، ولم تغب عنها الشمس أبدًا.

ونتيجة للغزوات البحرية الضخمة التي قاموا بها، فقد سيطروا على نسبة كبيرة من قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية، وذلك مع كامل منطقة البحر الكاريبي تقريبًا، وأجزاء من جنوب المحيط الهادئ، وأوروبا، وإفريقيا، وأيضًا في طريقهم سيطروا على العديد من المدن على طول ساحل الشرق الأوسط.

الإمبراطورية البرتغالية.. من الإمبراطوريات الاستعمارية

إذا تحدثنا عن أول إمبراطورية في العالم وكانت لديها كامل أركان الإمبراطورية، ستكون بالفعل الإمبراطورية البرتغالية، ورغم كل ذلك، لم تُحقق أبدًا هيمنة كبيرة مثل الإمبراطورية الإسبانية.

ومع وجود 3.69 بالمائة من العالم كله تحت سيطرتها، فقد كانت بالفعل أقدم الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية الحديثة، والتي امتدت إلى أكثر من ستة قرون، وانتهت تلك الإمبراطورية بشكل رسمي في 20 ديسمبر من عام 1999، وكتب ذلك التاريخ هيمنة لإمبراطورية قوية بدأت منذ الاستيلاء على “سبتة” في عام 1415.

إمبراطورية البرازيل

رغم أن مُعظم الإمبراطوريات كانت في أوروبا وآسيا، إلا أن الإمبراطورية البرازيلية تواجدت في قارة أمريكا الجنوبية وفرضت هيمنتها، وذلك على الرغم من أنها في البداية كانت تتبع الإمبراطورية البرتغالية، أي أنها كانت جزءًا منها في الأصل.

وبعد ذلك أعلنت استقلالها في عام 1822، وذلك بعد بضع سنوات من عدم الاستقرار، وفي عام 1843 كانت هناك فترة من السلام سمحت لإمبراطورية البرازيل بالهدوء مرة أخرى قبل نشوب الصراعات مع بريطانيا العظمى، وأوروغواي.

وبعد إدارة كلا الصراعين بنجاح، بدأ العصر الذهبي للإمبراطورية البرازيلية، وسرعان ما أصبحت معروفه في جميع أنحاء العالم كدولة حديثة ومتقدمة.

الإمبراطورية الروسية

كانت الإمبراطورية الروسية مجرد تجسيد واحد للمملكة الروسية، التي بدأت عام 1547 باسم قيصرية روسيا.

وفي عام 1721، وتحت حكم “بطرس الأكبر“، غيرت إسمها إلى الإمبراطورية الروسية وأصبحت قوة عالمية، وفي أوج قوتها خلال عهدي بيتر، وكاترين العظمى، كانت الإمبراطورية الروسية شاسعة، وانتشرت سيطرتها على ثلاث قارات، هي، أوروبا، وآسيا، وامتلكت ألاسكا في أمريكا الشمالية، قبل أن تشتريها الولايات المتحدة في ما يُعرف “بمسيرة التوسع إلى الغرب”.

في الواقع، كانت الامبراطورية الروسية كبيرة جدًا لدرجة أنها تعتبر واحدة من أكبر ثلاث إمبراطوريات بعد البريطانية والمغولية.

ودخلت الإمبراطورية الروسية فترة من التراجع حيث كان التمرد والاغتيال يهددان استقرارها واستمرار حُكامها.

لذلك أطاحت “الثورة البلشفية” بالنظام الملكي عام 1917، والتي حولت الإمبراطورية إلى جمهورية، وأصبحت دولة ويحكمها رئيس مُنتخب.

في ذروتها عام 1895، نما عدد سكان الإمبراطورية الروسية من 15.5 مليون شخص إلى 170 مليون شخص!.

الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية الثانية

بدأت الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية الثانية في عام 1830 بغزو دولة الجزائر، واستعمرت نسبة كبيرة من إفريقيا واستولت على مستعمرات في جنوب شرق آسيا، والشرق الأوسط، وكاليدونيا الجديدة في أوقيانوسيا، وبعض أراضي أمريكا الجنوبية.

ووصلت في ذلك الوقت الإمبراطورية إلى ذروتها، وكانت سادس أكبر إمبراطورية في التاريخ، حيث كانت تضُم نسبة تزيد عن 5 بالمائة من إجمالي سكان العالم، وسيطرت على حوالي 7.7 بالمائة من إجمالي مساحة الأرض.

وشهدت الإمبراطورية الفرنسية الثانية نهايتها بعد خسارة الحروب في فيتنام عام 1955، والجزائر عام 1962، وإنهاء الاستعمار السلمي في أماكن أخرى بعد عام 1960.

الإمبراطورية البريطانية.. أكبر الإمبراطوريات الاستعمارية في التاريخ

نأتي إلى أكبر إمبراطورية في تاريخ البشرية، وهي الإمبراطورية البريطانية العملاقة، فقد امتدت إلى جميع القارات الست الصالحة للسكن دون استثناء، وحتى إقليم أنتاركتيكا.

ونظرًا لحجمها وأهميتها، لم تغرُب الشمس عنها ابدًا، لأنه سيكون هناك دائمًا نهارًا في إحدى مناطقها نظرًا لمساحتها الهائلة.

وفي أوج عظمتها، وتحديدًا في عشرينيات القرن الماضي، سيطرت بريطانيا على العالم بأسره تقريبًا من خلال استراتيجية عسكرية واقتصادية مهيبة.

فليس من المبالغة القول أن نقول إنها شكلت العالم الحديث، حيث كان امتداد مستعمراتها هائلاً كما ذكرنا، وبعد الاستكشاف الذي قام به الإسبان والبرتغاليون في الأمريكتين، بدأت بريطانيا العظمى، في تجميع الأصول الاستعمارية في جميع أنحاء العالم.

وخلال القرن التاسع عشر، كانت الإمبراطورية البريطانية لها وجود استعماري في كل قارة على هذا الكوكب، من أستراليا إلى منطقة البحر الكاريبي، والهند وأجزاء من أفريقيا، ولذلك فقد كان 23 بالمائة من سكان العالم في ذلك الوقت تحت الحكم البريطاني.

وانتهت تلك الإمبراطورية بسبب الضعف لبريطانيا العظمى ودعوات إلى الاستقلال والحكم الذاتي عن المجتمعات الاستعمارية في جميع أنحاء العالم.

ولأكثر من قرن كانت القوة العالمية الأولى، وبحلول عام 1922، حكمت الإمبراطورية البريطانية حوالي 458 مليون شخص، ونتيجة لتوسعاتها الهائلة في جميع أنحاء العالم، يمكن العثور على تراثها الثقافي واللغوي في أي ثقافة متطورة على وجه الأرض، فقد أثرت على ثقافات، وأثرت عليها ثقافات أخرى.

أقرأ أيضاً.. الحضارة الفينيقية.. أول من اخترعوا الكتابة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *