معالم سياحية

مدينة ويتير.. شعب تحت سقف واحد

محمد أحمد كيلاني

تخيل مكانًا يعيش فيه كل شخص تعرفه، ليس فقط في نفس المدينة، بل في نفس المبنى الذي تسكنه، وهذا ما يمكن أن نجده في مدينة ويتير، بولاية ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعد المدينة المختبئة في برية برينس ويليام ساوند الوعرة، مدينة لا مثيل لها حيث يقيم جميع سكانها تقريبًا في مبنى واحد متعدد الطوابق يُعرف باسم “أبراج بيجيتش”.

 الحياة في مبنى واحد 

 يعيش حوالي 85 بالمائة من سكان المدينة البالغ عددهم حوالي 300 نسمة في مبنى مكون من 14 طابقًا، وتم بناء “أبراج بيجيتش” في الخمسينيات من القرن الماضي، واكتمل بناؤه في عام 1957 ميلاديًا كمنشأة سكنية عسكرية تحتوي على وحدات مترابطة من خلال ممرات ومصاعد للوصول إلى جميع مناطق المجمع.

ويحتوي المبنى على شقق سكنية، بإجمالي 150 شقة مكونة من غرفتين إلى ثلاث غرف نوم، ويضم أيضًا جميع وسائل الراحة اللازمة لمجتمع مكتفي ذاتيًا.  

ويشتمل على مركز شرطة، ومكتب بريد، وسوبر ماركت صغير، وخدمة غسيل الملابس، وقاعة مؤتمرات، وحمام سباحة، وكنيسة، وعيادة صحية، ومبنى للبلدية نفسه، وحتى مدرسة.  

ويوجد نفق تحت الأرض يربط المبنى بالمدرسة الوحيدة في المدينة حتى لا تضطر إلى تفويت الصف بسبب الطقس، وهم في المُجمل لديهم كل شيء تقريبًا، وبالطبع الجميع هناك جيران.

مدينة ويتير.. مميزات الحياة في مبنى مكتقي ذاتيًا 

إنه مكان يعرف فيه الجميع بعضهم البعض وتنسج روح الصداقة الحميمة في الحياة اليومية، بالنسبة للعديد من السكان، يعد الخروج بمفردهم ذريعة للقيام بالأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق أو العمل الذي لا يمكن القيام به في الداخل، خاصة خلال فصول الشتاء القاسية في ألاسكا عندما تنخفض درجات الحرارة ويمكن أن يصل ارتفاع تساقط الثلوج إلى 6 أمتار.

سبب بناء المبنى بهذا الشكل

إن بناء وتصميم هذا المبنى بالذات ليس من قبيل الصدفة، فالمدينة محاطة بالجبال والمياه، وتقع في موقع يصعب الوصول إليه إلى حد ما، حيث لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب أو نفق ذو مسار واحد يمر أيضًا عبر السكك الحديدية.  

ويعد نفق “أنطون أندرسون” التذكاري وهو كبير مهندسي سكك حديد ألاسكا والعمدة السابق لمدينة أنكوراج، أطول نفق مشترك للسكك الحديدية والمركبات في أمريكا الشمالية.  

ويتطلب تشغيله -نظرًا لأنه مسار واحد للقطارات والمركبات- إدارة دقيقة للوقت، بحيث تتناوب حركة المرور في أوقات مختلفة من اليوم.

مدينة ويتير أرض العجائب الشتوية

وعلى الرغم من موقعها البعيد وأسلوب حياتها غير التقليدي، تعد ويتير جنة لمحبي الطبيعة وتوفر مجموعة واسعة من الأنشطة الخارجية مثل صيد الأسماك وركوب القوارب والمشي لمسافات طويلة ومشاهدة الحياة البرية.  

أما بالنسبة لصيد الأسماك، فمياهها مليئة بمجموعة متنوعة من أنواع الأسماك، بما في ذلك سمك الهلبوت والسلمون وسمك الصخور.  

ويُعد الإبحار أيضًا نشاطًا شائعًا في ويتير بفضل مياهها الهادئة والواضحة والمثالية لركوب القوارب، ومن الشائع أيضًا رؤية زوارق الكاياك البحرية على طول الساحل.

وإلى جانب كل هذا، فإن إحدى مناطق الجذب الرئيسية في هذه المدينة هي قربها من العديد من الأنهار الجليدية.  

وتتوفر جولات القوارب التي تأخذ الزوار بالقرب من هذه التكوينات الجليدية الرائعة، وتتضمن بعض الجولات أيضًا التوقف في نزل برية بعيد لتناول طعام الغداء ومشاهدة الحياة البرية.  

وغالبًا ما تصادف جولات القوارب الحيوانات البحرية مثل الحيتان وثعالب البحر والفقمات ومجموعة واسعة من أنواع الطيور، بما في ذلك البفن الأطلسي، والحيوانات البرية مثل الدببة السوداء والموظ شائعة في البرية المحيطة.

أقرأ أيضاً.. مدينة أوروك.. أول مدينة في التاريخ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *