محمد أحمد كيلاني
كمعظم الحضارات القديمة، كانت الحياة في اليونان تتميز بخصائص وعادات تختلف عن غيرها من حياة الشعوب الأخرى، وبطبيعة الحال عن نفسها في العصور الحديثة، فكيف كانت حياة الفرد في اليونان القديمة؟ وكيف كان يمر يومه؟ نتعرف في هذا الموضوع من مستبشر على ذلك.
حياة الفرد في اليونان القديمة
قضى الرجل في اليونان القديمة معظم وقته بعيدًا عن المنزل، وشغل وقته في العمل والتسوق والدردشة مع الأصدقاء حول السياسة وغيرها من الأمور.
وعاشت المرأة داخل المنزل، وقد اعتنت بالأطفال والملابس والطعام والتنظيف، فكانت هي التي تدير الأعمال المنزلية بشكل كامل.
وبالمقارنة مع اليوم، كانت المنازل صغيرة وغير مريحة، لكن هذا ليس مهمًا جدًا، لأنه نظرًا للمناخ المعتدل، فقد تم تنفيذ معظم الأنشطة اليومية خارج المنزل، وشيدت الجدران بمزيج من الحجارة والطين، وكانت هشة للغاية لدرجة أن اللصوص أطلقوا عليها إسم “حواجز الجدران”، لأنهم حفروا ببساطة ممرًا من خلالها لدخول المنزل.
منازل بسيطة وفن كبير
في اليونان القديمة لم يكن هناك مساكن فاخرة، حتى للحكام، مثل الجنرال العظيم ، “ثيميستوكليس” (Themistocles)، الذي عاش في منزل بسيط، مثل جيرانه من العامة، ولم يتباهى الأثرياء بالمظاهر، فقد كانوا يشعرون أن الآلهة والمدينة وتكاليف الاحتفالات، هي التي يجب الإنفاق فيها.
وكان هناك العديد من المباني العامة في المدن، وكانت هناك مباني مخصصة للتمارين الموسيقية، وأيضًا المسارح، حيث يتم تمثيل القصص والكوميديا، والصالات الرياضية، التي كانت تستخدم منذ البداية كأماكن للتدريب، وأصبحت فيما بعد الأماكن التي أقام فيها الفلاسفة، والملاعب، حيث تم إجراء معارك على الأقدام وتمارين أخرى، وأخيرًا المعابد.
وكانت البيوت متناثرة، دون أي محاذاة، وكانت الطرق ضيقة ومتعرجة، وكانت الظروف الصحية محفوفة بالمخاطر.
أنواع الطعام والشراب في اليونان القديمة
من الوجبات المنتشرة في اليونان القديمة، هي الخبز مع جبن الماعز أو زيت الزيتون والتين، وأيضًا أكل تُسمى “الجنتار” وتتكون من حساء الشعير وخبز الشعير.
وفي بعض الأحيان ، كانوا يأكلون أيضًا البقوليات المحضرة بزيت الزيتون وبعض الطيور التي يتم اصطيادها في الحقل.
وفي العائلات الأغنى، كان الأكل متماثلًا تقريبًا، لكن الخبز كان مصنوعًا من القمح، وفي بعض الأحيان كان هناك أيضًا سمك، وجبن بالعسل، ومكسرات، وفواكه مجففة.
وكانت اللحوم فقط تؤكل في المناسبات الخاصة وبعد الطقوس، وفي هذه المناسبات، يتم ذبح الماعز والحملان في فناء المنازل، ويتم إحراق الأحشاء والشحم كقربان للآلهة، وكان اللحم بعد الشواء يقدم للحاضرين.
ولحم البقر يؤكل فقط في أعياد المدينة الكبرى، وبعد الذبيحة توزع اللحم على الفقراء، تمامًا كالمسلمين في عيد الأضحى المبارك.
وكان المشروب الرئيسي يُسمى “دوس جريجوس” أو “فينهو”، وكانوا يسكبون بضع قطرات كقربان للآلهة.
الملابس
وكانت الملابس التي يرتديها اليونانيون بسيطة كأسلوب حياتهم، وبصرف النظر عن جودة الأقمشة، فإنهم جميعًا يرتدون ملابس بنفس الشكل والطريقة، وكان الفلاحون يرتدون سترة قصيرة، مصنوعة من جلد الحيوان.
وكان على النساء مهمة النسج لصنع الملابس، سواء من العائلات الغنية أو الفقيرة
اليونان اليوم
لقد احتلت اليونان تقريبًا المنطقة المأهولة بالسكان في الفترة الهيلينية، وكانت حكومتها برلمانية.
ويعتمد إقتصاد البلاد على الزراعة والصناعة والسياحة، والمحاصيل الرئيسية، هي، القمح والزيتون، والقطن، والفواكه، والصناعات الرئيسية، هي، المنسوجات، والزيت، والنبيذ، وتكرير النفط، والألمنيوم، والنيكل، والتعدين.
ومنذ العصور القديمة، تميز الإغريق في بناء السفن والملاحة، واستمر هذا التقليد حتى يومنا هذا، ويُعد الأسطول اليوناني الحالي، المكون من سفن ركاب وسفن تجارية، من بين أهم الأساطيل لنقل البضائع والنفط في العالم.
لقد كانت الحياة في اليونان القديمة امتدادًا للعصور الحديثة.
أقرأ أيضاً.. الإسكندر الأكبر.. طغى ملوك العالم وهزمته الملاريا