محمد أحمد كيلاني
تتغير قارات الأرض باستمرار وتتحرك وتعيد ترتيبها على مدى ملايين السنين، مما يؤثر على مناخ الأرض وعلم الأحياء، فكل بضع مئات من ملايين السنين، تتحد اليابسة لتكوين القارات العملاقة التي تمتد عبر الكرة الأرضية.
وتُعد دورة القارات العملاقة دليلاً على أن كل قطعة من قشرة الأرض تتحرك باستمرار، ومعها تتغير المناظر الطبيعية للأرض، فبعض المناطق تغمرها المياه، وأخرى تظهر وتصبح أراضي جديدة للكوكب.
ومستبشر يستعرض معكم في هذا الموضوع، تاريخ القارات العملاقة للأرض، والتي تسببت في ارتفاع وانخفاض مستويات سطح البحر، وتفجُر البراكين، وصعود الجبال الضخمة.
كم عدد القارات العملاقة؟
في البداية، أن مصطلح “القارة العملاقة” يشير إلى أكبر الكتل الأرضية التي كانت موجودة على الأرض عبر تاريخها، والتي تشكلت وتفككت على مر الزمن الجيولوجي، في حين أن القارة العملاقة الأكثر شهرة هي بلا شك “بانجيا”، فقد كان هناك العديد من القارات العملاقة الأخرى.
ولعل دراسة القارات الضخمة هي مسألة نقاش في المجتمع العلمي، والاكيد أنهم اجتمعوا على حقيقة أنه كان هناك العديد من القارات العملاقة عبر تاريخ الأرض، والآن نستعرض لكم بعضًا منها.
قارة أور
يُقدر أن قارة أور أو فالبارا، قد تشكلت منذ حوالي 3.6 مليار سنة خلال حقبة “الدهر السحيق” وتقسمت قبل حوالي 2.8 مليار سنة، ويُعتقد أنها كانت مكونه من “كابفال كراتون” (في جنوب إفريقيا) و بيلبرا (في غرب أستراليا).
وكانت أور أصغر من القارات الحالية، ولكن يُعتقد أنها ولملايين السنين، كانت القارة الوحيدة على كوكبنا.
كينورلاند.. من القارات العملاقة في الماضي
كانت هذه القارة العملاقة موجودة منذ حوالي 2.7 مليار سنة، وأيضًا كانت موجودة خلال عصر الدهر الأركي أو السحيق، ويُعتقد أنها تشكلت من اصطدام عدة كراتون، وأنها غطت جزءًا كبيرًا من نصف الكرة الشمالي، وفي وقتها كان كوكبنا لا يزال محيطًا ضخمًا، وربما كانت كينورلاند موجودة حول خط استواء الأرض.
قارة كولومبيا العظمى
قارة كولومبيا والمعروفة أيضًا باسم نونا، قد تشكلت منذ حوالي 1.8 مليار سنة، وذلك خلال عصر البروتيروزويك، وانفصلت منذ حوالي 1.5 مليار سنة.
وتشير التقديرات إلى أنها غطت معظم سطح الأرض وتميزت بوجود محيطات داخلية كبيرة بها.
رودينيا.. من القارات القديمة العملاقة
تشكلت هذه القارة العملاقة منذ حوالي 1.1 مليار سنة، خلال عصر “النيوبروتيروزويك” أيضًا، واختفت قبل حوالي 750 مليون سنة، وكان هذا الإنفصال والتفتت أحد أهم الأحداث الكارثية في تاريخ كوكبنا.
فقد أحدث التفتت انفجارات بركانية هائلة، والتي من المحتمل انها أطلقت العديد من العناصر الغذائية الغنية من تحت الأرض إلى المحيطات، مما جعل الحياة أسهل للكائنات الحية في ذلك الوقت (كما ترى كل شيء يحدث بسبب ولسبب).
قارة بانوتيا العملاقة
وهي آخر القارات العُظمى، وهي قارة عملاقة قصيرة العمر كانت موجودة على كوكبنا، وذلك خلال “الفترة المتأخرة من الحياة الحديثة”، أي قبل حوالي 600 مليون سنة، واختقت قبل ما يقارب 540 مليون سنة، مما أدى إلى الإنفجار الكمبري.
غندوانا
كانت قارة جندوانا أو غندوانا مكونة من القارات التي نعرفها اليوم بأمريكا الجنوبية، وأفريقيا، والهند، وأستراليا، والقارة القطبية الجنوبية، وبعض المناطق الأصغر.
وتشير التقديرات إلى أنها تشكلت منذ حوالي 600 مليون سنة، وتجزأت منذ حوالي 180 مليون سنة.
بانجيا
تشير التقديرات إلى أن بانجيا تشكلت منذ حوالي 300 مليون سنة، خلال العصر البرمي، وانفصلت قبل حوالي 180 مليون سنة، مما أدى إلى انفصال القارات التي نعرفها اليوم.
وكانت بانجيا محاطة بمحيط كبير يسمى “بانثالاسا” وهو أبو المحيطات، وكانت تتكون من جميع القارات المعروفة في وقنا الحالي، مثل، أمريكا الشمالية، والجنوبية وأوروبا، وأفريقيا، وآسيا، وأستراليا، وأنتاركتيكا.
في النهاية لقد استعرضنا لكم جزءًا من الماضي الجيولوجي الأرضي، ومن بين جميع القارات العملاقة التي ذكرناها لكم، يظل أشهرها هي بانجيا وغوندوانا، لكن تاريخنا الجيولوجي لم ينته بعد، ويبدو اننا على موعد في المستقبل مع قارة عملاقة جديدة وهي “أماسيا“، القارة التي ربما تعيد إرث القارات العظمى.
أقرأ أيضاً.. المياه على القمر.. دراسة تكشف وجودها بالفعل