جهاد مصطفى
تُعتبر الأعياد سمة أساسية في ثقافات الشعوب باختلاف أنواعها و مناسباتها سواء كانت أعياد دينية، أو قومية، أو ثقافية، و على الرغم من حرية المعتقدات لكل بلد إلا أن هناك بعض الأعياد التي تتسم بالغرابة و احيانًا بالخطورة، مستبشر يستعرض بعضًا من الأعياد الغريبة في هذا الموضوع.
عيد تناول الحشرات بالولايات المتحدة
في 21 سبتمبر من كل عام، يُنظم متحف “نورث كارولينا للتاريخ الطبيعي” بولاية كارولينا الشمالية إحتفال لتناول الحشرات، حيث يشارك فيه معظم سكان الولاية، وفي هذا الحدث والذي يهدف إلى الترويج لثقافة تناول الحشرات، مثل النمل، والقوارض، وذلك لاحتوائها على نسبة كبيرة من البروتينات و العناصر الغذائية المهمة للانسان.
مهرجان الطماطم في اسبانيا “la tomatina”
في أخر أربعاء من شهر أغسطس، كل عام، يجتمع السياح في “بونيول” التابعة لمقاطعة فالنسيا للمشاركة في احتفالية “حرب الطماطم”، حيث تقام الفعاليات لمدة ساعة و نصف على مدار أسبوع، ويقوم خلالها المشاركون بقذف بعضهم البعض بالطماطم، كما يشهد المهرجان وجود العديد من الفرق الموسيقية والعروض الفنية، والالعاب المختلفة خلال فترة الإحتفال، ويتم خلال هذا المهرجان استهلاك ما يقارب ال150 طن من الطماطم.
وهناك العديد من الروايات حول أصل هذا المهرجان، واحدي تلك الروايات تقول انه بدأ منذ عدة عقود، بشكل عرض للقتال بالأطعمة ثم تحول بعد ذلك لمهرجان شعبي، أما الرواية الأخري أن البداية كانت تراشق للحكام كنوع من أنواع الاعتراض على نظام الحكم، وفي عام 1945 و تم إيقاف الإحتفال به لعدة سنوات، ولكنه عاد في الثمانينات كاحتفال شعبي، يحضره العديد من السياح من مختلف أنحاء العالم.
مهرجان التراشق بالبرتقال في إيطاليا
في شهر فبراير، وبالتحديد في مدينة”إيفرا” الواقعة في شمال ايطاليا يتم التراشق بالبرتقال لمدة يوم كامل، فيما يعرف باسم”مهرجان التراشق البرتقال”، و يشارك في هذا المهرجان الآلاف من المواطنين و السياح من كل أنحاء العالم، و يشمل العديد من العروض الفنية و الموسيقية و الترفيهية.
و من قواعد المهرجان أن يرتدي المُتفرج، قبعة حمراء حتى يتجنب باقي المشتركين التراشق معه، وتم وضع هذه القاعدة بعدما تسبب هذا المهرجان بحدوث العديد من الإصابات.
أما عن مرجعية هذا المهرجان فهي غير معلومة تحديدًا و لكن هناك أقاويل انه بدأ منذ القرن التاسع عشر، حيث قام الفلاحين برشق الحكام بالثمار اعتراضًا على الحُكم و الجرائم التي ارتكبوها بحق المواطنين.
عيد الرقص على النيران من الأعياد الغريبة في اليونان
في 21 مايو من كل عام، ولمدة 8 أيام متتالية، يتم الإحتفال في شمال اليونان وجنوب بلغاريا بعيد غريب يُسمى “انستيناريا” الذي يقام لتكريم “سانت هيلينا” أو “سانت قسطنطين” لاعتقاد السكان المحليين بقدرتهم على الحماية و الشفاء.
ويتم في هذه المُناسبة الرقص على الجمر المشتعل، ولهذا الإحتفال معتقد ديني من القرون الوسطى، حينما وقع حريق في كنيسة “سانت قسطنطين” وعندما حاول المواطنون إخماد الحريق رأوا تجسيد أو خيال لسانت هيلينا” مما جعلهم يخرجون من الحريق دون أن يمسسهم سوء.
عيد الصمت و التأمل في إندونيسيا
في يوم 7 من شهر مارس، والذي يوافق عيد رأس السنة القمرية، بالتقويم المحلي لسكان مدينة بالي و لمدة يوم واحد فقط يحتفل المواطنون بعيد”نيابي” أو “عيد الصمت” حيث يمكث الجميع في منازلهم، ويمارسون التأمل و يمتنعون عن الكلام، أو ممارسة أي نشاط يومي، مثل سماع الموسيقى و مشاهدة التلفاز و غيرها من النشاطات.
و تمر دوريات الشرطة في الشوارع للتاكد من التزام الجميع بالصمت، كما يُطلب من السياح في الفنادق الإلتزام بالتعليمات احترامًا لهذا اليوم، و يعتقد السكان المحليين أن هذه الطريقة في هذا التوقيت، تقوم بطرد الأرواح الشريرة، كما يقومون بحرق دُمى وتماثيل داخل المعابد للتأكد من التخلص من تلك الأرواح.
يوم البطيخ في تركمانستان.. من الأعياد الغريبة
في يوم الأحد من الأسبوع الثاني لشهر أغسطس كل عام، تحتفل عاصمة تركمانستان “عشق أباد” باليوم الوطني للبطيخ، حيث تُعتبر تركمانستان واحدة من أفضل البلاد إنتاجًا للبطيخ في العالم، والذي يُعتبر فخرًا قوميًا للبلاد، مما جعل الرئيس السابق “صابر مراد نيازوف” يصدر عام 1994 قرار بتخصيص عيد قومي للبطيخ و جعله عطلة رسمية.
فاصبحت تقام فعاليات الإحتفال به كل عام وسط إحتفالات شعبية يشارك فيها كل الاوساط الرسمية، بداية من رئيس الجمهورية، مرورًا بمختلف طوائف الشعب، حيث تقام عروض فنية و موسيقية و معارض لجميع الفاكهة، وعلى رأسها البطيخ بالطبع، وترتدي الفتيات الصغيرة أزياء ملونة احتفالًا بهذه المناسبة.
الأعياد الغريبة في بوليفيا.. ضرب الجيران
في بوليفيا وتحديدًا في مدينة”بوتسي”، يقام واحد من أخطر وأغرب الأعياد الشعبية في مايو من كل عام، وهو عيد”ماتشو تنكو” أو عيد “ضرب الجيران”، حيث يخرج الجميع من بيوتهم ويبدأون بضرب الجيران بكل قوة، اعتقادًا منهم ان ذلك يجلب الحظ السعيد، ويزيد من وفرة المحاصيل الزراعية.
ويقام هذا العيد منذ ما يقارب 600 عام وتسبب في العديد من الاصابات، ووقوع عدد من الوفيات، و بالرغم من محاولات السلطات إيقاف هذا الإحتفال عدة مرات، إلا ان البوليفيين يحبونه و يقومون باحيائه كل عام.
فباختلاق طريقة الإحتفال، تظل الأعياد والمناسبات الغريبة هذه، سمة مُميزة لكل شعب، وفي أحيان كثيرة تكون مُقدسة.
أقرأ أيضاً.. وشم الماوري.. طريقة التوثيق لشعب لا يملك اللغة المكتوبة