محمد أحمد كيلاني
يُقال أن كوكب الزهرة هو “التوأم الشرير” للأرض، فهو الأكثر حرارة في المجموعة الشمسية على الرغم من كونه ثاني أقرب كوكب إلى الشمس (وواحد من جيران الأرض المباشرين)، وهو يحمل اسم “إلهة الحب والجمال الرومانية”، وفي الواقع هو حار جدًا، بمتوسط درجات حرارة 463 درجة مئوية، والتي تختلف، في كل من المرتفعات والمنخفضات من -45 درجة مئوية إلى درجة حرارة عالية تصل إلى 500 درجة مئوية.
لماذا كوكب الزهرة هو الأكثر حرارة
منذ عدة مليارات سنة، كان كوكب الزهرة يُشكل عالمًا معتدلاً، فقد كان به كميات هائلة من المياه، ولديه سماء زرقاء، نعم مثل الأرض وكان لديه الكثير من التشابة مع كوكبنا، لكن ذلك التشابة ظل لوقت قصير فقط، فقد كان النظام الشمسي لا يزال صغيرًا جدًا.
وبعد تلك المرحلة القصيرة، كان الكوكب على بعد 108.000.000 كيلومتر من الشمس، وكان غلافه الجوي مليء بثاني أكسيد الكربون وحمض الكبريتيك، وبسبب ذلك تأثر الكوكب بالاحتباس الحراري، والذي يكتم الحرارة ويجعل درجات حرارة سطحه مرتفعة للغاية.
ويتكون الغلاف الجوي لكوكب الزهرة من ما يقرب من 96 بالمائة من ثاني أكسيد الكربون مع كمية صغيرة من بخار الماء، وكان تأثير الاحتباس الحراري مدمر حقًا لذلك الكوكب.
لكن لماذا لا يُعتبر عطارد هو الكوكب الأكثر سخونة في المجموعة الشمسية؟
نظرًا لقربه من الشمس، ترتفع درجة حرارة كوكب عطارد لتتخطى 400 درجة مئوية خلال النهار، لكن كما نرى، فإنها لا تتجاوز بيانات كوكب الزهرة، وذلك على الرغم من حقيقة أن عطارد هو الأقرب إلى الشمس، وكل هذا بسبب تأثير الاحتباس الحراري القوي الذي يحدث على نطاق واسع في جميع أنحاء الزهرة.
وسطح كوكب الزهرة ساخن بدرجة كافية لإذابة الرصاص!، وهو مغطى بالحفر والجبال والسهول الشاسعة من الحمم البركانية الصلبة، مما يشير إلى أن كوكب الزهرة كان نشطًا جيولوجيًا في الماضي، ومع ذلك، فإن السطح يحتوي أيضًا على سحب كثيفة من حامض الكبريتيك.
وعلى الرغم من ظروفه القاسية، لا يمكننا أن ننسى التعليق على أن ضغط الهواء هناك أكبر 90 مرة من ضغط الأرض، وسوف يسحقك على الفور إذا تمكنت من الوصول إلى هناك، ولا يزال كوكب الزهرة أحد أكثر الكواكب دراسة في نظامنا الشمسي، ويواصل العلماء استكشاف الكوكب بحثًا عن إجابات لبعض الأسئلة الأساسية حول كوننا.
هل سيذهب الإنسان إلى الكوكب الأكثر حرارة يومًا ما؟
لم تعلن وكالة الفضاء الدولية “ناسا” عن مهمة واحدة فقط، بل أعلنت عن مهمتين فضائيتين ستصلان إلى كوكب الزهرة في حوالي العام 2031، لكن تم تأجيل الموعد بسبب احتياجات الأفراد للمهام الاستراتيجية الأخرى للمنظمة.
وستكون الرحلة خلال مهمة “فيريتاس” التي يديرها مختبر الدفع النفاث التابع لناسا (JPL) ويهدف البحث عن دراسة الماء والنشاط البركاني على كوكب الزهرة، والغلاف الجوي العميق، وتحقيقات الزهرة في الغازات النبيلة والكيمياء، ومن المقرر إجراء المهمة في أوائل العقد المقبل، والتي ستتم باستخدام مركبة فضائية تحوم فوق الكوكب مع مسبار هبوط.
متوسط درجات الحرارة في كواكب المجموعة الشمسية
الزهرة (463 درجة مئوية في المتوسط)
عطارد (400 درجة مئوية في المتوسط)
الأرض (16 درجة مئوية في المتوسط)
المريخ (-28 درجة مئوية في المتوسط)
ما هو الكوكب الأكثر سخونة في الكون أجمع؟
خارج مجموعتنا، والذي يعتبر أكثر كوكب في الكون حرارة هو كوكب كيلت-9b، وهو كوكب غازي عملاق ويكبر كوكب المشتري 2.8 مرة (ولكنه نصف كثافته)، ويبعد 670 سنة ضوئية عن الأرض، وتبلغ درجة حرارة سطحه 4300 درجة مئوية، ووفقًا لمختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، فإن هذا الكوكب حار بما يكفي لتمزيق جزيئات الهيدروجين.
أقرأ أيضاً.. المياه على القمر.. دراسة تكشف وجودها بالفعل