محمد أحمد كيلاني
ولأنه عادة ما تُظهر اللوحات الموجودة في المقابر المصرية القديمة، كبار المسؤولين والملوك المصريين القدماء، في شكل رشيق وجميل، وأيضًا بصحة جيدة للغاية، فكان لزامًا على علماء المصريات، دراسة الحالة الصحية للأفراد الأكثر أهمية في مصر القديمة.
هل فعلاً تمتع الفراعنة أو المصريين القدماء، بصحة جيدة؟
في عام 1500 قبل الميلاد تقريبًا، لاحظ الأطباء القدماء في مصر، بالفعل، أعراض الذبحة الصدرية والنوبات القلبية وفشل القلب الاحتقاني، لدى مرضاهم، والتي سجلوها على أوراق البردي، وذلك على الرغم من أنهم لم يتركوا سوى القليل من المؤشرات على وجود هذه الأنواع من الحالات المرضية.
دراسات حديثة على المومياوات لمعرفة الحالة الصحية للمصريين القدماء
وقد أدى ذلك إلى قيام فريق من أطباء القلب التابعين لكلية طب الأزهر في القاهرة، بقيادة “عادل علام”، وجريجوري توماس” من جامعة كاليفورنيا، بإجراء دراسة كبيرة ومفصلة على 52 مومياء.
وكانت النتيجة أن 44 منهم قد عانوا من أمراض في أنسجة القلب والأوعية الدموية، وقد أظهرت بعض تلك المومياوات، حالات لتصلب في الشرايينن، وهو سبب، من بين عوامل أخرى، للحوادث الوعائية الدماغية والنوبات القلبية.
معدل سن الوفاة في مصر القديمة وأسباب تدهور الحالة الصحية للمصريين القدماء
وقد تفاجأ الباحثون بارتفاع معدل الإصابة بتلك الأمراض، حيث كان متوسط عُمر الوفاة في مصر القديمة حوالي 40 عامًا فقط.
وقد كان تصلب الشرايين هذا هو السبب الأكبر في حدوث الوفاة، ومن المعروف أن ما يسبب تصلب الشرايين، في يومنا هذا، هو التدخين، والعوامل الوراثية، والنظام الغذائي عالي السعرات الحرارية، وعدم ممارسة الرياضة.
أسباب تصلب الشرايين في مصر القديمة
ولكن في مصر القديمة لم تكن تلك الأسباب التي ذكرناها في الأعلى موجودة، فما السبب في حدوث تصلب الشرايين في عصور مصر القديمة؟
يمكن أن يكون أحد الأسباب، هو التعرض العالي للعدوى البكتيرية، فقد كانت الأمراض الطفيلية مثل الملاريا، وداء البلهارسيا، متوطنة في وادي النيل، في ذلك الوقت، ولم يكن لدى المصريين القدماء سوى وسائل قليلة وبسيطة لعلاجها.
وقد يكون الجواب، أن بعض الوصفات الطبية التي وصفت للمرضى من أجل القضاء على عوامل العدوى البكتيرية وتعزيز الشفاء، هي التي سببت ذلك، على الرغم من أن كبار السن ربما دفعوا ثمناً باهظاً في الإصابة بتصلب الشرايين هذا.
وهذه فرضية سيسعى الباحثون إلى توضيحها في المستقبل، لمعرفة السبب الحقيقي وراء الأمراض التي تعرض لها أصحاب أكبر حضارة في التاريخ القديم، والذين، ربما، لم يكونوا بصحة جيدة كما كان يُشاع عنهم.
أقرأ أيضاً.. التحنيط.. دراسة تكشف المكونات التي استخدمها القدماء المصريين