رُكن مقالات مُستبشر

الفرق بين الصهيونية واليهودية والسامية.. وما هو الشُتات؟

محمد أحمد كيلاني 

منذ أن صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 (د-2) – عام 1947 – بتقسيم أراضي فلسطين الخاضعة للانتداب البريطاني إلى إقليمين مستقلين، أحدهما يهودي والآخر عربي، أصبحت هناك مواجهة مستمرة بين الشعبين، والتي تتفاقم بمرور الوقت، وهناك بعض الالتباس في المصطلحات عند الإشارة إلى بعضها البعض، وأحيانا يتم استخدام بعض المصطلحات كمرادفات، في حين أنها ليست كذلك في الواقع، فما هو الفرق الصهيونية واليهودية والسامية.

الفرق بين الصهيونية واليهودية والسامية

في بعض الأحيان يتم استخدام السامية واليهودية والصهيونية كمرادفات، في حين أنها ليست كذلك في الواقع، ويشير مصطلح إسرائيلي إلى سكان مملكة إسرائيل القديمة، الذين كانوا من نسل يعقوب بن إسحاق، والذين قرروا تغيير اسمهم إلى إسرائيل

وفي الوقت الحالي، يتم استخدام الاسم المستعار “إسرائيلي” للإشارة إلى الأشخاص المولودين في دولة إسرائيل الحديثة، بغض النظر عن دينهم.

أما مصطلح “يهودي”، فإن التعريف الأقدم له يُشير إلى المؤمنين بالعقيدة اليهودية، بغض النظر عما إذا كانوا قد ولدوا داخل الدولة الحديثة أو خارجها، ومع مرور الوقت، أخذت الكلمة معنى أكثر”عرقيًا”، وبدأت تشير إلى أي شخص ينحدر من أسلاف اليهود، وخاصة أولئك الذين لديهم أم يهودية.

الشُتات

وفي العام 720 قبل الميلاد، أخضع الملك الآشوري شلمنصر الخامس وابنه سرجون الثاني إسرائيل (المملكة الشمالية) وحولها إلى مقاطعة آشورية، وفي ذلك الوقت تم ترحيل عدد كبير من اليهود واستبدالهم بمستوطنين من المحافظات الآشورية الأخرى، تُعرف حركة المنفى القسري هذه باسم الشتات.

أما الشتات الثاني فقد أثر على مملكة يهوذا (المملكة الجنوبية) بعد غزو الملك نبوخذنصر الثاني الذي دمر الهيكل الأول في القدس الشريف وأمر بنفي اليهود الذين أسسوا أول طائفة في بابل في العراق الحالي.

وجاء الشتات الكبير الثالث في عام 70 م، عندما هدم الرومان الهيكل الثاني وتم نفي الآلاف من اليهود أو بيعهم كعبيد.

وبمرور الوقت، أصبح اليهود الذين يعيشون في أوروبا الوسطى والشرقية يُعرفون باسم الأشكنازي، في حين أصبح أولئك الذين يعيشون في شبه الجزيرة الأيبيرية وشمال أفريقيا يُعرفون باسم السفارديم، ولكن، بالإضافة إلى ذلك، يوجد من هذه المجتمعات يهود يمنيون، وهنود، وإثيوبيون، ولكل منهم خصوصياته الخاصة.

الساميين والعبرانيين

تشير كلمة سامية إلى عائلة اللغات السامية، ومن بينها نجد اللغة العربية، والعبرية، والأمهرية (اللغة الإثيوبية)، والمالطية، أما لفظ “عبري” فيطلق على الشعب الذي نشأ في مدينة أور في “بلاد ما بين النهرين القديمة“، ويعتبر سيدنا إبراهيم- عليه السلام- أول عبري في التاريخ.

وكان هؤلاء الناس من البدو الرحل، ويعيشون في الخيام، وكان لديهم قطعان من الماعز والأغنام، واستخدموا الجمال والبغال كناقلات.

الصهيونية ومعاداة السامية

لفظ الصهيونية مُشتق من “صهيون” وهو اسم تلة في مدينة القدس، وظهرت الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر في أوروبا وكان هدفها إقامة دولة قومية يهودية في فلسطين، وقد انبثقت هذه الحركة من أفكار الناشط والصحفي “تيودور هيرلز أو هرتزل”

وفي عام 1897، انعقد المؤتمر اليهودي العالمي الأول في بازل، حيث تم الاتفاق على التحدي المتمثل في إنشاء وطن قومي لليهود في دولة فلسطين، برعاية القانون العام الدولي، وكان الهدف من ذلك توحيد جميع يهود العالم في دولتهم وإنهاء الشتات.

الفرق بين الصهيونية واليهودية.. معاداة السامية

وأخيرا، معاداة السامية هي الكراهية تجاه اليهود في أحد جوانبها الثلاثة، الدينية والسياسية، والعنصرية.

الشكل الديني هو التمييز في التعامل بسبب عقيدتهم وتقاليدهم، والشكل السياسي يعارض منح اليهود حقوقًا مدنية متساوية، وأخيرًا، معاداة السامية العنصرية، وهي كراهية وجود اليهود ذاته.

والجدير بالذكر أن مصطلح “معاداة السامية” ليس من اختراع الاشتراكية القومية الألمانية، فهو أقدم، وقد استخدم لأول مرة في سبعينيات القرن التاسع عشر.

أقرأ أيضاً.. خطة مدغشقر.. كانت لنقل اليهود إلى أفريقيا بدلاً من فلسطين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *