تُراث وفنون

نساء الساموراي.. “محاربات من أجل الشرف”

محمد أحمد كيلاني

نساء الساموراي هل كانوا متواجدين؟ في أوائل العصور الوسطى في اليابان، كانت هناك نخبة من النساء المدربات على الفنون القتالية واستخدام الأسلحة، وكانت مهمتهن الاستعداد للدفاع عن شرفهن ومنزلهن في أوقات الحرب، وذلك عندما يموت الرجال أو يسيرون إلى الجبهة.

وكانت تلك النساء تُعرف باسم “أونا بوجيشا” (تُترجم حرفيًا باسم “النساء المحاربات”) وهم نساء الساموراي في اليابان القديمة، وفي هذا الموضوع من موقع مستبشر نستكمل معكم سلسلة النساء المحاربات مثل الامازونيات.

نساء الساموراي

على الرغم من الخضوع للأب والزوج الذي فرضه المجتمع الياباني على النساء، وتحولهن إلى زوجات مثقفات وأمهات مخلصات بعقلية فترة هييآن، إلا أن هناك أدلة على أن النساء ينتمين إلى طبقات النبلاء والمحاربين الذين تم إعدادهم لدخول القتال إذا لزم الأمر.

وتم تدريب هؤلاء النساء على استخدام “الناجيناتا”، وهو رمح ذو عمود طويل ونصل مقوس يسمح لهن بالحفاظ على مسافة من العدو، والكايكن (خنجر ذو نصل مستقيم) والتانتا (كاتانا قصيرة).

وعلى الرغم من أنهم كانوا مستعدين للمواقف الدفاعية التي يمكنهم فيها صد الأعداء الذين جاءوا إلى منازلهم عندما لم يكن هناك رجال للقتال، كانت هناك حالات شاركت فيها النساء في أعمال هجومية.

وأشهر سابقة مباشرة هي الإمبراطورة جينغو، وهي شخصية شبه أسطورية أخذت مكان زوجها وتولت حكومة الجزر وقيادة الجيش في محاولة لغزو كوريا.

وعلى الرغم من أن المؤرخين يشككون في صحة الحقائق، إلا أن جينبو يتم تصويرها على أنها محاربة شرسة فرضت إرادتها على مجتمع رفضها وانتهى بها الأمر بالتغلب على العقبات التي كانت ستمنعها من الحكم.

كاتانا توموي جوزين القاتلة

ولكن من دون أدنى شك، فإن أشهر امرأة من نساء الساموراي في تاريخ اليابان هي توموي غوزين، التي تم ذكرها في حكايات هايكه والتي يبرز جمالها وشجاعتها في القتال.

وقد ذهبت توموي خطوة أخرى إلى الأمام وتجاوزت معايير المحاربات الأخريات، سواء من حيث مهاراتها أو المواقف التي شاركت فيها بالإضافة إلى الأسلحة مثل ناجيناتا أو طنتا، كان توموي جوزين خبيرة في استخدام الكاتانا والرماية وركوب الخيل.

وهي واحدة من الحالات القليلة التي شاركت فيها امرأة بنشاط في عمل حربي هجومي، وتحديدًا في معركة أوازو (1184) حيث قادت عددًا صغيرًا من القوات في الهجوم ضد قوات ميناموتو يوريتومو.

ويقال أن توموي غوزين قاتلت إلى جانب زوجها “كيسو يوشيناكا” ونهايتها غير واضحة، إذ يزعم البعض، اعتمادًا على المصدر، أنها ماتت أو انتحرت في القتال، بينما يدعي آخرون أنها كانت واحدة من الناجين القلائل من القتال في تلك المعركة القوية.

نساء الساموراي المشهورات

على الرغم من أن التاريخ نسيهم، أو حاول أن يفعل ذلك، إلا أن حالات المحاربات في اليابان أكثر شيوعًا بكثير مما قد يعتقده المرء وتمتد بمرور الوقت حتى نهاية غصر الساموراي.

ومن الأمثلة الملفتة للنظر هي حالة هوجو ماساكو، وهي معاصر لتوموي جوزين ولكن مع حياة موثقة بشكل أفضل وأقل أسطورية.

وكانت هذه المرأة زوجة الشوغون، وعلى هذا النحو قررت أن ترافقه في مناوشاته كملازم، ويقال أنها تخلت عن حياة المحارب عندما توفي زوجها وأصبحت راهبة، لكنها حملت السلاح فيما بعد واستمرت في العمل بالجيش.

أقرأ أيضاً.. المرأة التي لا تبتسم أبدًا.. حتى أشهر الكوميديين عجزوا أمامها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *