محمد أحمد كيلاني
يعتبر شعب الفولاني، المعروف أيضًا باسم بول، من أهم الشعوب البدوية في غرب إفريقيا، منتشرين في عشرين دولة، أبرزها بوركينا فاسو، وتشاد، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والسودان، حيث تربطهم احتياجات قطعان الخيول التي يربونها، دعونا نقترب أكثر من هذا الشعب المتميز.
الأصل
تظهر الدراسات أن شعب الفولاني قد نشأ في وادي أعالي النيل في صعيد مصر والنوبة وإثيوبيا. حسب المستكشف هنري لوتي، فإن رسوم الماشية في الكهوف تسلط الضوء على تقدم هذا الشعب حتى وصولهم إلى موريتانيا والسنغال. استقروا أولاً في شرق إفريقيا، وتحديدًا في مصر وشمال السودان، ثم هاجروا غربًا عبر الصحراء وصولاً إلى وادي نهر السنغال.
لغة شعب الفولاني
يتحدث أكثر من 27 مليون شخص لغة الفولاني كلغة أولى أو ثانية، منتشرين في 17 دولة، تُكتب الفولانية بعدة طرق، باستخدام الأبجدية اللاتينية، العربية، وأبجدية أدلم، التي تم تطويرها في الثمانينيات في غينيا.
الدين
يتبع الفولاني الدين الإسلامي، مع وجود أقلية مسيحية تعيش بسلام معهم، لعب الفولاني دورًا كبيرًا في نشر الإسلام في غرب إفريقيا، من خلال شخصيات مثل عثمان دان فوديو، مؤسس إمبراطورية سوكوتو.
التأثير التاريخي والاتحاد
ساهم الفولاني في بناء وإسقاط إمبراطوريات مثل إمبراطورية موسي في بوركينا فاسو، استمرت هياكلهم التقليدية حتى بداية القرن العشرين، حيث وحد عثمان دان فوديو العديد من مجموعات الفولاني لتشكيل إمبراطورية قوية.
الاقتصاد
قام شعب الفولاني بالرعي والتجارة على مر السنين، مما خلق روابط اقتصادية وسياسية واسعة، تبادلوا منتجات الألبان مع الشعوب المستقرة، واستخدموا طرقهم لتبادل المنتجات الأخرى، استقر بعض أفرادهم بين الشعوب الأخرى، مختلطين معهم وأقاموا مستوطنات للتجارة المستقبلية.
شعب الفولاني.. التراث الشعبي
على الرغم من أهمية الإسلام، تحظى قصص شعب الفولاني الجاهلية بشعبية بين الجميع، يتم سرد القصص والأمثال للأطفال، مع التركيز على الجوانب الأخلاقية، تروي حكاياتهم مغامرات الحيوانات والهجرات، معتمدين على الماشية كجزء من تراثهم.
شعب الفولاني.. الملابس والطعام
تختلف الملابس بين أفراد الفولاني، حيث يرتدي الرجال والنساء المتزوجون ملابس إسلامية محتشمة، يعتمد نظامهم الغذائي على منتجات الألبان وعصيدة (نييري) مع حساء الطماطم.
التعليم
يساهم الكبار في تعليم الأطفال من خلال الأقوال والأمثال والقصص، يلتحق الأطفال بمدارس إسلامية لتعلم الدين، ويتوجه البعض إلى المدارس الابتدائية والثانوية، ثم الجامعات، الأطفال البدو يواجهون صعوبات في التعليم بسبب التنقل المستمر.
الثقافة عند شعب الفولاني
تشكل الموسيقى والفن جزءًا لا يتجزأ من حياة الفولاني، حيث يغنون أثناء العمل ويستخدمون الآلات الموسيقية مثل الطبول والمزامير، يتجلى الفن الزخرفي في الهندسة المعمارية والزينة الشخصية.
الرياضة
يمارس الشباب رياضة تُعرف باسم “شارو”، وهي اختبار للشجاعة يتضمن الجلد، تشمل وسائل الترفيه المصارعة والملاكمة، إلى جانب الرياضات الغربية مثل كرة القدم.
النهاية
شعب الفولاني يعتبر من أبرز الشعوب الأفريقية، يتميزون بتقاليد فريدة وإرث ثقافي غني، يمثلون نموذجًا للاندماج مع الثقافات الأخرى، مع الحفاظ على هويتهم وتقاليدهم الفريدة.
أقرأ أيضاً.. الحضارة الهلنستية..حلقة الوصل بين الإغريق والشرق