
في محاضرة ثقافية استضافها حي جميل في جدة، ألقى الخبير الفرنسي بيير كاي، رئيس معهد الإسلامولوجيا الفرنسي، محاضرة تناولت دور الزخرفة كجسر ثقافي بين الشرق والغرب، حيث استعرض كيف تسهم الفنون الزخرفية في بناء هوية المجتمعات وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة، كما تطرق إلى العلاقة بين الزخرفة الإسلامية والفن الغربي، وأهمية هذا التراث في ربط الماضي بالحاضر.
أكثر من فن تشكيلي
أوضح كاي أنها ليست مجرد عنصر جمالي، بل تمثل لغة بصرية تحمل معاني ثقافية وروحية، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في الهندسة المعمارية، الفنون التشكيلية، التصاميم الإسلامية، وحتى الموسيقى، مشيرًا إلى أن الفنون الإسلامية زخرت بعناصر زخرفية معقدة مثل الأرابيسك والخط العربي، ما جعلها تكتسب طابعًا عالميًا وتأثيرًا في الفن الغربي الحديث.
التفاعل بين الزخرفة الإسلامية والغربية
أكد كاي أن هناك تبادلًا ثقافيًا بين الشرق والغرب في مجال الزخرفة منذ قرون، حيث استلهم الفنانون الأوروبيون في عصر النهضة بعض العناصر من الفنون الإسلامية، خاصة في إسبانيا وإيطاليا، ما يظهر مدى تأثير الفن الإسلامي على تطورها في أوروبا، كما أشار إلى أن الزخرفة ظلت وسيلة للتعبير عن الروحانية في مختلف الحضارات، وهو ما يعكس التقارب الثقافي بين الشعوب من خلال الفنون البصرية.
الزخرفة في العصر الحديث
ناقش “كاي كيف” استمرت كعنصر أساسي في الفنون الحديثة، حيث نجدها اليوم في التصاميم الداخلية والهندسة المعمارية المعاصرة، كما أنها تُستخدم في الإعلانات، الأزياء، وحتى التكنولوجيا الحديثة، مما يثبت أنها فن متجدد لا يتوقف عند حد زمني معين.
المحاضرة سلطت الضوء على أهمية فهم الزخرفة كأداة للتواصل بين الشعوب، وكيف يمكن أن تسهم في بناء حوار ثقافي أعمق بين الشرق والغرب، خاصة في ظل تطور الفنون الرقمية وتأثير العولمة.
للاطلاع على مزيد من التفاصيل، يمكنك زيارة الرابط.
اقرأ أيضًا.. التطورات الحديثة في المملكة العربية السعودية.. إنجازات وتحديات