رُكن مقالات مُستبشر

نظام الكواكب “WASP-132”.. اكتشاف يعيد صياغة فهمنا للكون

نظام الكواكب (WASP-132) يعد من أكثر الأنظمة إثارة للاهتمام في الفضاء الخارجي، إذ يتكون من ثلاثة كواكب رئيسية تختلف بشكل جذري في تركيبها ومداراتها، ما يجعله مثالًا مثاليًا لدراسة التنوع الكوكبي، وهذا النظام يضم كوكبًا غازيًا عملاقًا يدور قرب نجمه في مدار سريع للغاية، وكوكبًا صخريًا كبيرًا يشبه الأرض في بعض خصائصه ولكنه أكبر منها بكثير، بالإضافة إلى كوكب جليدي بعيد يدور في مدار طويل.

نظام الكواكب

ما يميز هذا النظام هو الجمع بين هذه الكواكب المختلفة في نفس الحي النجمي، وهو أمر يناقض الافتراضات السابقة حول عدم قدرة الأنظمة الكوكبية المتنوعة على التعايش، وكان يُعتقد أن الكواكب الغازية العملاقة مثل المشتري الحار تقوم بطرد أو امتصاص الكواكب المجاورة أثناء هجرتها نحو النجوم، إلا أن (WASP-132) يثبت عكس ذلك، حيث تعايشت الكواكب الثلاثة دون اضطراب كبير، مما يثير تساؤلات جديدة حول كيفية تشكل الأنظمة الكوكبية.

هذا الاكتشاف يُعد نقلة نوعية في فهم الفيزياء الفلكية، حيث يوضح أن عملية الهجرة الكوكبية قد تكون أكثر هدوءًا مما كنا نتصور. القياسات الدقيقة التي أجراها العلماء أظهرت أن الكوكب الصخري في هذا النظام يتمتع بكثافة مماثلة لكثافة الأرض، مما يشير إلى تركيبة غنية بالمعادن والسيليكات، في حين أن الكوكب الغازي العملاق غني بالعناصر الثقيلة، وهو ما يدعم الفرضيات الحالية حول تكوين الكواكب الغازية.

علماء الفلك يعتبرون (WASP-132) مختبرًا طبيعيًا يقدم فرصة لفهم ديناميكيات الأنظمة الكوكبية بشكل أعمق، خاصة مع احتمال وجود قزم بني غامض في أطراف النظام يؤثر على استقرار الكواكب، كما أن هذا النظام يبرز التنوع الهائل في الأنظمة الكوكبية، مما يجعل الكون أكثر تعقيدًا وجمالًا مما يمكن أن نتخيله.

لا تزال الدراسات قائمة على نظام (WASP-132) باستخدام أدوات متقدمة مثل تلسكوب هاربس وأقمار صناعية مثل جايا، ومن المتوقع أن تكشف هذه الملاحظات المستمرة المزيد من الأسرار حول تكوين الأنظمة الكوكبية وتطورها، مما يعزز فهمنا للكون بشكل لم يسبق له مثيل. لمعرفة المزيد عن هذا النظام الفريد، يمكن زيارة المصدر الرسمي.

اقرأ أيضًا.. كم عدد الكواكب التي يتم اكتشافها كل عام؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *