رُكن مقالات مُستبشر

إضطراب الوسواس القهري (OCD) دليل شامل للتشخيص والعلاج

عبد الرحمن جمال

إضطراب الوسواس القهري مثل الأمراض النفسية أو الإضطرابات النفسية هي حالات تؤثر على أداء الفرد، ومشاعره، وأفكاره، وسلوكياته، كما أنها قد تتداخل مع قدرة الشخص على القيام بالمهام اليومية، وعلاقاته الاجتماعية والوظيفية، وجوانب الحياة الأخرى الهامة.

فيما يلي سنستعرض كل مايخص تلك الحالة المرضية من خلال بعض العناوين الهامة :

  • التعريف
  • الأسباب
  • الأنواع
  • الأعراض
  • العلاج

1) التعريف إضطراب الوسواس القهري :

نطوي إضطراب الوسواس القهري على نمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها تُسمى الوساوس، وتدفعك تلك الوساوس إلى سلوكيات تُكرر فيها فعل الأشياء، وتُسمى كذلك السلوكيات القهرية، تُعوق هذه الوساوس والسلوكيات القهرية الأنشطة اليومية وتسبب ضيقًا شديدًا.

2) أسباب إضطراب الوسواس القهري :

لا يزال سبب إضطراب الوسواس القهري غير مفهوم بالكامل، وتشمل النظريات الرئيسية ما يلي:

  • العوامل الحيوية: قد يكون إضطراب الوسواس القهري نتيجة لحدوث تغيرات في كيمياء الجسم الطبيعية أو وظائف الدماغ.
  • الخصائص الوراثية: قد يكون لإضطراب الوسواس القهري مكون وراثي، لكن لم تُكتشف حتى الآن جينات بعينها لها دور في الإصابة به.
  • التعلم: يمكن تعلم المخاوف الوسواسية والسلوكيات القهرية من مشاهدة أفراد الأسرة أو مع مرور الوقت.

3) الأنواع إضطراب الوسواس القهري :

تعدد الأشكال والأعراض: ليس كل من يعاني من OCD يظهر نفس الأعراض الوساوس والأفعال القهرية يمكن أن تأخذ أشكالًا متعددة، مثل الخوف من التلوث، الحاجة إلى التناظر والكمال، الشك المستمر، أو الأفكار العدوانية أو المحرمة,هذا التنوع يجعل من الصعب على بعض الأشخاص التعرف على أن لديهم إضطراب الوسواس القهري.

الأفكار التسلطية: كثير من الأشخاص الذين يعانون من OCD يعانون من أفكار غير مرغوب فيها ومزعجة تتسلط على عقولهم، مثل الأفكار العدوانية , هذه الأفكار ليست تحت سيطرتهم، وتسبب لهم شعورًا شديدًا بالذنب والخجل، مما قد يمنعهم من التحدث عنها وطلب المساعدة.

الخوف من وصمة العار: الكثيرون يخشون طلب المساعدة بسبب الوصمة المرتبطة بالإضطرابات النفسية، وخاصة إضطراب الوسواس القهري، قد يعتقدون أن الآخرين لن يفهموا حالتهم أو أنهم سيتعرضون للسخرية.

4) الأعراض :

تمحور هذه الوساوس غالبًا حول موضوعات معينة مثل:

  • الخوف من التلوث أو القاذورات.
  • الشك وصعوبة التعامل مع عدم اليقين.
  • الحاجة إلى ترتيب الأشياء والحفاظ على اتزانها.
  • أفكار عدوانية أو مروعة حول فقدان السيطرة وإيذاء نفسك أو الآخرين.
  • الخوف من التعرض للتلوث بسبب لمس أشياء لمسها الآخرون.
  • الشك في أنك أغلقت الباب أو أطفأت الموقد.
  • التوتر الشديد عندما تكون الأشياء غير مرتبة أو في اتجاه معين.
  • تخيُّل قيادة السيارة مصطدمًا بحشد من الناس.
  • أفكار حول الصراخ بألفاظ بذيئة أو التصرف بشكل غير لائق في الأماكن العامة.
  • غسل اليدين حتى يصبح الجلد مؤلمًا نتيجة شدة فرك اليدين.
  • التحقق من الأبواب مرارًا وتكرارًا للتأكد من قفلها.
  • التحقق من الموقد مرارًا وتكرارًا للتأكد من إيقاف تشغيله.
  • العدّ بأنماط معينة.
  • تكرار الدعاء أو الكلمة أو العبارة بصمت.
  • محاولة استبدال فكرة سيئة بفكرة جيدة.
  • ترتيب البضائع المُعلَّبة لديك لتصبح جميعها في الاتجاه ذاته.

5) العلاج :

العلاجان الرئيسيان لإضطراب الوسواس هما العلاج النفسي والأدوية ويُعرف العلاج النفسي أيضًا بالمعالجة بالمحادثة، في كثير من الأحيان، يكون مزج العلاجين معًا هو الأكثر فعالية.

العلاج النفسي :

المصابين بالوسواس القهري، تمثل طريقة التعرض ومنع الاستجابة (ERP) جزءًا من العلاج السلوكي المعرفي، وتتضمن تعريضك تدريجيًا لعنصر مخيف أو وسواس ما، مثل الأوساخ، ثم ستتعلم طرقًا لعدم ممارسة طقوسك القهرية، وتتطلب طريقة التعرض ومنع الاستجابة جهدًا وممارسة، لكنك ستتمكن من الاستمتاع بجودة الحياة أفضل بمجرد أن تتعلم كيفية التحكم في الوساوس والدوافع القهرية لديك.

العلاج بالأدوية :

تستطيع بعض الأدوية النفسية المساعدة في السيطرة على الهواجس والأفعال القهرية المرتبطة بإضطراب الوسواس القهري، ويبدأ العلاج عادةً بتجربة مضادات الاكتئاب.

إرشادات للتعامل مع المريض :

  • القراءة أكثر عن الحالة لمعرفة ما يمر به المريض.
  • الصبر عند التعامل مع المريض، والأخذ بعين الاعتبار جدية مخاوفه حتى وإن كانت تبدو غير منطقية.
  • معاونة المريض على أموره وترتيب الأشياء كما يريد.
  • طمأنة المريض وتذكيره بأنه ليس سبب حدوث الأخطاء أو الحوادث.
  • مساعدة المريض على مقاومة بعض الأفعال القهرية، مثل سؤاله عن الهدف من إعادة الفعل أكثر من مرة، وتذكيره بأن الوساوس لا معنى لها.
  • دعم المريض وسؤاله عما يحتاج لمساعدته على تسهيل أموره وعدم إهدار الكثير من وقته.
  • تشجيع المريض على متابعة الجلسات العلاجية، وإخباره قصصًا واقعية عن تجارب علاج ناجحة.

ليس من السهل التعامل مع المريض، لذلك يجب عدم إهمال النفس وإعطاؤها حقها من الراحة.

الخلاصة :

إضطراب الوسواس القهري هو حالة معقدة تنجم عن تداخل مجموعة من العوامل الوراثية، البيولوجية، البيئية، النفسية والتنموية من المهم فهم أن هذه العوامل تتفاعل بطرق معقدة وغير مفهومة بالكامل حتى الآن، مما يجعل من الصعب تحديد سبب واحد محدد للاضطراب.

أقرأ أيضاً.. أول طبيب في التاريخ.. الطب والحضارة الإنسانية جنبًا إلى جنب

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *