رُكن مقالات مُستبشر

“العلم أم المال.. من يبقى ومن يزول؟”

مصطفى غازي

إن قول الله تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)، يُعبر عن حقيقة أن الناس مختلفون في سعيهم وأهدافهم، فهم يسعون في الدنيا بمختلف الأعمال والجهود، وقد وجه الله تعالى الإنسان للسعي والعمل، ووعد بالثواب والأجر لمن أحسن عمله، كما جاء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ)، فيبرز السؤال الأهم: أي سعي ذلك الذي يُرضي الله؟ وهل المال أهم أم العلم؟.

السعي في سبيل الله.. أثرٌ دنيوي وثوابٌ أخروي

أفضل السعي هو الذي يكون في سبيلٍ يُرضي الله، حيث يجمع الساعي بين تحقيق منافع دنيوية وأجر أخروي، إذ يجب على الإنسان أن يدرك أي نوع من السعي يُعد من الإحسان الذي يجلب له الأجر في الدنيا أو الآخرة.

وهم الثروة.. هل المال هدفٌ أم وسيلة؟

كثير من الناس يعتقدون أن السعي للثراء وكثرة المال هو الهدف الأسمى، ويرى البعض أن المجد والعزة تكمن في الثروة، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ وهل المال هو الغاية أم الوسيلة؟ هناك من ينساقون وراء المال بأي طريقة كانت، حتى لو قادهم ذلك إلى طرق محرمة، وذلك يجعل حياتهم الدنيا بائسة وربما يكون سببا لهلاكهم في الآخرة.

أقرأ أيضاً.. محمد متولي الشعراوي.. سيرة إمام الدعاة

الناجون.. لماذا يفضلون العلم على المال؟

أما الفئة الناجية، فهي التي تدرك القيمة الحقيقية للسعي في الدنيا، حيث تضع رضا الله تعالى كهدف أساسي، وتعتبر العلم أفضل، لأنه يبقى الثروة زائلة، فالعلم يظل إرثًا لا يفنى، بينما المال حتى وإن كثر فإنه يذهب.

لماذا يبقى العلم ويزول المال؟

العلم يصنع الثروة، لكن لا يستطيع المال شراء العلم، فالعلم يمنح الإنسان القوة والمهارات التي تفتح له أبواب الرزق، بينما المال لا يستطيع أن يمنح الإنسان المعرفة إلا إذا استعمله ليسلك به طريقا لطلب العلم.

نشر العلم.. زيادة أم نقصان؟

العلم يرقى بنشره، فهو ينقل الحكمة والمعرفة من جيل إلى جيل، مما يزيد من قيمته وفائدته، أما الثروة، فإنها تنقص بالعطاء والإنفاق، ولا يمكن أن تزيد إلا بالجمع، وقد يكون ذلك على حساب الآخرين.

العلم حسنات والمال حساب

طلب العلم ونشره هو جهاد في سبيل الله، يُؤجر صاحبه عليه، ومن يزداد علمًا يزداد أجرًا، بشرط أن يكون علمًا نافعًا ويعمل به لوجه الله، أما الثروة، فإنها حتى لو كانت مصدرها حلالاً، سيُسأل عنها الإنسان يوم القيامة: من أين اكتسبها؟ وفيم أنفقها؟ ومن كان ماله كثيرًا كان حسابه طويلاً.

الثروة فتنة والعلم حكمة

الثروة قد تكون فتنة لصاحبها، وتشغله عن عبادة الله، وقد تغره حتى يصل إلى الكبر والغرور، أما العلم، فيزيد من فهم الإنسان لحكمة الله في تدبيره، ويزيد إيمانه كلما ازدادت معرفته.

الخلاصة: العلم أفضل من المال

العلم يُعز صاحبه حتى وإن كان فقيرًا، أما الثروة مع الجاهل فتكون عارًا يلاحقه، لذا، يجب أن يسعى الإنسان إلى الجمع بين الثروة والعلم، ولكن إن كان لابد أن يختيار، فإن العلم هو الأولى بالطلب وهو الأهم الأفضل، لأنه يبقى ويزول المال.

أقرأ أيضاً.. هكذا كان صاحب النبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *