عماد الصاوي
يُعتبر الفن النوبي هو الفن صاحب الدرب المنفرد والأصالة العريقة الممتدة فى جذور العصور على مر التاريخ، فهو الفن النابع من حياة وثقافة وتقاليد رفضت الذوبان والانخراط، مما جعل من فنونها لمسة مميزة ذات طابع خاص، وتجلي ذلك فى فنون المجتمع النوبي وهذا ما سوف نستعرضه في هذا المقال من موقع مستبشر.
ماهو الفن النوبي
هو الفن الذي نشأ على ضفاف النيل، على بوابة مصر الجنوبية، وهو يتميز بالطابع المصري العربي والأفريقي فى آن واحد، ويظهر ذلك في أعمال النوبة ومشغولاتها وزخارفها وموسيقاها التي جعلت من المجتمع النوبي “حدوتة مصرية”.
دلالات ورموز الفن النوبي
تميزت الفنون النوبية فى استخدام ألوانها المبهجة الزاهية وتركيبها المتناغم والمريح للنظر أنظار الكبار والصغار.
وقد اعتمد النوبيين على استخدام الألوان والزخارف التى تعبر عن التفاؤل والاستبشار، وانعكاس خصوصية ومعتقدات الفن النوبي في رموزه ودلالاته، ومن الفنون التي اشتهر بها النوبيين هي الوشم ورسوم الواجهات وجدران المبانى والمداخل.
ومن الدلالات المعنوية والرموز التعبيرية التي نقشت على الزخارف، مثل السيف رمز البطولة والشجاعة، والهلال والنجمة الذى يعبر عن التفاؤل، ومثل القطة السوداء والبومة والغراب للتشاؤم، والابريق والسجادة للطهر والنقاء والزهور والورود للصداقة والمحبة.
فنون أشتهر بها النوبيين
اشتهرت منطقة النوبة بالثراء والتنوع فى الزخارف والمشغولات المصنوعة على يد النوبيين بأساليبهم الخاصة والتى تميزت بالأناقة والإتقان ومن هذه الصناعات نعرض لكم ما يلي:
أطباق الخوص: كان لاطباق الخوص دور كبير فى البيت النوبى فى الاحتياج اليومى لتغطية صواني الأكل، وبجانب ذلك كانت تستخدم فى الأفراح لوضع الفشار، كما كنت تستخدم تلك الأطباق أيضًا فى حجرة العروس والغرض من تعليق هذه الأطباق لم يكن من الناحية الجمالية فقط ولكن كان هناك اعتقادات أخرى، مثل الإعتقاد في أن التعليق لهذه الأطباق يكتب للحياة الزوجية الاستمراروالبقاء، والحماية من الشر والحسد.
ومن أجل زخرفة غرفة الزفاف وتمييزها عن باقي الغرف،ووكانت أحيانًا تعلق فوق أبواب المنازل، وذلك لتحديد المدخل الرئيسي، وكان من الشائع أن تدرب الفتيات لإنتاج الخوص على يد المسنات من نساء القرية حتى تجيد هذه الصناعة وتُعد ما تحتاج إليه من أطباق لتزيين دارها بعد عقد قرانها.
الرايات والإعلام: يطلق عليها باللغة النوبية (هوايد)، وقد اعتمدت على منتجات النخيل، وهي ذات شكل مستطيل وتغطى اليد بقماش قطني، وكانت لها أشكال مختلفة وزخارف متعددة، فكانت النساء تقوم بزخرفتها بأشكال هندسية وكانت معظم الزخارف مستمدة من زخارف العمارة النوبية.
صناعة الابراش والحصير: وهو نوع من الحصير اليدوى الذي يُصنع من خوص النخيل، وبنفس طرق صناعة الخوص والأعلام، ونُفذت نماذج مصغرة منها لتكون معلقات تزين بها الجدران والحوائط بالخيوط الملونة والخرز الملون.
المراكب الشراعية: وقد انتشرت صناعة المراكب الشراعية من خشب السنط، نتيجة لحاجة المجتمع النوبي لها فى التنقل بين القرى ولنقل البضائع وهي من أهم وسائل المواصلات للمجتمع النوبي.
صناعة الاحجبة: قامت النساء بصناعة الاحجبة وصناعة المشغولات اليدوية الجلدية، مثل غطاء المكحلة والمعلقات الجلدية، بدمج الجلد والغرز والبلاستيك والودع والخيوط، لتزيين الغرف، ورسمت عليها الزخارف المتنوعة من الأشكال الهندسية وخاصة المثلث.
الصندوق الشعبي: وهو من أهم معالم البيت النوبي، فهو ملازم له واشتمل على زخارف مختلفة فى جميع جهاته فهو تحفة فنية مستقلة بذاتها، ويطلق عليها صندوق (چيلاً) باللغة النوبية، ويستخدم لحفظ الملابس وبعض المقتنيات التي تحتفظ بها الزوجة، وهو بسيط التراكيب وهذا الصندوق يقدمه العريس لعروسه يوم الزفاف.
الخزف: كان للفخار النوبى أهمية كبيرة فى الحرف الشعبية، فعن طريقه تمكن علماء الآثار من التعرف على الحضارة النوبية، وذلك لقدرته على مقاومة عوامل التعرية، ويتميز بالبساطة فى الخط وكثرة الزخارف الهندسية والطبيعية وزخارفه المستمدة من العمارة النوبية.
وفي ختام هذا الموضوع نستنتج أن الفن النوبي هو كنز ثقافي فريد من نوعه، وتراث يجب الحفاظ عليه ليلهم الجيل الحالي والأجيال القادمة الاحتفاء بالتراث الثقافي والفني.
أقرأ أيضاً.. وشم الفايكينج.. حقائق ومعلومات