
في ظل الطموحات الوطنية لرؤية السعودية 2030، برز اسم الدكتور ماجد بن إبراهيم الفياض كأحد أبرز رموز القطاع الصحي في المملكة، إذ يقود اليوم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث نحو آفاق عالمية، محققًا قفزات نوعية في الرعاية الطبية والتعليم والبحث العلمي، ومرسخًا مكانة المملكة كمركز صحي متقدم في الشرق الأوسط.
منذ أن تم تكليفه مؤخرًا بمهام المشرف العام التنفيذي للمستشفى، أعادت القيادة الثقة في رجل أثبت كفاءته عبر سنوات من العمل المتواصل، حيث نجح في إحداث نقلة شاملة، تمثلت في استقلالية المؤسسة وتحويلها إلى كيان غير ربحي يسهم في تحقيق الاستدامة، ويعزز من كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمواطن والمقيم والزائر.
الدكتور ماجد الفياض ليس مجرد إداري محنّك، بل هو طبيب قلب أطفال متخصص، تخرّج في جامعة الملك سعود عام 1990، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة ليكمل تدريبه في أشهر جامعاتها الطبية مثل جامعة تافتس، كولومبيا، وبايلور، وحصل على زمالات دقيقة في كهربائية القلب، إضافة إلى شهادة البورد الأمريكي في طب الأطفال. كما نال درجة الماجستير في الإدارة الطبية من جامعة جنوب كاليفورنيا، مما أهّله لقيادة مؤسسات كبرى بكفاءة علمية وإدارية عالية.
منذ عام 2017، تولى الفياض مهامًا تنفيذية حساسة في المستشفى، وواصل البناء على أسس قوية جعلت التخصصي يتصدر التصنيفات الدولية، حيث أصبح المستشفى الأول في الشرق الأوسط والـ20 عالميًا بحسب مؤشر براند فاينانس، كما استقبل في عام 2023 أكثر من 42 ألف مريض جديد، بزيادة بلغت 9 % عن العام السابق، وبلغ عدد مراجعي العيادات الخارجية أكثر من 1.9 مليون شخص، ما يدل على حجم الثقة الذي يتمتع به المستشفى تحت إدارته.
الدكتور الفياض يقود مسارًا واضحًا نحو الطب الدقيق، مع توجه متسارع نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجينية الحديثة، وقد أعلن مؤخرًا عن شراكة رائدة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، لإطلاق نظام “NanoRanger”، الذي يُعد خطوة واعدة في مجال اكتشاف الأمراض الوراثية النادرة، مما يضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في أبحاث الجينوم والطب الوقائي، ويتقاطع هذا التوجه مع جهود المملكة في التحول الرقمي، والتي تسعى إلى دعم كل القطاعات الحيوية بالذكاء والتقنية.
لم يكن هذا النجاح ليتحقق لولا الرؤية الاستراتيجية التي يتبناها الفياض، فهو عضو فعال في عدة مجالس وطنية، مثل مجلس جامعة الملك سعود، والمجلس الصحي السعودي، ومركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، وله دور فاعل في برامج التحول الصحي ضمن الرؤية الوطنية، حيث يمزج بين الخبرة الأكاديمية والحنكة التنفيذية، ليشكل نموذجًا للقيادة المتكاملة التي تسعى الدولة لتكريسها في مؤسساتها.
اللافت أن الدكتور ماجد الفياض حصل على تكريمات عالمية، منها اختياره ضمن أفضل 100 قائد صحي في الشرق الأوسط لعام 2024 من مجلة فوربس، وكذلك إدراجه لعامين متتالين ضمن قائمة أقوى الرؤساء التنفيذيين للمراكز الطبية الأكاديمية في العالم حسب Becker’s Hospital Review، وهي إشادة دولية برؤية قيادية تنسجم مع متطلبات العصر وتحولات القطاع الصحي، وتنعكس كذلك على تطور الخدمات الصحية في المملكة التي أصبحت نموذجًا يحتذى به إقليميًا.
في كلمته الأخيرة بمؤتمر “مبدعي الخليج في هارفارد”، أكد الفياض أن المستقبل ليس مجرد أمنية، بل هو بناء يبدأ من الآن، مؤمنًا بأن التكامل بين العلم والإدارة هو طريق الريادة، ومؤكدًا أن مستشفى التخصصي سيكون مركزًا عالميًا للعلاج والابتكار في السنوات المقبلة، ضمن نموذج جديد يُقدّم فيه المريض على كل شيء، ويُبنى القرار فيه على العلم والتخصص لا الاجتهادات.
من هنا، فإن قصة الدكتور ماجد الفياض ليست مجرد سيرة ذاتية لمسؤول بارز، بل هي رواية وطنية ملهمة عن كيف يمكن لشخص أن يحوّل مؤسسة طبية إلى منارة صحية وإنسانية تلامس حياة الملايين، وتضع المملكة في قلب المنافسة الطبية عالميًا، بروح مخلصة تنتمي للوطن، وعقل علمي ينتمي إلى المستقبل.