محمد أحمد كيلاني
لم يكن لدى اليابان نظام كتابة حتى إدخال الأحرف الصينية في القرن الأول أو الثاني بعد الميلاد، ففي البداية، كتب اليابانيون اللغة الصينية، ولكن نظرًا لأن اللغة الصينية لم تكن مرتبطة باللغة المحلية، فقد استخدموا الكانجي لتمثيل الأصوات اليابانية، وكان هنالك الهيراغانا، وأيضًا نظام كتابة كاتاكانا -موضوع حديثنا في هذا المقال- تبسيطًا لنظام الكتابة الصيني هذا منذ البداية.
فالكاتاكانا هي أحد انظمة الكتابة اليابانية الثلاث، وتستخدم بشكل أساسي للكلمات المستعارة والأسماء.
ثاني أشكال الكتابة
بعد الهيراغانا، تُعتبر كاتاكانا الآن ثاني انظمة الكتابة في اليابان، ويتم في العادة تعلمها ودراستها فورًا بعد دخول المدرسة، ولكن هنالك بعض الأطفال الذين يُجيدونها في وقت مُبكر وقبل دخول المدرسة حتى وذلك من خلال تعاليم الوالدين أو الدروس الخاصة، وكل كلمة من نظام هيراغانا لها مكافئ في كاتاكانا.
خصائص كاتاكانا
مثل الهيراغانا تمامًا، تحتوى الكاتاكانا أيضًا على 46 صوتًا، الرموز مختلفة، لكن الأصوات التي تمثلها هي بالضبط نفس أصوات الهيراغانا، وكان استخدام هذه الأبجدية مفيدًا في الأصل للرهبان البوذيين في تدوين ملاحظات النطق والتعليقات على الدروس، وكذلك في تعليم الكتب المقدسة للبوذية، وحاليًا، يقتصر استخدامها بشكل حصري على كتابة الكلمات ذات الأصل الأجنبي.
فاليابانية الحديثة لديها نسبة عالية من الكلمات المستوردة من لغات أخرى، ويقال أن ما يقرب من 30 بالمائة من الكلمات في اللغة اليابانية مصدرها لغات أخرى، منها 80% كلمات مستعارة من الإنجليزية والباقي مستعارة من الألمانية، والفرنسية، والبرتغالية، والإسبانية، والهولندية، وغيرها.
الكتابة بدون مسافات
لا يتطلب نظام الكتابة الياباني أي مسافات بين الكلمات، فقد تعتقد أن الجملة اليابانية ستبدو حينئذ كخليط من الكلمات وإذا كنت لا تجيد اليابانية فستجدها مجموعة من الرسومات المُتشابكة، لكنها ليست كذلك، على الأقل بالنسبة لليابانيين.
الفرق بين كاتاكانا والهيراغانا
فعلى الرغم من أن كلا النظامين مستمدين في الأصل من نظام كانجي، إلا أن الخطوط المُستقيمة والزوايا الحادة في حروف نظام كتابة كاتاكانا تتناقض تمامًا مع منحنيات الهيراغانا، فالهيراجانا بشكل عام تتكون أشكالها من خطوط بسيطة من الأحرف الكاملة (هيرا تعني “عام” أو “مبسط”)، بينما الكاتاكانا هي أجزاء من أحرف أكثر تعقيدًا (كاتا تعني “جانب” أو “جزء”)
وعلى الرغم من أنه قد يبدو غريبًا أو غير فعال أن يكون لليابانيين شكلين من أشكال الكتابة مع نفس الوظيفة تقريبًا، فلننظر جيدًا إلى الأحرف الكبيرة والصغيرة ووظائفها المختلفة أو المُتشابهة في الأبجدية الخاصة باللغة الإسبانية مثلًا، وبشكل عام فقد ظهرت ممارسات شائعة حول الوقت المناسب لاستخدام نظام كتابة كاتاكانا.
هل يمكن استخدام الثلاث طرق لكتابة نفس الكلمة؟
السؤال الذي سيأتي إلى ذهنك وأنت تقرأ مُقدمة هذا المقال أو إذا قرأت عن نوع من الثلات أنواع الأخرى في موقع “مشربية”، هو أنه هل يمكن كتابة نفس الكلمة بثلاث طرق مختلفة؟ هذا صحيح، فعلى سبيل المثال، ستكتب كلمة “جبل” على النحو التالي:
- في كانجي: 山
-في الهيراجانا: や ま وأخيراً في كاتاكانا: ヤ マ
فإذا ركزت قليلًا على شكل الكلمات -التي ستبدوا إليك كنقوش بلا معنى- فستجد إن الأنواع الثلاثة للكتابة اليابانية مختلفة تمامًا، وهذا واضح جدًا في شكل الرسوم.
استخدام نظام كتابة كاتاكانا
الاستخدام الشائع لنظام لكاتاكانا يأتي في الكلمات المستعارة من لغات أجنبية مثل الإنجليزية، على سبيل المثال ، كلمة “camera” و “hotel”، ويتم استخدام النظام أيضًا لكتابة الأسماء الأجنبية، وكتابة العديد من أسماء الحيوانات والنباتات.
لماذا لا بتم استخدام كاتاكانا أو الهيراغانا في كل شيء؟
عادةً، في الجملة اليابانية المكتوبة للبالغين، يتم كتابة الأسماء والأفعال والصفات بنظام كانجي بينما يتم كتابة بقية الجملة (الجسيمات والعناصر النحوية الأخرى التي تدعم البنية) بنظام الهيراغانا، وتمثل الكاتاكانا الكلمات المستعارة أو البدائل، ويتم استخدام اكتر من نظام حتى يكون التناقض بين الجملة واضحًا، وعلى الرغم من أن هذه ليست قاعدة غير قابلة للكسر، إلا أنها ممارسة شائعة في اليابان حتى الآن.
أوجه التشابه مع الهيراغانا
تمامًا مثل الأحرف الكبيرة والصغيرة للأبجدية اللاتينية، يمكن أن تبدو أحرف هيراغانا وكاتاكانا متشابهة، ومن السهل التعرف على الكاتاكانا بسبب تشابهها الوثيق مع معادلات الهيراغانا.
والجدير بالذكر أن أحد أصعب الأمور في تعلم كاتاكانا، هي تلك الكلمات التي تبدو متشابهه في الشكل ولكنها تختلف اختلافًا تامًا في النطق.
كاتاكانا في الوقت الحاضر
عندما بدأ إنشاء اليابان، بدأت الكاتاكانا تحظى بشعبية كبيرة هناك، فالعديد من الأشياء والدول المكتشفة لم يكن لديها كلمات يابانية لتعريفها، لذلك أخذوا كلمات من لغات مثل الإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية، وقاموا بتكييفها مع النطق الياباني.
وفي الوقت الحاضر ، تُستخدم أيضًا على نطاق واسع لكتابة المحاكاة الصوتية، أو للتأكيد على كلمات معينة، بما يعادل استخدام الخط المائل في اللغة الفرنسية.
ملاحظة أخيرة، عند كاتبة كاتاكانا، يتم كتابتها بالأحرف الكبيرة، بينما يتم كتابة الهيراغانا بأحرف صغيرة، فإذا شعرت بصعوبة في فهم لماذا يكتب اليابانيين بثلاث طرق مُختلفة، فتذكر الحروف الكبيرة والصغيرة في الانجليزية.
أقرأ أيضاً.. أول كتاب مطبوع في التاريخ.. رحلة داخل إمبراطوريات العالم القديم