محمد أحمد كيلاني
أمطار الأسماك هي ظاهرة غريبة ومدهشة وتحدث، وفقًا للخبراء، لأن إعصارًا صغيرًا يمتص الأسماك الصغيرة عادةً من النهر، وينقلها إلى سحابة عاصفة، وفي النهاية، مع العاصفة، يتم تفريغ الأسماك مع هطول أمطار غزيرة على مناطق أخرى.
أمطار الأسماك
وهكذا تولد العواصف دوامات من الماء تنحصر فيها جميع الحيوانات الموجودة بداخلها من خلال تأثير الإعصار الذي يرفع الحيوانات نحو السماء.
وبعد ذلك، ينتهي الأمر بالحيوانات، مثل، الأسماك في هذه الحالة، بالسقوط كما لو كان مطرًا غير عادي، وبعض الأسماك لا تنجو من التأثير، لكن معظمها تفعل ذلك، ومن الممكن أيضًا أن تتجمد الأسماك إذا مرت بمرحلة تكون فيها درجات الحرارة أقل من الصفر.
سقوط حيوانات أخرى من السماء
ورغم أن أمطار الأسماك هي الأكثر شهرة، إلا أنه كانت هناك حالات أمطار للضفادع، وأمطار للجمبري”، ما أثار دهشة المارة.
وعلى سبيل المثال، في مدينة أليكانتي الإسبانية في عام 2007، حدث أمطار من الضفادع، وكانت هناك أمطار غير عادية أخرى، فقد نشرت مجلة ساينتفيك أمريكان تقريرًا عن أمطار الثعابين في مدينة ممفيس عام 1877، وأمطار غريبة أخرى عندما سقطت آلاف الضفادع من السماء في ليستر، ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية أيضًا، وذلك عام 1953.
وإحدى الحالات الأكثر لفتًا للانتباه حدثت في مدينة يورو بالهندوراس، ووفقًا للثقافة الشعبية، فإن يورو “تُعاني” من أمطار الأسماك كل عام منذ أكثر من قرن، وعادةً ما يكون ذلك بين شهري مايو ويوليو.
ويحدث ذلك بعد البرق والرعد والرياح، فتهطل أمطار غريبة من الأسماك لبضع ساعات، وبالطبع فإن السكان هناك اعتادوا على ذلك لأنه يحدث باستمرار، وبمجرد توقفه، يقومون بجمع كل ما يمكنهم من الأسماك والاستفادة منه لطهيها وتذوقها في المنزل.
وتحدث ظاهرة مماثلة أيضًا في سريلانكا، حيث يتم “قصف” المواطنين بأكثر من 50 كيلوجرامًا من الأسماك، ففي عاصفة مايو من عام 2014، على سبيل المثال، أوضح القرويون أن حجم الأسماك يتراوح بين 5 و8 سنتيمترات، وبما أنها لا تزال على قيد الحياة، فقد وضعوها في دلاء من الماء لاستهلاكها لاحقًا.
ونظرًا لأن هذه الأمطار الحيوانية حدثت في مناطق مختلفة من الكرة الأرضية عبر التاريخ وهي أحداث غير عادية تمامًا، فقد أدت إلى ظهور العديد من الأساطير والخرافات حول الحيوانات التي سقطت من السماء، بكل تأكيد.
ليس فقط الأسماك
وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو وكأنه شيء من صفحات القصص الخيالية، إلا أن هناك العديد من الحالات الموثقة لسقوط مياه الأمطار مع الضفادع وحتى العناكب من السماء.
ويمكن لهذه الحيوانات أن تحلق في السحب وتنتقل عبر مسافات كبيرة، وعندما يضعف عمود الماء أو تتحرك العاصفة التي تحمل هذه المخلوقات فوق الأرض، يبدأ المطر بالهطول، وكذلك تسقط معه الحيوانات كما ذكرنا.
وعلى سبيل المثال، في عام 1873، نشرت مجلة ساينتفيك أمريكان تقريرًا عن هطول أمطار من الضفادع في مدينة كانساس سيتي بولاية ميسوري.
وفي عام 2007، كان على مواطني سالتا بالأرجنتين، أن يتعاملوا مع ما لا يمكن وصفه إلا بأنه مطر من العناكب، ففي وقتها حملت الريح عناكب صغيرة غير ضارة ونزلت إلى المدينة لتغطي كل شيء بطبقة رقيقة من حرير العنكبوت.
ولكن هناك عواقب بيئية لذلك، فعندما تجد أعداد كبيرة من الحيوانات المائية نفسها فجأة في بيئة غير مألوفة، فإنها عادة لا تتمكن من البقاء على قيد الحياة.
وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة في المواد العضوية المتحللة، والتي بدورها يمكن أن تؤثر على مستويات المغذيات المحلية وربما تحفز ازدهار الطحالب في المسطحات المائية.
أقرأ أيضاً.. حيوانات مخيفة غير ضارة بالإنسان.. تعرف عليها بالصور