محمد أحمد كيلاني
هي واحدة من الظواهر الطبيعية الأكثر شهرة، ولكن لم يشاهدها إلا القليل، لذلك، ولفترة طويلة لم يعتقد العلماء أنها موجودة بالفعل، وفي عام 1960، تم نشر دراسة في الاجتماع السنوي الثاني لقسم فيزياء البلازما في الجمعية الفيزيائية الأمريكية حيث قيل أن 5 بالمائة من سكان العالم شاهدوا هذا البرق الكروي، وهي نسبة مماثلة لعدد الأشخاص الذين شاهدوا البرق العادي من مسافة قريبة.
ويمكنك مشاهدة العديد من الصور للبرق الكروي المفترض على الإنترنت، وذلك على الرغم من أن الحقيقة هي أنها صور ذات تعريض ضوئي مفرط للبرق، علاوة على ذلك، هناك العديد من الخبراء الذين يشككون في إمكانية تصوير الظاهرة نفسها.
البرق الكروي
لدينا أدلة تاريخية على أن كرات صغيرة من الضوء الساطع تتحرك فوق الأرض ثم تتلاشى تمت ملاحظتها منذ زمن الإغريق، وبشكل عام يمكن تعريفها على أنها كرة مضيئة يتراوح قطرها من 1 إلى 25 سم وتشبه تقريبًا مصباحًا متوهجًا بقدرة 20 وات.
ويظهر بشكل عام بعد ضربة البرق، ويتحرك دائمًا تقريبًا بسرعة قصوى تبلغ حوالي 10 كم/ساعة ويطفو على ارتفاع متر واحد فوق سطح الأرض، والأمر الأكثر لفتًا للنظر هو أنها تتحرك بشكل متقطع، متغيرة الاتجاه، وعادة ما تسير في الاتجاه المعاكس للنسيم السائد.
ويستمر في المتوسط حوالي 25 ثانية، لذا كلما كان حجمه أكبر، كلما بقي لفترة أطول، وعلى العكس من ذلك، كلما كان أكثر إشراقا، كلما قل عمره، وبالإضافة إلى ذلك، يبدو أن البرق الكروي ذو اللون البرتقالي والأزرق يدوم لفترة أطول من البقية.
كيف تمتهي الظاهرة
كيف يختفون؟ إما أن يخرجوا بصمت أو يفعلون ذلك بفرقعة صغيرة، ويحدث هذا الأخير بشكل متكرر أكثر في الأماكن المفتوحة، مما يسبب في بعض الأحيان أضرارًا كبيرة.
وهو انفجار غريب لأنه يؤثر على تلك الأجسام الموصلة للكهرباء، حتى أن هناك حالات ظهرت فيها صناديق توصيل كهربائية في منتصف الشارع، وبطبيعة الحال، فإنها تظهر في مكان لا تتوقعه، سواء داخل المنازل أو داخل الطائرات.
والأروع من ذلك أنها تمر عبر النوافذ المغلقة دون الإضرار بالزجاج، وهي لا تنتج حرارة رغم وجود ملاحظات تشير إلى أن رائحة البيئة تفوح منها رائحة الأوزون وأكاسيد النيتروجين، ويبدو أنها تسبب طاقة ساكنة في أجهزة الاستقبال الراديوية.
الأشعة الكروية معروفة منذ العصور القديمة
إن كل هذا يثير أسئلة ليس لها إجابات، فإذا كانت كرة بلازما مستقرة، فستكون ساخنة، ولكن بعد ذلك يجب أن ترتفع مثل البالون، وهذا لا يحدث، فلماذا؟ وأيضًا لماذا تفعل ذلك عادة ضد الريح؟ وما هو مصدر الطاقة الذي يحافظ على هذا اللمعان المستمر تقريبًا حتى يختفي بدلاً من ما يتوقعه المرء، ويتلاشى ببطء مع مرور الوقت؟
لماذا تحدث ظاهرة البرق الكروي؟
لقد نُشرت مئات المقالات وعدة كتب تناولت هذه الظاهرة، لكن معظم الآراء تثير أسئلة أكثر من تلك التي تسعى للإجابة عنها، ويمكننا أن نحصي ما يصل إلى عشرين فرضية تفسيرية، بدءًا من الأكثر خيالية، بأنها قطعة من المادة المضادة، إلى الأكثر تعقيدًا، مثل أنها عبارة عن تفريغ مضيء تحركه الموجات الدقيقة ويتحرك على طول خطوط المجال الكهرومغناطيسي الناتجة في الهواء المتأين بواسطة السحب البرقية حيث تحدث.
والتوهج؟ يتم إنشاؤه لأن الموجات الدقيقة محاصرة داخل فقاعة البلازما.
ويقول آخر إنها تتغذى على المجال الكهربائي المرتبط بالشحنات الكهربائية المتناثرة في الأرض بعد ضربة البرق، ويقترح البعض أيضًا أنها مجرد ضوء محصور داخل فقاعة من الهواء المضغوط للغاية.
ولا يمكننا أن ننسى النظرية التي تفسرها على أنها نتيجة لتكثيف السيليكا المتبخرة في جسيمات نانوية ودفعها إلى الأعلى بواسطة موجة صدمة هوائية.
وأخيرًا، لدينا نظرية ماسيسوليتون التي تقول بأن الأشعة الكروية في الهواء الطلق تنتج عن مازر جوي، وهو مشابه لليزر، ولكن في نطاق الموجات الميكروية، وعلى الرغم من كل هذه الجهود، فإن أقدم ظاهرة جوية غامضة وهي البرق الكروي، تقاوم التفسير المقنع.
أقرأ أيضاً.. المكان الذي يحدث فيه البرق بشكل أكبر على كوكبنا