إسراء عوف
شهدت مدينة هيروشيما اليابانية أحد أبشع الجرائم في تاريخ البشرية عندما تم قصفها بالقنبلة النووية الأمريكية عام 1945م، سنستعرض في هذا المقال تفاصيل وقوع هذه القنبلة الذرية على اليابان، للاقتراب من أحداث تلك الكارثة المروعة التي غيرت العالم رأسًا على عقب.
بداية نشأة القنبلة الذرية على اليابان
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع كل من المملكة المتحدة وكندا بتصميم وبناء أول قنبلة نووية، بإدارة البحث العلمي الفيزيائي (روبرت أوبنهايمر)، مما أسفر عن صناعة القنبلة النووية (قنبلة هيروشيما).
اختيار القنبلة الذرية على اليابان لقصف هيروشيما لأول مرة
تم اختيار هذه القنبلة النووية للمرة الأولى في السادس عشر من يوليو عام 1945م، بالقرب من ألاموغوردو، نيو مكسيكو، حيث أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية بعد نجاح تلك الاختبارات الأولية للقنبلة النووية أقوى من ذي قبل، وكانت توجه تهديداتها لليابان علنًا وبثقة كبيرة.
المدن اليابانية المرشحة للقصف بالقنبلة الذرية على اليابان
تم ترشيح كل من المدن التالية كأهداف محتملة من قبل لجنة تحديد الهدف بقيادة روبرت أوبنهايمر: كيوتو، وهيروشيما، وكوكورا، ويوكوهاما، واستند اختيار تلك الأهداف إلى معايير معينة، منها أن يكون قطر الهدف أكثر من ثلاثة أميال، وأن يكون ذا أهمية حضرية وصناعية، ومن ثم تم اختيار مدينة هيروشيما.
مدينة هيروشيما قبل القنبلة الذرية على اليابان
كانت مدينة حيوية ذات أهمية صناعية وعسكرية، تحتوي على عدد كبير من المعسكرات للجيش الياباني، كما كانت مركزًا للاتصالات، ونقطة تخزين، ومنطقة تجميع للقوات اليابانية، حيث بُنيت بيوتها من الخشب، وتم بناء العديد من المباني الصناعية على إطارات خشبية، مما يسهل تأثير النيران والقصف النووي على المدينة بأكملها.
إعلان بوتسدام
أصدر ترومان وغيره من زعماء التحالف إعلان بوتسدام، الذي نص على استسلام اليابان دون شروط، حيث تم تقديمه كبلاغ نهائي، فإذا لم تستسلم اليابان، سيهاجمون البلاد، وسيؤدي هذا الهجوم إلى تدمير القوات المسلحة اليابانية والوطن بأكمله، ولم يذكر البيان شيئًا عن القنبلة النووية.
رفض الحكومة اليابانية لإعلان بوتسدام
في الثامن والعشرين من يونيو، أعلنت الصحف اليابانية رفض الحكومة اليابانية لإعلان بوتسدام، بعد أن قام رئيس الوزراء الياباني سوزوكي بتجاهل ورفض إعلان بوتسدام.
إطلاق القنبلة الذرية على اليابان
في السادس من أغسطس عام 1945، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق السلاح الذري النووي الذي أسمته (الولد الصغير) على مدينة هيروشيما اليابانية، مما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 140 ألف شخص، لتقع حينها أعظم كارثة شهدها تاريخ البشرية، وعلى الرغم من ذلك، لم تقف أمريكا عند هذا الحد من القصف النووي، بل قامت أيضًا بإلقاء ثاني قنبلة ذرية في التاسع من أغسطس على مدينة (ناكازاكي)، والتي أسمتها (الرجل البدين)، وأسفرت عن مقتل 80 ألف شخص، حيث توفي نصف هذا الرقم تقريبًا في نفس يوم التفجيرات، وما زالت هذه المدينة حتى وقتنا الحاضر تعاني من تبعات هذه القنبلة من جانب الإشعاع.
استسلام اليابان بعد القنبلة الذرية على اليابان
بعد ستة أيام من إلقاء القنبلة على ناكازاكي، في الخامس عشر من أغسطس، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء، حيث وقعت وثيقة استسلام في الثاني من سبتمبر، مما أنهى الحرب في المحيط الهادئ رسميًا، ومن ثم نهاية الحرب العالمية الثانية، كما وقعت ألمانيا أيضًا وثيقة استسلام في السابع من مايو، مما أنهى الحرب في أوروبا.
أقرأ أيضاً.. من أيزنهاور إلى روميل.. جنرالات الحرب العالمية