رُكن مقالات مُستبشر

قارة أنتاركتيكا.. الحضارة المدفونة.. هل وصل المصري القديم إليها؟

نشوى الحسيني

من سنن الحياة أن يفنى الإنسان ويدفن في باطن الأرض، ولكن هل من سننها أيضًا أن تدفن معه الثقافة والحضارة التي أقامها وشيدها، فكثيرًا ما نسمع عن كائنات قد انقرضت، ولكن قليل ما نسمع عن حضارات قد زالت واندثرت، وهذا ما حدث بالفعل هناك في أقصى أطراف الكرة الأرضية، حيث الأرض الوعرة المتجمدة المترامية الأطراف التي تتخطى مساحتها 14,000,000 كم2، ويطلق عليها أحيانًا الصحراء البيضاء لندرة الحياة عليها، وبسبب الجليد الذي يغطي معظمها، وهي أرض تثير الجدل إلى وقتنا الحالي، ويقال إنها كانت تضم حضارة كبيرة وعريقة، ولكنها كانت مجهولة ومفقودة برغم كل التطور والتكنولوجيا التي وصلت إليها العلوم البشرية، إلا أننا لم نستطيع فك أسرارها إلى الآن وهي القارة القطبية الجنوبية أنتاركتيكا.

صور حديثة تثير الجدل حول شائعات قديمة

في عام 2016 قام مجموعة من العلماء والباحثين بمسحٍ للأرض عن طريق الأقمار الصناعية، واستعانوا بصور من ملفات الخرائط الشاملة (google earth) لقمة هرم مدفون بين الجليد، وأيضًا أوضحت صور التقطت من الفضاء الخارجي، وجود مدينة مفقودة تحت الجليد على عمق 1 كم، وهو عمق من الصعب جدًا أن يصل إليه الإنسان في أرض متجمدة. 

وتصدرت هذه الصور المشهد بين العلماء والباحثين، وأعادت إلى الأذهان رحلة قامت بها بريطانيا وهي رحلة تيرا نوفا (terra’nova) في أوائل القرن الماضي، ولكنها أخفت كل المعلومات الناتجة عنها حتى اضطرت بعد ظهور هذه الصور في الإفصاح عن بعض أسرارها.

معلومات حول رحلة تيرا نوفا أو (الأرض الجديدة)

في عام 1910، وبدعم من “الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية”، تم اختيار 65 شخص من بين باحثين ومستكشفين في مختلف المجالات العلمية، ليقوموا برحلة للقطب الجنوبي، وتم اختيار مستكشف بريطاني وقائد بحري يدعى “روبيرت فالكون سكوت” ليكون قائدًا لهذه الرحلة الصعبة، ومهمته كانت أن يستكشف معالم هذه الأرض الغامضة.

وفي يوم 17 يناير من عام 1912م، وصلت الرحلة إلى القطب الجنوبي، وبسبب قلة المعلومات حول هذه القارة، لم تكن هناك خطة مدروسة لكيفية التعامل مع الأوضاع هناك، مما أدى إلى إتخاذ الكثير من القرارات الخاطئة التي أودت بحياة سكوت وفريقه وسط الجليد وفي 12 نوفمبر من نفس العام، وفي رحلة استكشافية أخرى وجدوا جثثهم متجمدة، وبجوار جثه سكوت وجدوا مذكراته عن الرحلة وكذلك العديد من الصور التي التقطها أثناء رحلته.

قارة أنتاركتيكا والحضارة الخفية التي اكتشفتها مذكرات كابتن سكوت

إخفاء بريطانيا لمذكرات سكوت، أطلق العنان للشائعات التي دارت حولها، فقام بعض من الأشخاص الذين عثروا على جثث فريق الرحلة بتسريب معلومات حول تلك المذكرات والصور التي عثروا عليها، حتى قيل إن سكوت قد اكتشف آثار مخفيه تحت جليد القارة القطبية لحضارة قديمة تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.

وكان المثير للاندهاش أن آثار هذه الحضارة تشبه لحد كبير ما وصل إلينا من الحضارة المصرية القديمة، حتى أن الهرم الذي اكتشف بالأقمار الصناعية كان غلى نفس طراز الأهرام المصرية بالجيزة، ولكنه مدفون وسط الجليد ويبلغ حجمه عشر أضعاف حجم هرم خوفو وطوله يصل إلى 12,000 متر، وكذلك رصدت الأقمار مجموعة من الأهرامات الأصغر حجمًا حول هذا الهرم العملاق.

الآراء المختلفة حول حضارة قارة أنتاركتيكا 

لقد أثارت هذه الاكتشافات جدل واسع في الوسط المعرفي، حيث تساءل البعض هل من الممكن للإنسان البدائي القديم أن يصنع مثل هذه الحضارة، وأن يبني هرم بهذا الحجم العملاق؟ أم إنها مجرد جبال على شكل أهرامات من صنع الطبيعة؟ وهل إخفاء بريطانيا لمذكرات “كابتن سكوت” يؤيد افتراضية وجود هذه الحضارة التي يعتقد البعض أنها جزء مفقود من الحضارة المصرية القديمة التي يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الأسرات؟

 وهل وصل المصري القديم إلى أجزاء كبيرة من الأرض ولم يصل لنا هذا التاريخ؟ هذه وجهة نظر يراها البعض، ولكن يوجد العديد من النظريات العلمية الأخرى بتفسيرات مغايرة تمامًا.

النظريات العلمية لحضارة قارة أنتاركتيكا

نظرية تشارلز هابغوود

تفترض هذه النظرية أنه منذ حوالي 6000 عام كانت تعيش حضارة أطلنطية متقدمة جدًا على أرض أنتاركتيكا. 

وكعادة الحضارات في هذه الحقبة الزمنية هم من قاموا بتشييد تلك الأهرامات، ولكن كيف تقوم حضارة على هذه الأرض المتجمدة؟ ظل هابغوود باحثًا عن إجابة لهذه التساؤلات التي طرحت عليه حتى جاء الرد منه بأن هذه ليست الحالة التي كانت عليها القارة من آلاف السنين. 

وكان دليله على ذلك خريطة قديمة يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر للأميرال العثماني بيري رايس. 

والغريب في الخريطة إن قارة أنتاركتيكا ظهرت خالية تمامًا من الجليد، ولكن كيف أصبحت على شكلها الحالي؟ ويفترض هابغوود أن السبب في ذلك كارثة كبرى حدثت في ذلك العصر القديم مثل طوفانًا عظيم أو اهتزازات كبيرة في باطن الأرض أثرت على القشرة الأرضية فحركتها بشكل سريع ومفاجئ بآلاف الكيلومترات، وهو الأمر الذي أدى إلى اختلاف القارة تمامًا.

النظرية الثانية

وهي نظرية تم نشرها على قناة التاريخ الأمريكية (history) التي تهتم بالأمور التاريخية القديمة، وانقسم العلماء والباحثين في القناة حول رأيين، فمنهم من يرى حقًا أن هذه الأهرامات تعود لحضارة قديمة جدًا، وهي أصل الحضارات على كوكب الأرض. 

وأن جميع الأهرامات التي شيدت قديمًا مأخوذة من شكل وتصميم أهرامات القارة القطبية الجنوبية، ويتبنى الرأي الأخر وجهة نظر خيالية لحد كبير، وهي أن تلك الحضارة شيدتها كائنات فضائية كانت تغزو الأرض عبر مركبات فضائية ضخمة، فبنوا الأهرامات لتكون محطات لتوليد الطاقة التي يحتاجونها للمركبات الخاصة بهم، ولكن هل يُصدق هذا؟  

النظرية الثالثة

وهي نظرية خاصة ب علماء الجيولوجيا حيث يرى العلماء أن هذه الأهرامات ما هي إلا تكوينات طبيعية لبعض من أشكال الجبال التي تعرضت لعوامل التعرية الجليدية التي تحدث في المناطق الجليدية تحديدًا، وتتعرض فيها الصخور إلى تجمع، وذوبان الجليد الذي ينتج عنه ثقل ونحت لوجوه الجبل إلى الشكل الذي يتراءى للناظرين على أنه هرم رباعي الشكل.

وبين نظرية وأخرى تظل التساؤلات قائمة، والأمر متروك إلى وقتنا الحالي لرؤية كل باحث وقارئ على حسب وجهة نظره الشخصية، فهل أنت ممن يؤيد افتراضية وجود حضارة عملاقة صنعها الإنسان ولكنها دُفنت في جليد أنتاركتيكا؟ أم تلك الحضارة من صنع كائنات فضائية؟ أم أنها مجرد صور وأشكال صنعتها الطبيعة ليقف أمامها العقل البشرى بكل تقدمه حائرًا أمام قدره الله.

أقرأ أيضاً.. أتلانتس.. الأساطير والنظريات حول القارة المفقودة.. هل هي حقيقية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *