شخصيات

“آدا لوفلايس”.. أول مبرمجة في التاريخ

محمد أحمد كيلاني

كانت آدا لوفلايس أو لوفليس (بالانجليزية: ada lovelace) الابنة الوحيدة للشاعر “اللورد بايرون“، وكانت التجربة الزوجية لوالدتها أنابيلا نويل، بارونة وينتوورث، كارثية للغاية لدرجة أنها أبعدت آدا عن والدها وكل ما يتعلق به، لتجنب أي ميراث للمتمردين والفاسدين.

لقد فعلت ذلك بحماس شديد لدرجة أن آدا أصبحت عالمة رياضيات، وكانت واحدة من علماء الرياضيات المشهورين في جيلها، وفي سن السابعة والعشرين، قامت بترجمة عمل “مخطط لآلة تحليلية” للمهندس العسكري لويجي فيديريكو مينابريا، والتحسينات التي أضافتها آدا ضاعفت الطول الأصلي للعمل، والذي أصبح أول عمل في علوم الكمبيوتر.

آدا لوفلايس

قبل عشر سنوات، التقت لوفليس بتشارلز باباج، عالم الرياضيات غريب الأطوار الذي كان يعمل على اختراع غريب، وهو آلة حاسبة ميكانيكية تسمى المحرك التحليلي، ولعل هذا الاسم يذكرنا بالسنوات التي قضاها كطالب في كامبريدج، وذلك عندما شكلوا مع هيرشل وبيكوك الجمعية التحليلية، وهي مجموعة روجت لأساليب حساب التفاضل والتكامل التي اقترحها لايبنتز، وذلك لتكون معاكسة لتلك التي اقترحها نيوتن.

وبعد الانتهاء من دراسته، سافر باباج عبر أوروبا، وتقدم للتدريس في إدنبرة، وعمل مع فاراداي في مجال الميكانيكا الكهربائية.

وقد تمكن زوج لوفلايس من أن يعيش حياة مريحة سمحت له بتطوير مسيرته العلمية، وقاده شغفه بالرياضيات إلى إجراء حسابات مقارنة لشركات التأمين، وإتقان التقويم البحري، والمساعدة في إنشاء نظام بريدي حديث، وتطوير حساب التفاضل والتكامل، كما قدم مساهمات مختلفة في الاقتصاد والتطوير الميكانيكي.

وبينما كان يقضي ساعات في العمل على الجمع والطرح والضرب والقسمة، عاد باباج إلى فكرة “بليز باسكال” المتمثلة في صنع آلة ميكانيكية توفر ساعات من العمليات وتقلل من الأخطاء التي تحدث.

النموذج الأول للحاسوب

تم تصنيع النموذج الأولي في عام 1823 بمساعدة جوزيف كليمنت، لكنها كانت آلات باهظة الثمن، والأهم من ذلك أنها استغرقت سنوات من البحث والتطوير.

وكان المحرك التحليلي، كما أسماه، يعتمد على بطاقات مثقوبة مثل تلك التي استخدمها جاكار، وكانت آدا لوفليس هي التي طورت خوارزمية لحساب تسلسل أرقام برنولي، وهو تسلسل لا نهائي من الأعداد النسبية اكتشفه عالم الرياضيات السويسري، وذلك باستخدام بطاقات مثقوبة مثل تلك المستخدمة في الأنوال لتصميم أنماط وأنسجة مختلفة في تصنيع الملابس. ولهذا السبب تعتبر آدا اليوم أول مبرمجة كمبيوتر في التاريخ.

علاقة زواج ناجحة

لسنوات عديدة، حافظت آدا وباباج على علاقة رسائلية استمرت حتى وفاة العبقري البريطاني عندما أصيب بمرض الفشل الكلوي في 18 أكتوبر 1871.

وكان باباج قد رفض الألقاب التي سعت بها الملكية للتعويض عن إنجازاته الكثيرة، وعلى الرغم من أن جثته دفنت في مقبرة كنسل جرين وهي “الطريقة الأكثر أناقة للوصول إلى الجنة”، كما كانوا يقولون في تلك السنوات، إلا أن دماغه كان موضوع الدراسة.

ويعرض جزء منها في متحف هانتريان، في كلية الجراحين الملكية في لندن، والنصف الآخر في متحف العلوم في نفس المدينة.

آدا لوفلايس والزواج الثاني

بعد وفاة باباج، تزوجت آدا من اللورد كينغ، وهو أرستقراطي ثري وأنجبت منه ثلاثة أطفال، وقام بتسمية الإبن الأكبر “بايرون” والابنة “أنابيلا” والإبن الأصغر “جوردون”.

في عام 1837، حصل اللورد كينغ على لقب إيرل لوفليس، وهو اللقب الذي تبنته زوجته ودخل به التاريخ، وهو أحد الأشخاص الذين كان لهم التأثير الأكبر على آدا.

ومنذ عام 1840، حاولت آدا لوفلايس، التي كانت من عشاق سباقات الخيل، إنشاء نموذج رياضي لمساعدتها على الفوز بالرهانات.

لكن “النظام” قد فشل، فخسرت آلاف الجنيهات بسبب ذلك النظام، وفي سن الخامسة والثلاثين، عانت من الأعراض الأولى لمرضها، وهو “سرطان الرحم” الذي كان السبب في وفاتها، وهي في نفس عمر والدها الذي توفي وهو في عمر 36 عامًا، وهو ظل آخر للشاعر الذي لم تعرفه إلا من خلال صورة عندما كان عمرها 20 عامًا.

أقرأ أيضاً..جوليا توفانا.. “المرأة الثعبان” التي تسببت في ذُعر رجال إيطاليا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *