
عماد الصاوي
تحكي الأساطير والأحاديث القديمة عن مدينة طروادة، تلك المدينة الغامضة التى تجذب الخيال، وتثير الفضول للكبار قبل الصغار، فهى المدينة التى خاضت فى دروبها الأساطير اليونانية، وألهمت حروبها وأسوارها المنهارة العديد من الأدباء والمثقفين على مر العصور.
وفي مقالنا لموقع مستبشر سوف نغوص في أعماق تاريخها، ونكشف الستار عن قصص ملوك وأبطال ومغامرات، جعلت من طروادة أسطورة للتاريخ.
موقع مدينة طروادة
ظل الغموض حول موقع مدينة طروادة الدقيق على الخريطة حتى بداية العصر الحديث.
إلى أن بدأ التنقيب عام 1870 وحتى عام 2005، وبعد العديد من حملات التنقيب والبحث، وكان آخرها على يد عالم الآثار الألماني مانفريد كورفمان تم التوصل لموقعها.
تقع مدينة طروادة أو كما يطلق عليها بالانجليزية TROY، فى أقصى الشمال الغربى لمنطقة الأناضول بتركيا، شمال جبل إيدا.
أهمية موقع مدينة طروادة
أصبحت طروادة من أهم أماكن جذب السياحة فى تركيا على الإطلاق، يقوم بزيارة المدينة أكثر من مليون سائح يأتون من شتى بقاع الأرض، للاستمتاع بمدينة طروادة التاريخية صاحبة الأساطير الغامضة، والتى جسدتها السينما فى ملحمة أسطورة حرب طروادة وحصان طروادة، الذى سوف نتحدث عنه لاحقاً.
أسباب حرب طروادة
ترجع شهرة طروادة ليس للمدينة بحد ذاتها، ولكن بسبب أسطورة حرب طروادة، والتي كانت ما بين القرن الثاني عشر والثالث عشر قبل الميلاد.
تلك الحرب التى استمرت عشر سنوات وباتت في الأذهان آلاف السنوات، الحرب التى تحمل فى طياتها الكثير من الألغاز والأساطير، نبؤة العراف لطفل يُهلك طروادة، ابن الملك راعى الأغنام، وحصان طروادة وحيلته العظمى، واختطاف هيلين أجمل نساء الارض، حتى الآلهة لم تنجو من الأدب الإغريقي والقصائد الملحمية عن أسطورة طروادة، التى سوف نغوص في أعماق أحداثها وأسباب إندلاعها.
تحكي الإلياذة اليونانية، أن أحد العرافين تنبأ للملك بريام ملك طروادة بأنه سيكون له ولد سبب فى هلاك طروادة، ولم يُكذب الملك بريام خبر، وقام بأمر بإلقاء ابنه باريس فى الجبال.
وبالفعل قاموا بذلك إلا أن باريس بقى على قيد الحياة، وعمل كراعي غنم فى الجبال.
وفى يوم، ثلاث من الآلهة وهم هيرا، وأثينا، وأفروديت، يتشاجرن فى مسابقة للجمال، فحاولوا استمالة باريس ليحكم بينهم، فأغرته الأولى بالقوة الملكية، والثانية بالنصر، والثالثة افروديت أغرته بأن تزوجه أجمل نساء العالم فاختارها باريس.
وأرسلته إلى أجمل نساء العالم وهى هيلين زوجة ملك أسبرطة، ووقع باريس فى حبها واختطفها، ومن هنا بدأت شرارة حرب طروادة.
قصة حصان طروادة
بدأت قصة حصان طروادة بعد مرور سنوات من الحرب بين اليونانيين وطروادة، وبعد فشل اليونانيين في اقتحام أسوار طروادة المحصنة.

لجأ اليونانيين إلى حيلة لاقتحام طروادة، فقاموا ببناء حصان ضخم، وقاموا بإخفاء الجنود بداخله، وأدّعوا أنه هدية سلام من اليونانيين للشعب الطروادى.
وفي وقت متأخر من الليل فتح الجنود اليونانيين المختبئين فى الحصان أبوابه، وتمكنوا من إجتياح المدينة واستعادة السيطرة عليها.
وبذلك تكون انتهت مدينة طروادة، ولكن تظل أسطورتها باقية فى الأذهان.
أقرأ أيضاً.. مدينة البتراء.. “المدينة الوردية” وعاصمة الأنباط