معالم سياحية

“منارة الإسكندرية” رمز القوة المصرية

محمد أحمد كيلاني

منارة الإسكندرية ( بالانجليزية – Lighthouse of Alexandria) هي واحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة، وأحدثها، وهي منارة كبيرة مصنوعة من الحجر، وذات تصميم معماري مميز وتوجد بقاياها حاليا في ميناء الإسكندرية، وأهمية هذا المبنى وضعته في قائمة العجائب السبع، وللمعلومة فالمنارة جاءت لتحل محل أسوار بابل في هذه القائمة.

وبالتالي، فإن وجود المنارة بين عجائب الدنيا السبع يوضح قوة المملكة المصرية خلال العصور القديمة، حيث كانت مدينة الإسكندرية هي المركز التجاري والاجتماعي والفكري لهذه المملكة في ذلك الوقت.

أسباب بناء منارة الإسكندرية

هناك سببان لبناء المنارة، الأول سبب نفعي، فقد كانت للمدينة جزيرة تسمى “فاروس”، التي شيئًا فشيئًا، وبسبب الرواسب التي جلبها النيل، أصبحت شبه جزيرة، وشكلت منحنيين امتدا نحو الأرض، محددين مينائين طبيعيين، لذلك أصبح الساحل المصري خطيرًا، وذلك بعد أن تواجدت الشعاب المرجانية البارزة والموجودة تحت الماء حول ذلك الساحل، وبسبب غزو عددًا كبيرًا من السفن اليونانية والرومانية الساحل المصري، والذي تسبب في مآسي بشرية وخسائر مادية كبيرة في ذلك الوقت، ولتأمين الميناء، كان لا بد من بناء منارة، وقد تم ذلك.

أما عن السبب الآخر فقد كان رمزي، فالمنارة عبارة عن مبنى نادر في العالم، وكان من الصعب بناؤها لأن قرب البحر جعل العمل المعقد وصيانة المبنى أكثر صعوبة، فلم يكن بناء منارة عند مدخل الميناء مفيدًا للدفاع عن الساحل فحسب، بل كان أيضًا بمثابة علامة على قوة مصر، وبشكل خاص الإسكندرية، لذلك كانت المنارة رمزًا للقوة، فقد عملت على نشر اسم الإسكندرية في العالم.

من هو مهندس منارة الإسكندرية؟

هذا سؤال تصعب الإجابة عليه لأن المصادر نادرة وليست دقيقة للغاية، ولكن الأغلبية تَنسِب هذا النصب التذكاري منذ فترة طويلة إلى المُهندس المعماري “سوستراتوس” الصديق المقرب للملك “بطليموس الأول” وابنه، وتم العثور على اسمه على النصب، مكتوبًا بنوع من أنواع الرصاص، كما ذكرت الوثائق القديمة للجغرافي اليوناني سترابو.

اختفاء نهائي للمنارة

لماذا اختفت المنارة؟ في الواقع، الأمر بسيط للغاية، لقد عانت الفنارة من حدثين، الأول، أنه تم التخلي عنها وتركها دون صيانة، وقد تدهورت بشدة في القرن العاشر بعد أن تسبب زلزال في إنهيار الطابق الثالث من المنارة، وخرجت عن الخدمة في ذلك الوقت، وكان من الممكن ترميم المنارة وتدعيمها، لكن الحضارة العربية المبكرة في العصر الإسلامي لم يكن لها نفس الإهتمام بالمبنى كالحضارة التي سبقتها، لذلك كان من المستحيل على المنارة التعافي، واستمرت هذه الفترة حتى نهاية القرن الخامس عشر، عندما تدهورت المنارة تمامًا لدرجة أنها هُدمت، وتم انتشال الحجارة واستخدامها لبناء “قلعة قايتباي” التي تطُل على مدخل ميناء الإسكندرية حتى اليوم، لذلك، وفي نهاية القرن الخامس عشر فقدنا كل أمل في إحياء منارة أو “فنار” الإسكندرية.

أقرأ أيضاً.. نفق خوفو السري.. إلى أين تقودنا أسرار الأهرامات المصرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *