تُراث وفنون

اكتشاف مثير.. هل هذا التمثال العاجي أقدم صورة لوجه بشري في التاريخ؟

يُعد الفن أداة أساسية لتوثيق التاريخ الإنساني، حيث سعى الإنسان منذ العصور القديمة إلى تسجيل ملامحه ورموزه الثقافية عبر المنحوتات والتماثيل، ومن بين أعظم الاكتشافات الأثرية الحديثة، تم العثور على رأس منحوت من العاج يعود إلى 27,000 عام، يُعتقد أنه أقدم تصوير معروف للوجه البشري، وهذا الاكتشاف، إلى جانب منحوتات أخرى سبقت الحضارات المعروفة، يفتح نافذة على تطور الوعي البشري وفنونه.

أقدم منحوتة خشبية في العالم.. تمثال شيجير

في عام 1894، تم العثور على تمثال شيجير في مستنقع خث بجبال الأورال الروسية، وهذا التمثال، الذي يبلغ عمره 12,100 عام، يُعد ضعف عمر الأهرامات المصرية تقريبًا، وصُنع من جذع شجرة صنوبر ويبلغ ارتفاعه الأصلي 5.3 مترًا. ما يميزه هو النقوش الغامضة التي تزين سطحه، والتي يُعتقد أنها تحمل رسائل أو رموزًا دينية قديمة، ويحمل التمثال وجوهًا بشرية منحوتة، مما يشير إلى أنه كان يُستخدم في طقوس أو احتفالات معينة، وربما كان جزءًا من نظام ديني أو اعتقادي قديم.

وجه بشري.. أقدم رأس في تاريخ الحضارة المصرية

في المتحف المصري بالتحرير، تُعرض رأس مصنوعة من الطين، تعود إلى حضارة مرمدة بني سلامة (حوالي 4800 قبل الميلاد)، تُعد هذه الرأس من أقدم المنحوتات في مصر القديمة، وتتميز بملامح بسيطة مثل تجويفين عميقين للعينين، أنف بارزة، وفم نصف مفتوح، الثقوب الموجودة حول الجمجمة والوجه تُشير إلى أنها ربما كانت تستخدم لتثبيت الشعر أو زينة أخرى، مما يدل على وعي الإنسان القديم بالتفاصيل الجمالية.

تماثيل عين غزال.. روائع ما قبل التاريخ في الأردن

في موقع عين غزال بالأردن، اكتُشفت مجموعة من التماثيل الجصية التي تعود إلى حوالي 9000 عام قبل الميلاد. هذه التماثيل، التي تُعتبر من أقدم المنحوتات البشرية المعروفة، صنعت بهياكل داخلية من القصب ومغطاة بطبقة من الجص، وبعض هذه التماثيل لها رأسين، مما قد يشير إلى رمزية دينية أو أسطورية، ويُعتقد أن هذه المنحوتات كانت تُستخدم في طقوس مقدسة أو اجتماعية، وربما كانت تمثل شخصيات قيادية أو آلهة.

فينوس هوهل فيلس.. أقدم تمثال نسائي في العالم

من بين أقدم التماثيل البشرية المعروفة، تبرز منحوتة “فينوس هوهل فيلس”، التي يعود تاريخها إلى حوالي 40,000 عام، وتصور هذه القطعة الفنية جسد امرأة بتفاصيل واضحة، مما يدل على تقدير الإنسان القديم للجمال وللخصوبة، وتم العثور على نسخ مماثلة لهذه التماثيل في مناطق تمتد من أوروبا إلى سيبيريا، مما يشير إلى انتشار رمزية “فينوس” في الثقافات القديمة.

وجه بشري.. منحوتات كارانتيب في تركيا.. رؤوس بشرية وأعمدة غامضة

في جنوب تركيا، وبالتحديد في موقع كارانتيب، عثر علماء الآثار على مبنى يعود تاريخه إلى 11,000 عام، يحتوي على منحوتات لرؤوس بشرية وأعمدة منحوتة على شكل قضيب، ويُعتقد أن هذا الموقع كان يستخدم لإقامة طقوس أو احتفالات دينية، حيث يُجبر المشاركون على المرور عبر ممرات مليئة بهذه التماثيل. هذا الاكتشاف يُضيف بُعدًا جديدًا لفهم ممارسات الإنسان القديم وعلاقته بالرموز الدينية والجسدية.

تطور الفن والتعبير البشري

تكشف هذه الاكتشافات الأثرية عن تطور الفن البشري عبر العصور، حيث بدأ الإنسان في تصوير نفسه ومجتمعه منذ عشرات الآلاف من السنين، وسواء كانت منحوتات صغيرة مثل رأس العاج المكتشف حديثًا، أو تماثيل ضخمة مثل شيجير، فإن هذه الأعمال الفنية تُقدم لمحة عميقة عن تفكير الإنسان القديم، معتقداته، وتقديره للجمال، ولا تزال هذه التماثيل تثير تساؤلات حول الغرض من صنعها ودلالاتها الثقافية، مما يجعلها كنوزًا أثرية لا تقدر بثمن.

اقرأ أيضًا.. تمثال رودس العملاق.. شُيد لإظهار القوة وأنهار بسبب زلزال!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *