رُكن مقالات مُستبشر

الفيزياء بين الوجود والصيرورة.. فهم الزمن والكون

لطالما أثار مفهوم الزمن تساؤلات عميقة في الفلسفة والفيزياء، ويتمحور النقاش حول ما إذا كان الزمن يمثل “وجودًا” ثابتًا أم “صيرورة” ديناميكية، وهذا الجدل يتناول طبيعة الكون: هل هو كتلة ثابتة من الأحداث، أم أنه يتطور باستمرار مع مرور الزمن؟

الكون الكتلي.. رؤية الزمن ككتلة ثابتة

تُعتبر نظرية “الكون الكتلي” أو “الكون الكتلة” من التصورات التي ترى الزمن كبُعد رابع ثابت، حيث يُعتبر الماضي والحاضر والمستقبل موجودين جميعًا في آن واحد. في هذا النموذج، يُنظر إلى الكون ككتلة رباعية الأبعاد، وكل حدث فيه محدد في نقطة معينة من هذا الكيان الرباعي. هذا التصور ينبع من النسبية الخاصة لأينشتاين، حيث يُدمج الزمن مع الأبعاد المكانية لتشكيل “الزمكان”.

الصيرورة.. الزمن كتدفق مستمر

على النقيض، ترى فلسفة “الصيرورة” الزمن كتدفق مستمر، حيث يُعتبر “الحاضر” هو الواقع الوحيد، بينما يُنظر إلى الماضي كذكرى، والمستقبل كاحتمالات لم تتحقق بعد. هذا التصور يتماشى مع تجربتنا اليومية للزمن، حيث نشعر بتقدمه المستمر وتأثيره على الأحداث.

الفيزياء الكمية والزمن

تُقدم ميكانيكا الكم نظرة مختلفة للزمن. في هذا السياق، يُعتبر الزمن كيانًا خارجيًا ثابتًا، بينما تتغير الحالات الكمية للجسيمات مع مرور الزمن. ومع ذلك، تظهر بعض التفسيرات الكمية أن الزمن قد يكون نتيجة لخصائص أكثر جوهرية، مثل التشابك الكمي بين الجسيمات. تشير بعض الأبحاث إلى أن الزمن والديناميكية قد ينبثقان من انتهاك تناظر انعكاس الزمن في النظم الكمية.

الفيزياء.. الجاذبية الكمية ومشكلة الزمن

تسعى الجاذبية الكمية إلى توحيد ميكانيكا الكم مع النسبية العامة، لكنها تواجه مشكلة تُعرف بـ”مشكلة الزمن”. في النسبية العامة، يُعتبر الزمن بُعدًا ديناميكيًا مرتبطًا بالزمكان، بينما في ميكانيكا الكم، يُعتبر الزمن ثابتًا ومطلقًا. هذا التناقض يثير تساؤلات حول الطبيعة الحقيقية للزمن وكيفية دمج هذين التصورين في إطار نظري موحد.

الزمن في نظرية الأوتار الفائقة

تحاول نظرية الأوتار الفائقة التوفيق بين القوى الأساسية في الكون من خلال تصور أن الجسيمات الأساسية هي أوتار متذبذ.

اقرأ أيضًا.. مهرجان “هاي ماتسوري” يحتفل بالتقاليد الثقافية اليابانية والسعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *