معالم سياحية

برج لندن.. سجن وحَصن في قلب العاصمة الإنجليزية

محمد أحمد كيلاني

برج لندن (بالانجليزية – Tower of London)‏، هو مجمع من القرون الوسطى، وبالطبع عرفنا من إسمه إجابة سؤال، أين يقع برج لندن؟ نعم بالطبع في مدينة لندن، وتم بناؤه في القرن الحادي عشر، ويعتبر إلى الآن مصدر فخر لسكان لندن، بشكل خاص، ولجميع البريطانيين، بشكل عام، ويقع البرج في قلب مدينة لندن، على ضفاف نهر التايمز، وهو يشكل مجمعًا سياحيًا به جسر البرج الشهير، وهو الجسر المتأرجح الشهير لعاصمة المملكة المتحدة.

شكل برج لندن

يتكون البرج من مجموعة من المباني المحيطة بالزنزانة الرئيسية، وكلها محمية بصفين من الأسوار وخندق مائي جاف.

وفي الداخل كانت هناك مستوطنات ملكية، وثكنات، وغرف حراسة، وأبراج دفاعية، والآن تم تحويل الثكنات إلى صالات عرض لمجوهرات التاج، والبرج الأبيض تحول إلى متحف.

ويتمتع البرج بنفوذ وطني ودولي، حيث يُعرف بتمثيل القوة البريطانية في العالم، ووصف البريطانيون القلعة، بأنها مصدر استقلال الأمة.

تاريخ قلعة لندن

برج لندن هو القصر الملكي الرسمي لصاحبة الجلالة ملكة إنجلترا، وعلى الرغم من أن آخر حاكم عاش هناك كان “جيمس الأول” في الفترة بين عام 1566 وعام 1625.

والبرج الأبيض، يقف حاليًا في وسط هذا المجمع متعدد المباني على طول نهر التايمز في وسط لندن، وتم استخدام المجمع كحصن ومستودع أسلحة، وقصر، ومكان للاحتجاز، ومرصد، ومأوى، وسجن خاص للسجناء ذوي الرتب العالية.

وقد أعطى هذا الاستخدام الأخير عبارة “يُرسل إلى البرج”، وهو مرادف لعبارة “الذهاب إلى السجن”، وقد سُجنت الملكة إليزابيث الأولى في عهد أختها ماري هناك، وكانت آخر مرة استُخدم فيها البرج كسجن خلال الحرب العالمية الثانية.

ويعتبر “رودولف هيس” آخر المسجونين في البرج.

موقع التراث العالمي

تم تسجيل برج لندن في عام 1988 كموقع للتراث العالمي بقوائم اليونيسكو، فقد كان برج أو قلعة لندن مبنى من العصور الوسطى، تم الحفاظ عليه بشكل استثنائي، ومن ناحية أخرى، كانت له أهمية كبيرة كمركز قوة غير منقطعة لعدة قرون، فقد كان هذان السببان كافيين لأن تكون القلعة جزءًا من تراث اليونسكو.

الأساطير والحقائق حول برج لندن

يوجد كم هائل من الأساطير والتقاليد التي تدور حول برج لندن، وربما تكون الأسطورة الأكثر شهرة هي أسطورة الغربان، لأنه يوجد دائمًا عدد من الغربان في البرج.

وهي أسطورة تقول: أنه عندما يغادر آخر غراب في البرج، فإن الملكية الإنجليزية ستنهار.

ونتيجة لذلك، ومنذ القرن الخامس عشر، كان هناك دائمًا غراب واحد على الأقل.

وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تواجدت مجموعة تتكون من 7 غربان، وتم إطعامهم من قبل الحراس، وبحلول منتصف القرن العشرين، تضاءل عدد الغربان في البرج إلى غراب واحد فقط.

حراس البرج هم محاربين يُطلق عليهم إسم “يومان” (Yeoman)، ويتم التعرف عليهم من خلال الأزياء النموذجية الخاصة بهم، وخاصة من خلال وجودهم في البرج.

ويتم تجنيدهم للدفاع عن القلعة، وهم اليوم مرشدون سياحيوم، يقدمون جولة إرشادية كل ساعة، للسائحين.

في عام 2007 تم تجنيد أول امرأة.

محتويات برج لندن الثمينة

يحتوي برج لندن على المجموعة الشهيرة من جواهر التاج، وهي واحدة من أشهر مجموعات المجوهرات في العالم، ومن الواضح أن قيمها لا تُقدر بثمن، فهي في الغالب موروثة، وتحتوي على أكبر ماسة في العالم وهي مثبتة على صولجان.

وتحتوي المجموعة أيضًا على إثنين من أجمل التيجان في العالم، بما في ذلك تاج الدولة الإمبراطوري الذي يتسلمه الملك وقت تتويجه.

التعذيب والسجن والإعدام في قلعة لندن

من منا لم يسمع بمشاهد التعذيب المطولة التي حدثت في البرج؟ فلم تكُن هذه القلعة مثيرة للإعجاب فحسب، بل فلقد كانت موقعًا للعديد من الثرثرة التي تنبأت بممارسة الآلاف من عمليات التعذيب هناك.

حسنًا، في الواقع، هذا خطأ، فعلى الرغم من أن عمليات التعذيب كانت موجودة ولا يُمكن إنكارها، لكن سمعة قلعة لندن تم تشويهها بشكل كبير، ففي الحقيقة تم نشر هذه الأسطورة بشكل رئيسي من قبل البروتستانت، خلال القرن التاسع عشر.

ومن ناحية أخرى، كانت قلعة لندن مكانًا للسجن لكثير من الناس، فقد كانت معظم الأبراج البالغ عددها 21، تحتوي على زنازين في طوابقها الأرضية، وكان هؤلاء المسجونين من الشخصيات رفيعة المستوى.

فقد تم سجن الملوك والملكات الذين سقطوا، بما في ذلك ملك فرنسا، وتم حبس اللصوص المشهورين، والمسؤولين الحكوميين الذين لم يختاروا المعسكرات الصحيحة أثناء النزاع، وأيضًا ملك اسكتلندا.

التعديلات التي تمت على البرج

تم بناء قلعة لندن في أواخر القرن الحادي عشر من قبل “ويليام الفاتح”، كسجن، للسيطرة على سكان لندن أو حبسهم، وأعيد إعمار البرج بعد بضعة عقود، وتم إصلاحه مرتين، المرة الأولى لهنري الثالث في القرن الثالث عشر.

وفي المرة الثانية، لم يتم إجراء تغييرات رئيسية على القلعة، وذلك على الرغم من أنه خضع للعديد من التعديلات، وتم خلال تلك العملية الثانية هدم الأبراج وتم بناء أبراج جديدة، وإزالة الجدران، وهدم بعض المباني، لكن الهيكل العام للبرج لم يتغير منذ قرون.

هل تريد زيارة برج لندن؟

في الواقع، تعد قلعة لندن أحد العناصر الرئيسية لتراث العاصمة البريطانية، ومن الضروري عند الذهاب إلى لندن عدم تفويت زيارة هذا البرج، فهو في الواقع حصن مثير للاهتمام.

أقرأ أيضاً.. تشارلز بيرن.. قصة “العملاق الأيرلندي” الذي لم يُدفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *