
محمد أحمد كيلاني
يعتبر قصر الحمراء في غرناطة النقطة المرجعية الرئيسية للهندسة المعمارية الإسبانية الإسلامية، فهو المَعلم الإسلامي الوحيد الذي ظل على حاله حتى يومنا هذا، فمن القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، كان قصر الحمراء المقر الرسمي للسلاطين النصريين، الذين روجوا لبناء العديد من الحدائق والقصور لإيواء أنشطتهم.
والقصر هو النصب التذكاري الأكثر زيارة في إسبانيا، ويصل زواره إلى حوالي 3 ملايين شخص في كل عام، ويوضح لنا هذا الرقم الأهمية الكبيرة التي يتمتع بها المكان، فلنتعرف على المكان والأهمية التاريخية له.
أين يقع قصر الحمراء؟
يقع قصر الحمراء على تل لا سبيكا (La Sabika) في وسط مدينة غرناطة الإسبانية، وهو القصر الرئيسي في المدينة، حيث عاش ملك غرناطة النصري وحاشيته حتى عام 1492 ميلاديًا.
وقد تم إختيار الموقع بسبب أهميته الاستراتيجية، حيث يطُل على المدينة بأكملها من أعلى التل، ويحد قصر الحمراء من الشمال “وادي دارو” ومن الشرق “كويستا ديل ري تشيكو”، فإذا ذهبت إلى إسبانيا وخصوصاً غرناطة من قَبل، فستعرف جيداً تلك الأسامي.
من بنى قصر الحمراء في غرناطة؟ ومتى تم ذلك؟
يُعتقد أن الملوك الزيريون هم من بدأوا في بناء قصر الحمراء في عام 1238، وكان محمد الأحمر، أول أفراد الأسرة الحاكمة، وهو الذي بادر بترميم القلعة، وتابع العمل محمد الثاني، ابنه، وواصل خلفاؤه العمل، أيضاً.
وبالنظر إلى الموقع، فهو يدُل على أنه كان هنالك بالفعل بناء قبل الفتح الإسلامي، ويوجد أدلة أيضاً على ذلك، ففي القرن التاسع تم استخدام القلعة كملاذ للمتنافسين في الصراع المدني الذي حدث في خلافة قرطبة، التي تنتمي إليها غرناطة، حتى بدأ الأمراء الزيريون الأوائل في الإنتقال إلى منطقة أخرى، وهي “ألبايسين” أو البيَّازين.
“منذ بداية بناء قصر الحمراء، خضع الموقع لعدة أعمال بناء وهدم وترميم”
مراحل في تاريخ قصر الحمراء بغرناطة
بين عهدي محمد الثاني (1273 ميلاديًا) ونهاية عهد محمد الثالث (1309 ميلاديًا)، بدأ العمل في القصر المركزي وجدران السور وكذلك جميع مواسير المياه والمسجد القديم، والذي تحل محله حالياً، كنيسة “سانتا ماريا”.
وفي منتصف القرن الرابع عشر، ومع وجود يوسف، ومحمد الخامس في السلطة، تم تنفيذ العديد من إنشاءات قلعة الحمراء والتي استمرت حتى يومنا هذا، ومن بينها، محكمة الأسود، والحمامات، و غرفة القارب.
وفي عهد الملوك الكاثوليك، كانت أهم الإجراءات هي تشييد قصر كارلوس الخامس، وغرفة الإمبراطور، وغرفة مصفف شعر الملكة.
واعتباراً من القرن الثامن عشر، تم التخلي عن الاهتمام والحفاظ على قصر الحمراء وذلك أثناء الهيمنة الفرنسية على المنطقة، وتم هدم القلعة، والتي لم يتم إصلاحها حتى القرن التاسع عشر.
معنى إسم الحمراء
يأتي اسم قصر الحمراء من جدرانه الحمراء التي بُنيت من التربة الحمراء الموجودة في المكان، وقد اشتُق الاسم الإسباني “alhambra” من الاسم العربي “الحمراء”.
مكونات القصر
تُعد أشهر أجزاء الحمراء هي، القصور النصرية، وحدائق العريف، والقصبة.
وجميع الأجزاء التي يتكون منها قصر الحمراء هي:
– القصور النصرية، تتكون من، قصر المسوار (El Mexuar) وقصر قماريس، وقصر الأسود
– حدائق العريف، وهي حدائق وبساتين للترفيه عن السلاطين.
– القلعة، وهي ذلك المبنى الدفاعي، وهي أقدم جزء في قصر الحمراء.
– قصر كارلوس الخامس، وهو على شكل مُربع وبه فناء داخلي.
– فناء الأسود، وهو الجزء الأكثر شعبية في قصر الحمراء، وقد شيده محمد الخامس، ويوجد في الفناء نافورة دائرية من الرخام الأبيض، ويُحيط بها 12 أسداً.
– المقبرة الملكية، وهي المقبرة الوحيدة في القصر وكانت مخصصة لدفن أفراد العائلة المالكة.

تذاكر قصر الحمراء في غرناطة
على الموقع الرسمي يمكنك حجز تذاكر قصر الحمراء في غرناطة، وكذلك حجز الجولات المصحوبة بمرشدين والجولات داخل قصر الحمراء، ويبلغ سعر تذاكر زيارة قصر الحمراء حوالي 30-40 يورو تقريباً.
ولا شك أن زيارة قصر الحمراء هي تجربة لا مثيل لها، خصوصاً لنا كعرب، فهي رحلة عبر الزمن والتاريخ ويمكن أن تثير الكثير من الفخر.
أقرأ أيضاً..“جبل رشمور” نُصب تذكاري أمريكي لتمجيد الرؤساء السابقين