
محمد أحمد كيلاني
حورس هو إله موجود في الأساطير المصرية ويعتبره المصريون إله السماء، وكان أيضاً حامي الملوك، وله علاقة قوية بالفراعنة، الذين اعتبروا أنفسهم تجسيداً لهذا الإله، وكان يُعتبر حورس أيضاً الإله المسؤول عن الحفاظ على النظام، وكان ابن أوزوريس وإيزيس، وهما إلهان مصريان مهمان.
حورس في الأساطير المصرية
كان إلهاً حاضراً في التدين الذي مارسه المصريون في العصور القديمة، وهو أحد أهم الآلهة في البانتيون المصري بأكمله، وكان يُعتبر إله السماء وممثلاً في هيئة الصقر.
ونحن الآن نعرف هذا الإله باسمه اللاتيني، لكن المصريين أطلقوا عليه إسم حور، وهي كلمة تُرجمت على أنها “البعيد”، في إشارة إلى حقيقة أنه كان إله السماء، وكان لهذا الإله علاقة قوية جداً بالملوك المصريين، وكان الفراعنة يعتبرون أنفسهم تجسيداً لهذا الإله.
حامي جميع المصريين
بصفته حامي الملوك، كان إله الشمس أيضاً حامي جميع المصريين، وحافظ النظام، وكان يتم استدعاؤه غالباً عندما يذهب المصريون إلى الحرب، وترتبط علاقة حورس والحرب بالأسطورة التي تروي المعارك التي خاضها هذا الإله مع “ست” عدوه الأكبر.
فقد أعتقد المصريون أن عيني حورس هما الشمس والقمر وأنه من خلالهما لاحظ كل ما يحدث على الأرض، وفي التدين المصري، كان وثيق الصلة بكليهما، ولكن بشكل أساسي بالشمس، لذلك، كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً “برع”، وأدى الجمع بين الإلهين إلى ظهور إله جديد، وهو، رع حوراخت أو رع حوراختي.
ولادة حورس
جاءت ولادة حورس نتيجة ملحمة شارك فيها والديه أوزوريس وإيزيس، وتُعتبر هذه القصة هي النسخة الأكثر تقليدية عن أصل هذا الإله المصري، وتبدأ مع حُكم أوزوريس وإيزيس على الأرض، وكان هذا الحُكم يُعرف بفترة الرخاء والسلام والعدالة.
وتسببت قوة أوزوريس وحقيقة أنه كان محبوباً جدًا في حسد “ست” له، وهو شقيق أوزوريس، وفي وقت من الأوقات، تنكرت نفتيس، زوجة ست، في هيئة إيزيس، وخدعت أوزوريس، وحملت منه، مما أدى إلى ظهور “أنوبيس” إله الموت، وأثار هذا غضب ست، وبدأ في التخطيط لموت أخيه، وقُتل أوزوريس على يد “ست” وألقي به في نهر النيل.
وبعدها أنقذت إيزيس جثة زوجها لإحيائه، لكن “ست” اكتشف هذه الحقيقة، ووجد جثة أوزوريس، وقطعها إلى عدة قطع، وشتتها في جميع أنحاء مصر، وعثرت إيزيس على جميع أجزاء جسم أوزوريس باستثناء جزء واحد، وقامت بأداء طقوس لإحيائه.
وفي تلك اللحظة ولد حورس، وأنجبت إيزيس ابنها في مستنقعات دلتا النيل، واحتاجت إلى البقاء مختبئة، لأن ست كان يطاردها، ليقتلها هي وابنها، واضطر إله الشمس إلى قضاء طفولته في الاختباء خوفاً من أن يقتله ست.
حورس وست
أدت هذه القصة التي ضمت عائلة أوزوريس وست إلى نشوء عداوة بينها، وعندما أصبح حورس بالغاً وكان يستطيع الدفاع عن نفسه، غادر لمواجهة قاتل والده، واتهم ست أمام المحكمة على أساس أنه اغتصب عرش والده، وكانت الآلهة المصرية إلى جانب حورس، باستثناء رع، الذي طالب بالقتال بين الاثنين.
واستمرت المعارك بين الاثنين إلى أكثر من 80 عاماً، وأصيب الاثنان في مناسبات عديدة، وبعد كل هذه الفترة، لم يتم حل الصراع، لكن إيزيس تمكنت من إجبار ست، على الاعتراف بارتكاب ظلم كبير ضد أوزوريس وإيزيس وابنهما، بذلك، نُفي ست إلى الصحراء، وتولى حورس العرش، وأصبح ملكاً.
حورس في الدين المصري القديم
لقد كان تقليدياً في التدين المصري، وقد توطدت عبادة له بالفعل في فترة الأسرات، وعلى الرغم من وجود مؤشرات بالفعل على وجود هذا الإله في فترة ما قبل الأسرات، إلا أنه كان هناك بعض الالتباس، لأنه في البانتيون المصري كان هناك اثنين من الآلهة يدعيان حورس، الأول هو موضوع حديثنا، والآخر هو الإله الأكبر سنا وابن جب ونوت، وهو يختلف عن حورس الذي نتحدث عنه هنا، ابن إيزيس وأوزوريس.
بالنسبة للمصريين، كانت الشمس والقمر عيون حورس.
معابد في كل مكان
كانت هناك معابد لإله الشمس منتشرة في جميع أنحاء مصر، وكانت المعابد الرئيسية تقع في منطقة الدلتا، حيث ولد هذا الإله، وتم رعاية معابد حورس من قبل الكهنة، وكانت أيضاً أماكن يؤدي فيها المؤمنون المصريون أنواعاً مختلفة من الصلوات.، وكان من الشائع جداً بناء تماثيل لهذا الإله.
أقرأ أيضاً..التحنيط.. دراسة تكشف المكونات التي استخدمها القدماء المصريين