محمد أحمد كيلاني
نحن نعلم بالفعل أن كوكب الزهرة غير صالح للسكن، وذلك بسبب حامض الكبريتيك وضغطه ودرجات حرارته المرتفعة هناك، كما أنه جاف للغاية، حتى أكثر من صحراء “أتاكاما” في تشيلي نفسها، فهو أكثر جفافًا بمئة مرة من أكثر المناطق جفافًا على الأرض، ومع ذلك، حاولت دراسة جديدة تحديد متى أصبح الزهرة جافًا ومدة استمرار الطور المائي فيه عندما كان مليئ بالمحيطات مثل الأرض، لنتذكر أن كلا الكوكبين لهما نفس الحجم والكتلة والكثافة تقريبًا بتركيبات متشابهة جدًا، فمتى كان الزهرة مناسبًا للحياة.
هل كان للزهرة مرحلة صالحة للسكن؟
لنمذجة تاريخ الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، أحتاج العلماء في جامعة شيكاغو (بالولايات المتحدة الأمريكية) إلى معرفة متى كان يحتوي الكوكب نظريًا على مياه سائلة على سطحه، وذلك من خلال إعادة تكوين إنهيار العناصر في الغلاف الجوي والطرق المختلفة التي يمكن أن يختفي بها الأكسجين منه، وقام الفريق بحساب كمية المياه السائلة التي كان من الممكن أن تتدفق على سطح كوكب الزهرة، وتم تشغيل النموذج حتى أكثر من 90 ألف مرة، واعتمدوا على الوقت ونظام تسجيل يسمح لهم بتحديد النتائج الأقرب إلى الغلاف الجوي الحالي لكوكب الزهرة.
وأثبت النتائج وجود عناصر مثل الهيدروجين، وهو خفيف جدًا ويسهل هروبه من الغلاف الجوي لكوكب يحتوي على كمية كبيرة من “الديوتيريوم” مثل كوكب الزهرة، وهذا يُشير إلى أن هذا الكوكب كان يحتوي في يوم من الأيام على الكثير من الهيدروجين، والذي ربما كان مرتبطًا مع الماء.
وجود أنهار ومحيطات تمامًا مثل الأرض
إذا كانت النتائج السابقة صحيحة، فقد كان كوكب الزهرة أكثر اعتدالًا ولديه بحيرات ومحيطات من المياه السائلة، كما أنه أقرب كوكب إلى الأرض من حيث الحجم والمسافة من الشمس، وكانت لديه محيطات لأكثر من مليار عام، ومع وجود تلك المحيطات، فهل كانت هناك أيضًا حياة متوازية لمثيلتها على كوكبنا؟!.
قد يكون من المحتمل أن هناك تداخل كبير بين الحياة على الزهرة والحياة على الأرض، فعلى الأغلب، كان لدى الزهرة ما يكفي من الماء لتغطية سطحه بالكامل، وحتى عمق 500 متر.
هل الحياة على كوكب الزهرة ممكنة في المستقبل؟
مهما كان الأمر، فنحن مقيدون بالبيانات التي لدينا على كوكب الزهرة، وإذا سارت الأمور على ما يرام، فسيتغير ذلك قريبًا، وذلك بفضل بعثتي ناسا، VERITAS و DAVINCI، والتي ستقربنا قليلاً من حقيقة هذا التوأم للأرض.
ويُعتقد أن الحياة على الأرض قد بدأت منذ حوالي 3.5 إلى 4 مليارات سنة، بناءً على السجل الأحفوري، وإذا كان لدى الزهرة ماء سائل على سطحه منذ 3 مليارات سنة، فكان من الممكن أن يكون داعم للحياة أيضًا.
ويأتي السؤال الإبرز هنا، هل يمكن أن تتبع الأرض نفس مسار الزهرة في المستقبل؟
لعلك تتفق معي عزيزي القارئ في أن هذا السؤال أهم، من سؤال إمكانية الحياة على الزهرة، ويمكن أن تساعدنا الأبحاث وفهم تاريخ الكوكب الأحمر في تحديد مستقبلنا على الأرض.
أقرأ أيضاً..“طائر الفينيق الأسطوري” له القدرة على النهوض بعد الموت