أخبار مستبشر

الدموي يزين سماء السعودية.. خسوف كلي للقمر “نادر” يترقبه الملايين ليلة 7 سبتمبر

تتهيأ سماء المملكة العربية السعودية في السابع من سبتمبر 2025 لاستقبال ظاهرة فلكية استثنائية طال انتظارها، حيث يشهد سكان المملكة خسوف كلي للقمر، يغير فيه القمر وجهه المضيء ويتحول تدريجيًا إلى اللون الأحمر في مشهد سماوي ساحر يأسر العيون ويثير التأمل، وتعد هذه الظاهرة من أبرز الأحداث الفلكية خلال هذا العام، إذ يمكن رؤيتها بوضوح تام في معظم مناطق السعودية دون الحاجة لأي معدات أو أجهزة رصد، مما يجعلها لحظة مثالية للتأمل في عظمة الكون ومواعيد الطبيعة الدقيقة.

خسوف كلي للقمر

ويحدث الخسوف الكلي عندما تصطف الشمس والأرض والقمر في خط مستقيم، بحيث تحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر بالكامل، ويمر القمر في ظل الأرض، الأمر الذي يتسبب في تغير لونه إلى الأحمر أو البرتقالي، ويُعرف هذا التغير باسم “القمر الدموي”، ويعود ذلك إلى تأثير الغلاف الجوي للأرض الذي يرشح الضوء الأزرق ويترك الضوء الأحمر ينعكس على سطح القمر، ووفقًا للجمعية الفلكية بجدة، فإن الخسوف سيبدأ بمرحلة جزئية، ثم يدخل القمر في ظل الأرض الكامل ليبدأ الخسوف الكلي ويبلغ ذروته، قبل أن يخرج تدريجيًا ليعود إلى شكله الطبيعي.

وقد صرّح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذا الحدث يعد فرصة مثالية لهواة الفلك والمصورين المحترفين، حيث ستكون ظروف الرصد ممتازة في المملكة، ويمكن مشاهدة الخسوف بالعين المجردة أو باستخدام المناظير والتلسكوبات الصغيرة، كما دعا الجمهور إلى توثيق الحدث الفريد بالتصوير الفوتوغرافي، خاصة في لحظة الذروة عندما يتحول لون القمر إلى الأحمر، مشيرًا إلى أن المشاهدة ستكون أجمل في المناطق المرتفعة أو البعيدة عن التلوث الضوئي.

الجدير بالذكر أن الخسوف سيمتد لعدة ساعات تبدأ مع دخول القمر في منطقة شبه ظل الأرض، ثم الخسوف الجزئي، يليه الخسوف الكلي الذي سيستمر قرابة ساعة، قبل أن يبدأ القمر في الخروج من ظل الأرض تدريجيًا حتى نهاية الخسوف الكامل، وتُعد هذه الظاهرة من اللحظات الفلكية الملهمة التي تعزز الارتباط بالكون وتوقظ فضول الإنسان العلمي، حيث يحرص علماء الفلك على تتبعها وتحليل تأثيراتها، بينما ينظر لها الناس من منظور جمالي وتأملي.

تتكرر هذه الظواهر بشكل نادر نسبيًا، وقد لا تتاح مشاهدتها في نفس المنطقة الجغرافية لسنوات عديدة، لذلك يُنصح المهتمون بالاستعداد المسبق، ومتابعة توقيت بداية الخسوف وذروته، كما يمكن للمدارس والجامعات والمؤسسات الفلكية استثمار الحدث بتنظيم ورش رصد ومخيمات علمية توعوية، لتعزيز الوعي بالظواهر الطبيعية ونشر الثقافة الفلكية بين الأجيال الجديدة، خاصة وأن هذه الظواهر تسهم في ربط الإنسان بمحيطه الكوني وتوسيع مداركه العلمية.

ومن الناحية العلمية، يعتبر الخسوف أحد الدلائل المبكرة التي ساعدت العلماء القدماء على إثبات كروية الأرض، من خلال شكل الظل المنحني الذي تلقيه الأرض على القمر أثناء الخسوف، كما أن اللون الأحمر الذي يكتسي به القمر خلال هذه الظاهرة يعد مؤشراً دقيقًا على نقاء أو تلوث طبقات الغلاف الجوي، إذ تتغير شدة لونه وفقًا لجزيئات الغبار أو التلوث المنتشرة في طبقات الجو العليا، ما يجعل من الخسوف أيضًا أداة بحثية مهمة لدى علماء البيئة والمناخ.

تدعوك مستبشر أن تكون جزءًا من هذا الحدث السماوي الفريد، وأن تتوقف قليلًا تحت ضوء القمر الدموي لتتأمل سحر الكون، ولتوثق اللحظة بكاميرتك أو بعينيك، فهي ليلة لا تتكرر كثيرًا، وذكرى تستحق أن تُروى، إنها فرصة لتلتقي الأرض والسماء على صفحة القمر في ليلة يملؤها السكون والدهشة، ليلة 7 سبتمبر 2025، عندما يكتسي القمر وجهًا آخر ويمنحنا درسًا جديدًا من دروس الجمال الكوني.

اقرأ أيضًا.. المياه على القمر.. دراسة تكشف وجودها بالفعل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *