شريفة منصور
تلك المنطقة المنعزلة، هي عالم مدهش يقبع بآخر العالم، حيث العراقة والتفرد، والتراث المميز، والمجتمع ذو العادات والتقاليد المتنوعة والأصيلة، فإذا كنت من محبى المغامرة، فمرحبًا بك في موقع مستبشر الذي سيصطحبك فى رحلة استكشافية “لشعب الياغان” (The Yahgan) الفريد، حيث ستتعرف على عالم رائع يعكس تنوع وتراث هذا الشعب المثير للإهتمام.
شعب الياغان.. شعب مميز فريد ومتنوع
شعب الياغان هو أحد الشعوب الأصلية التى تعيش فى أقصى جنوب أمريكا اللاتينية، وبالتحديد في جزر جنوب أرض النار وكايب هورن.
وهي منطقة شديدة البرودة وعاصفة، ومنعزلة عن باقي العالم، ويعود تاريخها إلى أكثر من 10 آلاف سنة، حيث كانوا فى ذاك الوقت يتنقلون بين الجزر بقوارب الكانو الخشبية ويقتاتون على صيد الأسماك.
شعب الياغان والتكيف مع المناخ
على الرغم من المناخ البارد والقاسي الذي كانوا يعيشون فيه، إلا أن شعب الياغان لا يرتدون سوى القليل من الملابس، أو لا يرتدونها على الإطلاق.
فقد كانوا يعتمدون فى تدفئة أجسامهم على إشعال النيران الصغيرة، والشحم الحيوانى،
كما كان لديهم مستوى دهون أعلى من البشر الآخرين ، مما ساعد أجسامهم على توليد حرارة داخلية أكبر، فكانوا لا يشعرون بالبرودة كالأشخاص العاديين.
اللغة والثقافة
يتحدث شعب الياغان لغة فريدة تسمى الياغان أو “اليامانا”، وهى لغة غنية بالمفردات والتعبيرات، وتُعتبر كريستينا كالديرون هي آخر متحدثة أصلية بهذه اللغة.
ولقد بذلت كالديرون جهودًا كبيرة للحفاظ على ثقافة ولغة شعبها، حيث قامت مع حفيدتها بتجميع قاموس لهذه اللغة، وقاما بإعداد مجموعة من القصص والأساطير التي تُميز شعب الياغان، ولكن عندما توفيت كريستينا كالديرون في فبراير 2022 انتهت لغة الياغان.
ومن وقتها لا أحد يهتم بهذه اللغة أو هذا التراث العريق، سوى من لازالوا يقيمون بتلك المناطق.
تضم ثقافة الياغان عادات وتقاليد متنوعة
مثل باقي الشعوب المنعزلة لدى هذا الشعب العديد من المميزات ونذكر لكم منها:
الموسيقى والرقصات التقليدية عند شعب الياغان
تُعد الموسيقى والرقصات التقليدية جزءًا مهمًا من تراث وثقافة شعب الياغان، حيث يقدمون عروضًا فنية تقليدية تجمع بين الحركات الإيقاعية والألحان الحالمة، وتتميز موسيقاهم بتنوعها الإيقاعي وألحانها الجميلة، وتعكس روح الفرح والبهجة،وأيضًا التعبير الفنى عند الشعب.
كما أنهم يستخدمون مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية التقليدية مثل التمبورين، والدوهول، والفلوت، وكلها آلات لإضفاء طابع فريد ومميز لموسيقاهم.
أما عن رقصاتهم فتتميز بالحركات الأنيقة والتناغم الجماعي، كما أن لديهم بعض الرقصات الشهيرة مثل كولكاتا، ورقصة بارانغارين، ورقصة بينيلاي وتتميز كل رقصة بخصوصياتها الفريدة.
وتعتبر الموسيقى التقليدية والرقصات الشعبية من وسائل التعبير الفني والتراثي، التى تسهم فى تعزيز الإنتماء الثقافى والروحى لشعب الياغان.
الملابس المزخرفة
بفضل تميزهم فى فن حياكة النسيج، فإن ملابسهم ذات ألوان زاهية، تتميز بتطريزات ونقوشات معقدة ورائعة الجمال، وذات جودة عالية تساهم في إظهار جمال رقصاتهم وإحترافية فن التفصيل والتصميم لديهم.
الفنون الحرفية
يتمتع شعب الياغان بمهارات متعددة ومتنوعة كما ذكرنا، بما في ذلك أيضًا الحرف اليدوية، ومن أفضل الحرف التي يشتهرون بها، هي صناعة النسيج، والحياكة، والنحت على الخشب والعظام والحجارة، وصناعة القوارب والمجوهرات والأقنعة والفخار، والجلود، وأيضًا صناعة السلال.
كما أنهم يمتازون أيضًا بفن رسم الوشوم على أجسامهم، التى كانت تُعبر عن هويتهم ومكانتهم الاجتماعية.
الياغان.. الشعب المسالم وكيف يحيا
يعيش هذا الشعب جنبًا إلى جنب بشكل سلمي مع باقى الأعراق والأديان الأخرى المختلفة، ويمارسون
تعاليمهم الدينية، وطقوسهم الخاصة، دون أى تمييز أو تعصب.
ومن أفضل ما يميزهم حقًا هو الحفاظ على الروابط القوية بالتراث والثقافة، والعادات والتقاليد القديمة، كما يشتهرون بالأساطير القديمة مثل، أسطورة موسسة ياغان، وأسطورة تاريك سوكاين، وأسطورة مينداو.
وهذه بعض التقاليد الرئيسية التي تمثل شعب الياغان، وتساهم بشكل كبير وملحوظ فى تكوين هويتهم الثقافية، وتميزهم عن غيرهم من الثقافات الأخرى في المنطقة. فما رأيك عزيزي القارئ ألم تتوق لزيارتهم والتعرف عليهم عن قرب؟.
أقرأ أيضاً.. قبيلة الأمهرة.. منجم أباطرة إثيوبيا