يتابع موقع مستبشر عن كثب تطورات سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية اليوم الخميس 15 مايو 2025، حيث لا تزال الأسواق السورية تشهد موجة من التذبذبات الحادة في أسعار الصرف، مدفوعة بعوامل سياسية واقتصادية متشابكة، إذ أصبح الدولار مؤشرًا حقيقيًا على مستوى الاستقرار المالي والاقتصادي في البلاد، ومع كل تطور سياسي أو تصريح خارجي يرتفع أو ينخفض السعر، ما جعل المتابعين في حالة ترقب دائم لما ستؤول إليه الأوضاع
سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية
في آخر تحديث للأسعار في السوق السوداء، سجل الدولار في دمشق 10,150 ليرة للشراء و10,300 ليرة للبيع، بينما جاءت الأسعار في حلب مماثلة تقريبًا، أما في محافظة الحسكة فقد ارتفع السعر ليبلغ 10,500 ليرة للشراء و10,700 ليرة للبيع، ويعود هذا التفاوت إلى اختلاف الطلب المحلي ووفرة العملات الأجنبية في كل محافظة، في المقابل ما زال السعر الرسمي المحدد من مصرف سوريا المركزي عند 13,200 ليرة للشراء و13,332 ليرة للبيع، ما يعكس فجوة كبيرة بين السعر الرسمي وسعر السوق غير الرسمية، وهي فجوة تستغلها جهات عديدة لتضخيم أرباحها على حساب المواطنين
الارتفاع والانخفاض في سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية ليسا مجرد أرقام، بل هما نتيجة طبيعية لعوامل مؤثرة، من أبرزها التطورات السياسية الأخيرة، وعلى رأسها الإعلان عن مرحلة انتقالية بعد رحيل نظام بشار الأسد في أواخر عام 2024، هذا الحدث المفاجئ قلب موازين الاقتصاد السوري وأعاد خلط الأوراق، كما أن إعلان الولايات المتحدة عن تخفيف محدود لبعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق ساهم في تهدئة الأسواق مؤقتًا، إذ اعتبره البعض مؤشرًا على انفتاح محتمل على المجتمع الدولي، لكنه لم يكن كافيًا لإحداث استقرار حقيقي
إلى جانب العامل السياسي، هناك أزمات مزمنة داخل سوريا تساهم في هشاشة الليرة أمام الدولار، فغياب الإنتاج الصناعي والزراعي وانعدام الاستثمار الأجنبي واستمرار التضخم، كلها عوامل أدت إلى انهيار القدرة الشرائية لدى المواطنين، كما أن السوق السوداء باتت تتحكم في حركة العملة الأجنبية نتيجة ضعف دور المصارف الرسمية وعدم قدرتها على تلبية احتياجات السوق، وهو ما شجع المضاربة ورفع من مستوى التلاعب بأسعار الصرف
تشير التقديرات إلى أن الليرة السورية قد تحسنت بنسبة تزيد عن 25% لفترة قصيرة بعد إعلان تخفيف العقوبات، إلا أن هذا التحسن لم يكن سوى مؤقت، إذ سرعان ما عادت المضاربات للسيطرة، خاصة مع تصاعد الحديث عن وجود تدخلات من رجال أعمال مرتبطين بأطراف داخلية وخارجية، كما لعبت تحويلات المغتربين السوريين دورًا مهمًا في دعم السوق المحلي، إلا أنها تظل غير كافية لتعويض الخلل العميق في بنية الاقتصاد الوطني
السؤال الذي يتردد اليوم على ألسنة الكثيرين هو: هل هناك أمل فعلي في استقرار سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية خلال الفترة المقبلة؟ الخبراء الاقتصاديون يرون أن الاستقرار لا يمكن أن يتحقق إلا عبر مجموعة من الخطوات المتكاملة، تبدأ بتشكيل حكومة وطنية انتقالية قادرة على استعادة الثقة المحلية والدولية، وتمر بإصلاح السياسة النقدية وضبط السوق السوداء، وصولًا إلى تعزيز الإنتاج المحلي وفتح الباب أمام الاستثمارات الخارجية، دون ذلك، فإن كل تحسن سيكون هشًا ومؤقتًا وعرضة للتراجع عند أول أزمة
بالنسبة للمواطن السوري، فإن استمرار تقلب سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية يعني مزيدًا من الضغوط اليومية وارتفاعًا في أسعار السلع الأساسية والخدمات، حيث بات الدولار يتحكم في كل شيء من سعر الخبز إلى إيجار المنازل، في ظل غياب تدخل حكومي فعال لحماية المواطن، وازدياد اعتماد السوق على التسعير بالدولار بدلًا من الليرة، ما ينذر بمزيد من التدهور الاجتماعي إن لم يتم احتواء الأزمة بشكل سريع
موقع مستبشر يدعو متابعيه إلى متابعة تطورات سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بشكل يومي وواعٍ، وعدم الانجرار وراء الشائعات أو المضاربات، فالسوق بحاجة إلى وعي جماعي واستقرار سياسي وشفافية اقتصادية للخروج من هذه الأزمة التي طال أمدها، كما يمكنكم متابعة السعر الرسمي من خلال الموقع الرسمي لمصرف سوريا المركزي للحصول على بيانات دقيقة ومحدثة مباشرة من المصدر الرسمي.
اقرأ أيضًا.. شعوب قديمة سكنت سوريا.. رحلة عبر «التاريخ العريق»
