محمد أحمد كيلاني
لقد مر تاريخ مصر القديمة والفراعنة بمراحل مختلفة، وبالمثل، فقد تطورت عادة الدفن على مر السنين، في مصر القديمة، وكانت الأهرامات هي المقابر الأكثر تميزًا لملوك الدولة القديمة، فكانت بمثابة التكريم لهم، أثناء رحلتهم إلى الحياة الأخرى، وتم تحنيط الفراعنة ودفنهم داخل الأهرامات مع العديد من الكنوز والمستلزمات، وذلك من أجل ضمان حياة ثانية مُريحة لهم، كما تم بناء الأهرامات بارتفاعها الشاهق لإبعاد اللصوص عن الذهب والقرابين والكنوز التي دُفنت مع ملوك مصر، ولكن أين كانت أماكن دفن الفراعنة قبل بناء الأهرامات؟!
أماكن دفن الفراعنة قبل بناء الأهرامات
قبل إنشاء الأهرامات، تم دفن الملوك والملكات المصريين في غرف تحت الأرض تُسمى “مصطبة“، والتي كانت عبارة عن تل مسطح على شكل مستطيل.
ووفقًا للمؤرخين، فإن ذروة بناء الأهرامات في مصر القديمة جاءت أثناء بنات أهرامات الجيزة الثلاثة، وقد شُيِّدت أماكن أصغر بعدهم للاحتفال بأماكن استراحة الفراعنة في أواخر المملكة القديمة والمملكة الوسطى.
كان إسحاق نيوتن على يقين من أن أهرامات مصر تخفي أسرار صراع الفناء!
وفي وقت لاحق ولدت ممارسة اكتسبت أهمية كبيرة، في مصر القديمة، فقد تم دفن ملوك الدولة الحديثة في مقابر منحوتة في الصخور في وادي الملوك، وتم نحت هذه القبور في صخر الوادي.
وخلال الأسرة العشرين، وبعد التخلي عن وادي الملوك، تم دفن الفراعنة في مقابر بسيطة في حرم المعبد الرئيسي لمدينة “تانيس” ( الآن تُسنى “صان الحجر” في مدينة الشرقية المصرية)، وبعد ذلك لم يتم تحديد أي مقابر ملكية لاحقة في مصر القديمة.
ما أهمية الأهرامات للمصريين؟
لقد عاش المصريون القدماء في مجتمع زراعي، وكانوا معتادين على رؤية شروق الشمس وغروبها كل يوم، وفي الوقت نفسه، كانوا يشاهدون القمر يتصاعد ويتضاءل، وشاهدوا كيف تغمر المياه حقولهم كل عام.
وعندما انحسرت المياه، رأى المصريون أعلى القمم على الأرض، ترتفع وتتحصن من الماء، وتبدأ في انبات الأشجار والاعشاب، وفي تصور المصري القديم، فقد كان هذا المشهد للتلال بمثابة حياة جديدة.
وعندما أقاموا الصلوات في معابدهم، أدرج المصريون أحيانًا كومة من الأرض كتمثيل لبداية الحياة، وعادة ما كانت هذه الكومة من الرمل، وبعد فترة بدأت تتطور إلى كتلة واحدة من الحجر.
واكتسب الحجر شكل هرم صغير، وبهذه الطريقة، بدأ القدماء المصريين في ربط الشكل الهرمي بفكرة الحياة الجديدة، الخارجة من مياه الأرض، والصاعدة إلى الازدهار في نور ودفء الفجر.
ويجب أن نتذكر أن القدماء المصريين كانوا يعتقدون أن الموت ليس نهاية، بل بداية حياة جديدة في شكل جديد، فهم من أوائل البشر الذين آمنوا بوجود حياة ثانية وبعث بعد الموت، ولهذا السبب تم دفن الموتى غرب نهر النيل حيث تغرب الشمس كل يوم.
كيف تم بناء الأهرامات في مصر
لقد بُنيت الأهرامات من الحجر وبداخلها العديد من الغرف المخفية، حتى في الوقت الحاضر، يناقش علماء الآثار الغرض من ذلك.
والجدير بالذكر أن الملوك مثل زوسر، وخفرع، ومنقرع، قد وُضعت جثثهم في حجرة دفن تحت الأرض أسفل الهرم، ووُضعت مومياء خوفو داخل الهرم الأكبر، في غرفة الملك، وليس تحت الأرض، كما جرت العادة، وتبقى الأهرامات والدولة المصرية القديمة، محل جذب للدارسين والمكتشفين بأسرارها العظيمة.
أقرأ أيضاً.. نفق خوفو السري.. إلى أين تقودنا أسرار الأهرامات المصرية